نور الدين
تسير العلاقات بين الهند والمملكة العربية السعودية على مسار تصاعدي حيث اتفق البلدان على إنشاء مجموعة عمل مشتركة للدفاع والأمن. تم اتخاذ القرار خلال الاجتماع الأول للجنة التعاون السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي (PSSC) في 3 فبراير.
عقد الاجتماع تحت رعاية اتفاق الهند والمملكة العربية السعودية على مجلس الشراكة الاستراتيجية. وأعلن عن المجلس خلال زيارة الدولة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للهند في فبراير 2019.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية في بيان: “اتفق الجانبان على إعطاء دفعة لعمل الآليات القائمة وإنشاء مجموعات عمل مشتركة للحوار المنتظم تغطي مختلف المجالات مثل السياسية والقنصلية والحج والدفاع والأمن والثقافة والصحة ، والتعليم.”
وقال البيان إن الجانبين أشارا إلى زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للسعودية في أكتوبر 2019 ، وأكدا أن “مجلس الشراكة الاستراتيجية يعكس رغبة قيادة الجانبين في إضفاء مزيد من الزخم على هذه العلاقة المهمة”.
جاء هذا التطور بعد شهر تقريبًا من وصول قائد الجيش الهندي الجنرال زار نارافان الرياض في سابقة تاريخية. وكان الجنرال نارافاني قد التقى بكبار الجنرالات السعوديين وناقش تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين واستكشاف المزيد من إمكانيات التعاون. كما استقبل حرس الشرف في مقر قيادة القوات البرية الملكية السعودية خلال الزيارة.
وقال سفير المملكة العربية السعودية في الهند سعود محمد الساطي لصحيفة “إيكونوميك تايمز” إن العقد شهد “خطوة ملحوظة في العلاقات بين السعودية والهند”. ووصف إعلان مجلس الشراكة الاستراتيجية بأنه خطوة تاريخية.
وسلط السفير الضوء على التدريبات البحرية المشتركة بين البلدين لتعزيز أمنهما البحري.
وقعت الهند والمملكة العربية السعودية أيضًا اتفاقية بشأن زيادة التعاون في عمليات الاستحواذ العسكرية ، والبحوث المشتركة ، وتشكيل المشاريع المشتركة ، ونقل التكنولوجيا. تم توقيع الاتفاقية بين الهيئة العامة للصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية ووزارة الإنتاج الدفاعي الهندية على هامش زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للمملكة في عام 2019.
وكتب رام براساد ، نائب رئيس البعثة في السفارة الهندية بالرياض ، في عرب نيوز أنه سيكون هناك تعاون معزز في البحث والتطوير وتصنيع أنظمة الأسلحة والمعدات.
وأكد أن التعاون في مجالات بناء السفن ، وتصنيع الذخيرة ، وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار ، والأمن السيبراني ، والفضاء ، والتقنيات الجديدة الناشئة سوف يندرج في إطار خطط إصلاح رؤية المملكة 2030 والمبادرة الرائدة “Make in India” للحكومة الهندية.
جاء التقارب المتزايد بين نيودلهي والرياض في وقت تتزايد فيه الخلافات بين باكستان والمملكة العربية السعودية. صمت الرياض بشأن قضية كشمير بعد إلغاء المادة 370 انتكاسة لإسلام أباد وحذرت منها مرارًا وتكرارًا.
ولكن نظرًا لأن باكستان تعتمد اقتصاديًا على المملكة ، فقد قوبلت تصرفاتها بالانتقام عندما سعت إلى سداد قرض بقيمة 3 مليارات دولار ووقف تسهيل ائتماني نفطي بقيمة 3.2 مليار دولار ، مما زاد من توتر العلاقات بينهما.
