in

مصر والسودان قد تعلنان حرباً عسكرية مفتوحة على إثيوبيا في أي لحظة

لقطة مميزة لمقاتلة رافال وعدد من مقاتلات MIG29M/M2 تابعة للقوات الجوية المصرية في قاعدة برنيس الجو بحرية

المقال بقلم الدكتور محمد حافظ.

 

أصبح الوضع في شرق أفريقيا في حالة اشتعال وحرب عسكرية مفتوحة بالمعنى الحرفي والفعلي بعد تصاعد المواجهات الحدودية في منطقة «قضارف» و«بني شنقول» بين الجيش السوداني والميليشيات العسكرية الإثيوبية المدعومة حكوميا من دولة «أثيوبيا» التي دخلت بجيشها وميليشياتها لاستعادة منطقة «الفشقة» السودانية بعد أن حررها الجيش السوداني منذ أيام فقط ، وبعدها خرج المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأثيوبية المدعو «دينا مفتي» ليعلن رفض «أثيوبيا» لأي وساطة دولية بينها وبين السودان إلا بعد انسحاب القوات السودانية تماما من أرض الفشقة ، ثم تطرق السيد «دينا مفتي» إلى ملف «سد النهضة» للرد على تصريح السيد «سامح شكري» في مداخلته مع الإعلامي «عمرو أديب» حين سأله أديب عن خيارات مصر المطروحة في ظل وصول المفاوضات بين الجانبين لطريق مسدود ، فأجابه السيد «شكري» بالقول .. فيه حاجات تانية ما ينفعش نتكلم فيها هنا ، وهو التصريح الذي أثار ذعر «أثيوبيا» بشدة فخرج متحدثها «دينا مفتي» ليقول إن السد لا يمثل أي خطر على السودان ولكنها تتخذ هذا الموقف لخدمة أهداف طرف ثالث لم يسمه بالاسم ، وطبعا مفهوم هو بيقصد مين ، مشددا على أن «أثيوبيا» ستبدأ الملء الثاني للسد في يوليو القادم دون استئذان أي أحد ، لتخرج الخارجية المصرية وتقول بشكل رسمي أن مصر تحذر من بدء الملء الثاني للسد بشكل أحادي ، وهو ما يعد تصعيدا في اللهجة المصرية في هذا الملف ، خصوصا بعد قول السيد «سامح شكري» بأن مصر لن تقبل بسياسة فرض الأمر الواقع ، وهو ما يفيد بأن مصر قد نفذ صبرها وأنها ذاهبة بكل تأكيد للحسم العسكري في هذا الملف ، خصوصا بعد تصريح السفير الاثيوبي في اسرائيل الذي أطلق تصريحا استفزازيا بدون أي مناسبة فقال ان على المصريين الاستعداد لجفاف بحيرة ناص.

 

وفي ضوء موقف ادارة «بايدن» الغير مهتم بهذا الملف كما عبر عن ذلك المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية السيد «صامويل وربيرج» في حواره مع الإعلامي المصري «أسامة كمال» ، واللي قال بشكل غير مباشر بين السطور : احنا لسه بندرس الموضوع ، ولحد ما نفهمه ، حلوها أنتوا مع بعض بالطريقة المناسبة .

 

وفي ضوء أن عامل الوقت ليس في صالحنا ، حيث لم يبق أمامنا سوى شهور قليلة حتى يوليو القادم على أقصى تقدير قبل شروع «أثيوبيا» في بدء الملء الثاني للسد ليصبح المخزون خلفه 18 مليار متر مكعب من المياه (المخزون الموجود حاليا خلف السد 5 مليار فقط وهو لا يشكل أي خطورة) .. وبعدها لن يستطيع أحد التفكير في ضرب السد.

 

في ضوء كل هذه المعطيات وبعد كل هذه التصريحات ، فقد بات لدى الجميع قناعة بأننا ذاهبون لمرحلة الحسم بالسلاح وإن المواجهة الكبرى أصبحت مسألة وقت ، بعدما أقتنعت القيادات السياسية في كل من مصر والسودان بأنه لم يعد أمامنا سبيل إلا الاحتكام لصوت البنادق بعد فشل وانسداد كل المسارات التفاوضية نتيجة للمراوغة وللتعنت الأثيوبي. بل يمكننا القول أنه حتى المجتمع الدولي بات مقتنعًا بأن هذا هو السبيل الوحيد الباقي لحل أخطر وأصعب أزمة أفريقية في العشر سنوات الماضية ، وذلك لعدة أسباب:

 

▪︎ أولا: لو افترضنا جدلا أن أثيوبيا قد وافقت ووقعت معنا اتفاقا ملزما لملء السد كما تريد مصر ، بل وحتى لو افترضنا أنها قد التزمت فعلا بكل شروطنا – وهو أمر شبه مستحيل – فستتبقى حقيقة مؤلمة ، وهي أن مجرد وجود هذا السد هو مصدر تهديد دائم ومباشر لنا في صميم أمننا القومي ، وهو وضع لا يمكن قبوله أو السكوت عليه ، لأن مصر ستصبح طيلة الوقت تحت رحمة الأحبـ&ـــاش المعروف عنهم الخسة والنذالة وعدم احترام المواثيق والعهود ، وسيصبح القرار المصري تابعا ومرهونا بالإرادة الأثيوبية ، لأنهم يتحكمون فيك بمحبس المياه الذي يستطيعون فتحه أو اغلاقه في أي وقت ، وأيضا لأن وجوده بخزان المياه العملاق خلفه يجعل من الممكن لأي دولة أخرى (سواء كانت أثيوبيا أو غيرها) تريد الاضرار بمصر أن تقصف هذا السد بالقنابل فتغرق مصر والسودان معا ، وهو أمر غير مقبول تماما لصانع القرار المصري وللشعب المصري الذي يأبى أن يكون تابعا لأي دولة في العالم ، فما بالنا بدولة هزيلة مثل أثيوبيا ؟

 

▪︎ ثانيا: كل المؤشرات والأراء الفنية تقول بأن هذا السد قنبلة موقوتة وأنه سينهار في غضون عشر سنوات على الأكثر نظرا لعيوب هندسية في اتكوينه ونظرا لبناءه على أرضية بركانية متفتتة ، وحين ينهار هذا السد بعد تمام إمتلاءه بـ 74 مليار متر مكعب ، سيصبح الأمر كارثيا على السودان وعلى مصر ، فشمال السودان سيختفي حرفيا من على وجه الأرض ، أما مصر فستغرق أغلب مدنها وأراضيها

 

▪︎ ثالثا: وهو أمر يتعلق بهيبة مصر ومكانتها الدولية والاقليمية ، لابد من عمل عسكري حاسم يرسخ لمكانتك ولنفوذك في الإقليم ويعيد تذكير الناس بقوتك وقدرتك على فرض سيطرتك والدفاع عن أمنك القومي بالقوة الغاشمة حين يتطلب الأمر.

 

وبالنسبة لمن يتخوف ممن يقفون خلف «أثيوبيا» أو بالبلدي زاقينها علينا ، فاللي زاققها ده مش هتوصل بيه الحماقة لدرجة انه يغامر بالدخول في حرب مباشرة معانا عشان خاطر عيونها … اذا كان الأغا العثماني ما قدرش ينزل بجيشه ويواجهنا في ليبيا اللي هي أهم بالنسبة له من أثيوبيا بألف مرة عشان النفط والغاز والثروات ، تفتكر هيدخل في حرب ضدنا عشان خاطر الأحبــ&ــاش ..؟

 

أما بالنسبة لمن يتخوف من رد فعل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ، وكل ما تكلم واحد منهم يقولك أصلهم هينصبولنا فخ ، وأصل المجتمع الدولي ، وأصل الرمم المتحدة.. فدعوني أسألهم ،، اشمعنى المجتمع الدولي بتاعكم دا قاعد يتفرج على «أثيوبيا» وهي بتعربد وتبلطج على كذا دولة ومش بيعمل لها حاجة .. يكونوش خايفين منها مثلا ..؟ دي حتى دولة هزيلة ومالهاش أي وزن إقليمي ولا دولي ومعندهاش اقتصاد من أساسه ، واشمعنى المجتمع الدولي والرمم المتحدة بتوعكم دول سايبين الأغا العصمانللي بيتمدد في الإقليم ، بل وحتى خارج حدود الإقليم لدرجة انه بيتدخل في صراع بيدور في «بحر قزويـن» ،وبيرازي في دولة أوروبية كبرى مثل «فرنســا» بانشاء قواعد عسكرية تركية في منطقة نفوذها في «مالي» و «تشاد» و «النيجر» و «جيبوتي» و«الصومال» ..كل ده والمجتمع الدولي بتاعكم قاعد يتفرج وآخره شوية تصريحات وشجب وتنديد دون أي فعل حقيقي على الأرض ، فهل نحن أضعف من أثيوبيا أو أقل من تركيا ؟

 

وعايز أفكركم اننا ما خوفناش من المجتمع الدولي ولا من أمريكا في 2013 رغم اننا كنا أضعف وأفقر من دلوقت بمراحل وكنا في شبه عزلة دولية ،، ورغم كده وقفنا في وش أخطر مؤامرة دولية وتحدينا الجميع ومحدش قدر يعمل لنا حاجة .. و هسألكم تاني ،، افترض جدلا ان أثيوبيا وافقت على كل شروطنا وبنت السد وخزنت خلفه الـ 74 مليار متر مكعب من المياه كما تهدف وبعد خمس سنين مثلا قالتك والله احنا دلوقت بتحكمنا حكومة جديدة ومش ملتزمين بالاتفاقية اللي وقعتوها مع «آبي أحمد» ( أبي أحمد لن يصمد طويلا وسيختفي من المشهد في غضون سنة بالكتير) وقتها بقا هنعمل إيه واحنا ممسوكين من رقبتنا وهما معاهم محبس المية اللي ممكن يقفلوه ويفتحوه علينا بمزاجهم ،، مع الوضع في الاعتبار ان ساعتها هيكونوا خلاص ملوا السد للأخر وبقى مجرد التفكير في ضربه هو نوع من الجنون ..يعني هنفضل تحت رحمتهم للأبد

 

احنا لازم نضرب ، ولازم ضربتنا تكون قوية مزلزلة ومعلنة كمان مش بطريقة الطائرات المجهولة.. لازم نعلن عن وجودنا بكل قوة ونقول أيوه احنا اللي ضربنا وهنضرب أي متطاول في أي مكان يفكر انه يمس أمننا القومي ، زي ما عملنا يوم الضربة الجوية في شرق ليبيا، ووقتها محدش قدر يفتح بوقه معانا بنص كلمة .. لازم كل صعلوك متطاول يعرف مقامه ، ولازم نبين العين الحمرا لشوية الأوباش دول بشكل واضح وصريح عشان ندشن ونرسخ مكانتنا ونفوذنا في الإقليم كقوة إقليمية عظمى ودولة مهابة الجانب ، وعشان بعد كده ما تتجرأش علينا كلاب السكك وعربجية السياسة ولقطاء الجغرافيا والتاريخ .. يجب على الليث أن يكشر عن أنيابه ويزأر بكل قوة لكي يلزم كل قرد شجرته ، فمالا يتحقق بالسياسة ، يتحقق بالحرب ، ثم يستكمل بالمفاوضات.

 

بالمناسبة ، مصر تعرف من زمان ان هذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة ، لكن نحن مشينا لمدة عشر سنين في دهاليز ومتاهة المفاوضات الطويلة كلها لكي لا يلومنا أحد لما نتحرك، ولكي نثبت للعالم أننا لسنا دعاة حرب ونقول للعالم كله أننا لم نترك أي طريق إلا وسلكناه ولا باب إلا وطرقناه ، لكن صانع القرار المصري حكيم وعارف كيف يلاعب العالم كله في الوقت اللي هو بيستعد لهذه الخطوة من زمان ، وتحديدا من يوم ما اشترينا الرافال (احنا أصلا جبنا الرافال لهذه المهمة خصيصًا) ولما أصرينا على الدخول في مفاوضات شاقة ومرهقة استمرت سنين مع الفرنسيين والأمريكان للحصول على صواريخ «سكالب» المضادة للتحصينات التي جائت خصيصا لهذا للهدف.

 

وأي حد يفهم استراتيجية وأمن قومي عارف ومتأكد إن الضربة قادمة لا محالة ، إنما كيف ومتى ستحصل هي شغل القيادة التي بالتأكيد ترى وتعرف أكتر مننا بمراحل.

 

أما المهزوزين والمرجفين في المدينة ودعاة المهادنة الذليلة فأقول لهم أن هذا كلام ناس مهزومة من قبل ما تحارب .. كفاكم انهزامية وتخنثاً سياسياً .. واسترجلوا شوية.

 

لسنا دعاة حرب، ولا نمارس أية ضغوط على الدولة، لأن مصر ما بينضغطش عليها، وانا واللي زيي عارفين يعني إيه مصر، وعارفين كمان يعني إيه حرب، وعارفين إننا لم نسعى إليها ولكنها فُرضت علينا.

 

المصدر: الدكتور محمد حافظ

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لحظة إطلاق مقاتلة اعتراضية روسية من طراز ميغ-31 لصاروخ جو-جو بعيد المدى من طراز R-37

لحظة إطلاق مقاتلة اعتراضية روسية من طراز ميغ-31 لصاروخ جو-جو بعيد المدى من طراز R-37

وزير الدفاع اليوناني: رافال ستغطي بحر إيجة بأجنحتها وأسلحتها

مصر تطور حاليًا الرافال إلى المعيار الأحدث F-3R وتتفاوض على 30 رافال إضافية