in

شبحية المقاتلات وكشفها راداريًا، هل هناك حقاً مقاتلة شبحية بالكامل؟

خبراء أمريكيون: مقاتلات الرافال هي الوحيدة القادرة على مواجهة المقاتلة الإسرائيلية الشبحية إف 35

هناك دائما توازن وتوازي بين تطوير شبحية المقاتلات وأجهزة الرصد المختلفة. تعتمد الشبحية في الطائرات على تصميم شكل البدن وحواف مدخل المحرك والبصمة الحرارية للمحرك ومستودعات الأسلحة داخل البدن.

 

ومن أهم هذه العوامل هي مادة Radiation-absorbent material” أو RAM، وهي مادة تمتص الموجات الردارية وتمنع ارتدادها مما يصعب عملية كشفها كما أن تصميمها مثلثي الشكل يُقلل من بصمتها الردارية.

 

خبراء أمريكيون: مقاتلات الرافال هي الوحيدة القادرة على مواجهة المقاتلة الإسرائيلية الشبحية إف 35

 

وبالتالي الموجات الكهرو مغناطيسية الصادرة عن الرادار لا ترتد عنها “في الغالب”. هناك طلاء أيضا يسمى “طلاء الكرة الحديدية Iron Ball Paint”.

 

الطلاء وهو عبارة عن كريات “ميكروسكوبية صغيرة جدًا microscopic iron spheres” تصنع رنين هي نفسها عند اصطدام موجات الرادار بشكل ما تجعل الموجة لا توصل أو توصل ضعيفة.

 

– من أنواع تكنولوجيا التخفي أيضا الطلاء “العازل للكهرباء Dielectric composites” هذا يقلل ” إلى حد ما” من رصد المقاتلة بالرادار.

 

– أقدم شكل للرام كان صناعة ألمانية، استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية للمناظير الملحقة بالغواصة، لتقليل انعكاس الرادارات ذات الطول الموجي 20 سم الذي يستخدمه الحلفاء. تلك المادة كانت مغلفة بطبقة من الجرافيت ومواد أشباه موصلة مثبتة بنسيج مطاطي وكانت كفاءة تلك المادة تضعف خلال العمل بالبحر.
كذلك ابتكروا أول طائرة استخدمت الرام (هورتن 229) استخدمت فيها مواد كربونية منقعة برقائق الخشب وقد كانت مخفية تماماً أمام الرادار الإنجليزي في ذاك الوقت، نفس التصميم استخدم بطائرة “بي 2 سبيريت” الأمريكية ولم تكن مصادفة تلك الصناعة المشابهة، فقد أسقط الأمريكان إحدى طائرات الهورتن وأرسلوها إلى بلادهم للكشف واستنبطوا بعد ذلك طائرة البي 2، ويمكن القول أن الألمان كانوا الآباء الأوائل لتقنية الرام وطائرات الشبح.

 

– المفهوم العام الخاطئ للرام هو أنها تجعل الجسم غير مرئي للرادار، والصحيح أن تلك المواد تجعل المقطع العرضي الراداري أصغر ما يمكن أمام موجات الرادار ولكن لايمكنها جعله غير مرئي بالمرة عند أي تردد، والأجواء السيئة قد تساهم بإضعاف قدرة التخفي والمثال المروع لذلك هو إسقاط طائرة “إف 117 نايت هوك” خلال حرب تحرير كوسوفو حيث الرطوبة الموجودة بجسم الطائرة ساعد رادار الموجات الطويلة على تتبعها وإسقاطها، لذلك يمكن القول أن رام هو جزء بسيط للحصول على تقنية التخفي.

 

على سبيل المثال “إف 15 النسر الصامت”:

 

على الرغم من أن هيكل النسر الصامت شديد الشبه بهيكل النسر الضارب Strike Eagle إلا أنه يتمتع بتقنيات شبحية تتمثل في استخدام الطلاء الماص لموجات الرادار RAM Radiation-absorbent Material ومعالجة مواد الهيكل لتقليل انعكاسات موجات الرادار والانبعاثات الحرارية. ولكن يجب التنويه إلى أن سياسة الحكومة الأمريكية تُحتِّم بشدة تحديد استخدام هذه المواد الخاصة على المقاتلات التي يتم بيعها خارج الولايات المتحدة، وأيضًا فإن هذه السياسة تختلف بين الزبائن تبعًا للاعتبارات السياسية لكل زبون على حدة.

 

وطبقًا لشركة بوينج، فإن طلاء الرام المستخدم على النسر الصامت يجعل مُقدمتها (فقط المقدمة) ذات مقطع راداري مماثل لمقاتلات الجيل الخامس ولكن بدون أية تفاصيل. بل وادَّعت أن النسر الصامت تمتلك نفس شبحية المقدمة التي تملكها مقاتلة F-35 ، ولكن في 2010 قامت بتقليل حدة تصريحها إلى حدة ما مُدّعيةً بأن المقاتلة تمتلك نفس نسبة الشبحية للمقدمة بما يُماثل النسخة التصديرية من المقاتلة F-35 ! ولكن شركة لوكهيد مارتن (المنتجة للـ F-35) انكر مسؤولوها بشدة أي وجود لأي نسخ ذات صفات تصديرية من المقاتلة.

 

أيضًا هناك حاجب للرادار Radar Blocker يمكن إضافته لفتحات دخول الهواء Air Inlet الأمامية للمحركات والتي تمنع الرؤية المباشرة لشفرات مراوح المحركات مما يُقلل من نسبة كشفها بموجات الرادار، ولكن هذا الأمر يتوقف أيضًا على الاعتبارات السياسية للولايات المتحدة وطبيعة الزبون.

 

على أية حال فإن حُزمة تقليل المقطع الراداري للنسر الصامت بات من الواضح أنها مُخصّصة بشكل رئيسي للمواجهات الجوية بسبب فاعليتها ضد الرّادارات المحمُولة جوًا العاملة على النطاق X-Band ولكن ليس ضد الرادارات الأرضية ذات النطاقات الترددية المختلفة والمتنوعة.

 

و على الرغم من كل ما سبق إلا انه لا يكفي نهائيًا لتقليل مقطع النسر الصامت الراداري بما يوازي المقاتلات الشبحية الحقيقية كالرابتور مثلا بل ولن يقل مقطعها الراداري عن مقاتلات الجيل الرابع ++ ذات الحجم الأقل والمقاطع الرادارية والانبعاثات الحرارية الأقل كالتايفون والرافال والجريبين والسوبر هورنيت.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شركة رفاييل الإسرائيلية تعلن عن تزويد "قنابل القطر الصغير" بمحرك نفاث

شركة رفاييل الإسرائيلية تعلن عن تزويد “قنابل القطر الصغير” بمحرك نفاث

روسيا تستعد لإرسال دبابات T-14 "أرماتا" إلى الإمارات في نهاية فبراير

روسيا تستعد لإرسال دبابات T-14 “أرماتا” إلى الإمارات في نهاية فبراير