نور الدين
على الرغم من تمتعها بقدرات مذهلة ، لم تجد الطائرات الفرنسية الأصل العديد من المشترين. كانت مصر أول عقد خارجي لطائرات رافال ، بعد 14 عامًا من دخولها الخدمة في فرنسا.
بخلاف فرنسا ومصر ، تستخدم الهند وقطر فقط طائرات رافال بأعداد محدودة جدًا. السقف العملي لرافال أقل من طائرات J-16 وحتى في دفع المحرك ، فالمقاتلات الصينية J-16 و Su-35 الروسية أفضل بكثير من الطائرات المقاتلة الفرنسية.
في العام الماضي ، وقعت مصر صفقة بقيمة 2 مليار دولار لشراء 24 طائرة مقاتلة روسية الصنع من طراز Su-35. بعد استلام 24 طائرة رافال ، تسلمت مصر الآن سوخوي Su-35 الروسية ، وهي الأولى لمصر.
تستطيع مقاتلات سوخوي Su-35 أن تصل سرعتها إلى 2800 كيلومتر في الساعة على ارتفاع 11 كيلومترًا ، ويصل مداها إلى 4500 كيلومتر. مع خزانات الوقود الخارجية المضافة ، ستسمح للمقاتلة السفر لمسافات أبعد دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
قدراتها على التزود بالوقود أثناء الطيران تجعلها قادرة على المنافسة مع الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-35. وتُعتبر على أنها البديل النهائي للمقاتلة الروسية الكبيرة التي يشار إليه أحيانًا باسم “سوبر فلانكر”. تتميز Su-35 بمحركات دفع موجه ومجموعة مهام جديدة تمامًا ، بما في ذلك رادار سلبي Passive Electronically Scanned Array (PESA) من طراز Tikhomirov NIIP N135 Irbis وقمرة قيادة “زجاجية”.
وقال اللواء نصر سالم ، الرئيس السابق لقسم الاستطلاع بالجيش المصري وأستاذ الدراسات الاستراتيجية في أكاديمية ناصر العسكرية العليا ، إن اقتناء مصر لمقاتلات Su-35 ، إلى جانب MiG-29Ms و Rafale Fighter و F-16 ستضمن السيطرة الجوية لحماية المصالح المصرية.
ومع ذلك ، فإن التهديد الأمريكي بفرض عقوبات يلوح في الأفق الآن على مصر. واعترضت واشنطن على هذه الصفقة العام الماضي عندما حث وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر وزير الدفاع المصري على إلغاء الصفقة. وحذرا من فرض عقوبات بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA).
يعتقد الخبراء أن شراء مصر لمقاتلات سو-35 قد يكون بهدف تنويع مصادر تسلحها. لطالما اعتمدت مصر على الولايات المتحدة لمعداتها العسكرية. تتلقى مصر مليار دولار من المساعدات الأمريكية كل سنة التي يجب إنفاقها على المعدات الأمريكية.
ومع ذلك ، تم تعليق مساعدة واشنطن لمصر بشكل متقطع عام 2013.
حتى بعد عودة المساعدات ، توترت العلاقات بين البلدين. وقال أنتوني كوردسمان ، رئيس قسم الإستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.: “لقد كانت مصر معتمدة جدًا على الولايات المتحدة لدرجة أنها بدأت في محاولة إيجاد نوع من البدائل الطارئة بحيث لا يمكن الضغط عليها من قبل الكونجرس الأمريكي لتغيير سياساتها بشأن التعامل مع المعارضين”.
كما ردد سالم نفس التصريحات التي تشكك في الولايات المتحدة، وقائل متسائلاً: “لماذا لا تزود الولايات المتحدة مصر بمقاتلات F-35 التي زودتها لإسرائيل بسبب معارضتها لصفقة المقاتلات الروسية Su-35؟” ، مضيفًا أن الجيش المصري يسعى لشراء معدات مماثلة لتلك التي تمتلكها إسرائيل.
