in

إف-35: مقاتلة واحدة غيرت موازين المنطقة بالكامل دون خضوعها لأي اختبار في حرب حقيقية !

مقاتلة F-35 الشبحية الأمريكية غيرت التحالفات وأنهت نزاعات عمرها 72 عاماً وهدمت تحالفات أخرى عمرها 75 عاماً دون خوض معركة حقيقية واحدة !

 

كيف فعلت ذلك ، وما ستفعله مستقبلاً في خضم منطقة الصراع العالمية الأزلية “الشرق الأوسط” ومستقبلها بالتفصيل مع كل من الامارات وقطر وأسرائيل والسعودية ومصر وتركيا ؟

 

 أولاً | المقاتلة المزعجة الشبحية F-35

 

في البداية لعبت الولايات المتحدة الأمريكية اللعبة كما ينبغى أن تكون ، فبدأت بتطبيق فكرة النازيين عن الشبحية التى ظلت حوالى 40 عاماً تجرى تجارب عمليه فاشلة ضمن برامج عدة تابعة لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA ، ولكنها أخيراً نجحت فى انتاج المقاتلة F117 التى سرعان ما أسقطتها أنظمة الدفاع الجوى السوفيتية.

 

ولكنها مع اختباراتها العملية اكتشفت سر الخلطة بشكل أفضل ، وانتجت القاذفة التى لا مثيل لها B2_Spirit فى عام 1989 ، ثم لحقتها فى عام 1996 بالمقاتلة الشبحية F22.

 

ولكي تزيد حبكة اللعبة بشكل مثالي خصصت بنود فى قانون التصدير العسكرى الأمريكي ينص بمنع تصديرهم ، فاردت دول العالم بقوة أن تحوذ تلك الاشباح فى ترسانتها أو حتى تعرف اسرارها ، ولو حتى مقابل مليارات الدولارات المبالغ فيها بشدة.

 

وهنا ضربت الولايات المتحدة الأمريكية ببرنامج المقاتلة الشبحية المخصصة للتصدير Joint Strike Fighter _JSF ، والذي كان عبارة عن دمج برامج طائرات مقاتلة مختلفة من الثمانينيات والتسعينيات.

 

ولكي يكسبوا مصداقية أكثر للعملاء المحتملين فكانت الفكرة تعتمد على مشاريع موجودة بالفعل ، فكان أحد البرامج السابقة هو مشروع تابع لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA ، يسمى ASTOVL الذي استمر من 1983 إلى 1994.

 

كان يهدف هذا المشروع إلى تطوير بديل Harier Jump Jet للبحرية الملكية البريطانية وسلاح مشاة البحرية الأمريكي USMC .

 

و في إطار أحد برامج ASTOVL المصنفة ، كان هناك مشروع مقاتلة اخرى اسرع من الصوت SSF .

 

في عام 1993، ظهرت بوادر البرنامج التكنولوجي JAST في أعقاب إلغاء برامج المقاتلة متعددة المهام التابعة للقوات الجوية الأمريكية MRF وبرامج المقاتلة المتقدمة USN التابعة للبحرية الأمريكية A/F-X.

 

وكان الهدف الأساسي من البرنامج هو استبدال مقاتلات F-16 باقل تكلفة ممكنه ، ولكن تم تقليصه وتأخيره بسبب التخفيضات الدفاعية بعد الحرب الباردة التي خففت من استخدام أسطول F-16 وبالتالي إطالة عمر خدمتها بالإضافة إلى زيادة ضغط الميزانية من برنامج F-22.

 

مع تطور برنامج JAST ، ظهرت الحاجة إلى مفهوم الطائرة الشبحية الجديدة بحلول عام 1996، والتي ستتزامن مع مرحلة عرض الطيران واسع النطاق من ASTOVL/CALF .

 

و نظرًا لأن مفهوم ASTOVL/CALF يبدو أنه يتماشى مع ميثاق JAST ، فقرروا دمج البرنامجين في النهاية في عام 1994 تحت اسم JAST ، حيث يخدم البرنامج الآن لدى الـ USAF وUSMC وUSN.

 

تمت إعادة تسمية JAST لاحقًا باسم JSF في عام 1995، مع تقديم STOVL التي اشتركت فيه شركات “ماكدونل دوغلاس ونورثروب غرومان ولوكهيد مارتن وبوينغ” .

 

كان من المتوقع أن يحل JSF في نهاية المطاف محل أعداد كبيرة من المقاتلات متعددي الأدوار والضربات في مخزونات الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك هارير وF-16 و F/A-18 و A-10 و F-117 Night Hawk ،وروجت واشنطن البرنامج على هذا القبيل.

 

ولأن الهدف من البداية كان تسوقياً دولياً فبدأ بمشاركة المملكة المتحدة في برنامج ASTOVL.

 

ثم دخل العديد من الشركاء الدوليين الذين يحتاجون إلى تحديث قواتهم الجوية الذين نشروا طائرات F-16 وF/A-18 الذين كانوا مهتمين بالمشروع JSF قبل بدايته حتى .

 

انضمت المملكة المتحدة إلى JAST/JSF كعضو مؤسس في عام 1995، وبالتالي أصبحت الشريك الوحيد من المستوى 1 لبرنامج JSF .

 

ثم انضمت إيطاليا وهولندا والدنمارك والنرويج وكندا وأستراليا وتركيا إلى البرنامج خلال مرحلة العرض التوضيحي CDP ، مع كون إيطاليا وهولندا شريكين من المستوى 2 والباقي من المستوى 3.

 

وبالتالي ، تم تطوير الطائرة بالتعاون مع شركاء دوليين وهي متاحة للتصدير أخيراً “لعبة حلوة تستحق التحية لواشنطن ، فبهذا الآمر ستطور واشنطن قواتها الجوية بالكامل دون دفع دولار واحد”.

 

بالمناسبة المقاتلة رائعة بكل المقاييس ، وسبق وتحدثنا فى تقارير منفصلة عن المقاتلة بتفاصيل شديدة.

 

تم ظهور أول نموذج أولي من طراز F-35 A، إلى حفل الافتتاح في 7 يوليو 2006 ، وحلقت لأول مرة في 15 ديسمبر 2006 ، وحملت الطائرة اسم “Lightning II” ، ومن يومها وبدأ صراع التسليح العالمى يعود من جديد بعدما كان هدأ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة .

 

كان مخطط أن تدخل الخدمة الفعلية بموعد أقصى فى نهاية 2010 ، ولكن اكتملت الرحلة الأخيرة لمرحلة التجارب SDD في أبريل 2018. فخلال التجارب وجد العديد من المشاكل الرئيسية. كانت هياكل الطائرات F-35 B المبكرة بها تشققات سابقة لأوانها وكان تصميم خطاف الحاجز الخاص F-35 C غير موثوق به وخزانات الوقود كانت معرضة جدًا للصواعق وكان عرض الخوذة يعاني من مشاكل.

 

وأكثر من ذلك. تأخر البرنامج مرارًا وتكرارًا بسبب نطاقه وتعقيده غير المسبوقين. ففي عام 2009، قدر فريق التقدير المشترك لوزارة الدفاع JET أن البرنامج كان متأخرًا بمقدار 30 شهرًا عن الجدول العام.

 

وفي عام 2011 ، تمت إعادة تصميم البرنامج بالكامل ؛ أي، تم تغيير أهداف التكلفة والجدول الزمني ، مما دفع اللجنة المشتركة الدولية من تأجيل المخطط لعام 2010 إلى يوليو 2015.

 

وقتها تم انتقاد قرار الاختبار وإصلاح العيوب وبدء الإنتاج في وقت واحد باعتباره غير فعال.

 

تم الإعلان عن أول تطوير Block 2B قادر على القتال ، والذي كان له قدرات جوية وضاربة أساسية ، من قبل USMC في يوليو 2015 .

 

بدأ تطوير Block 3F للاختبار والتقييم التشغيلي OT&E في ديسمبر 2018 ، وتم دخولها الخدمة بالفعل فى هذا العام.

 

وحالياً يقوم برنامج F-35 أيضًا بإجراء تطوير الاستدامة والترقية للنسخ التى انتجت فى عام 2015 ، مع ترقية طائرات LRIP المبكرة تدريجياً إلى معيار Block 3F بحلول عام 2021.

 

ومن المتوقع أن يتم تحديث الطائرة F-35 باستمرار على مدار عمرها الافتراضي. فقد بدأ بالفعل برنامج الترقية الأول ، المسمى التطوير المستمر للقدرات والتسليم C2D2 في عام 2019 ومن المقرر حاليًا أن يستمر حتى عام 2024.

 

وأولوية التطوير على المدى القريب لـلبرنامج C2D2 هي Block 4F ، والتي ستدمج أسلحة إضافية ، بما في ذلك الأسلحة الفريدة للعملاء الدوليين وتحديث إلكترونيات الطيران وتحسين إمكانات ESM وإضافة دعم جهاز استقبال محسن للفيديو ROVER يعمل عن بعد. كما يركز C2D2 أيضًا بشكل أكبر على تطوير البرامج الرشيقة لتمكين إصدارات أسرع.

 

في عام 2018 ، منح مركز إدارة دورة حياة القوات الجوية AFLCMC عقودًا لشركة _”جنرال إلكتريك وبرات آند ويتني”_لتطوير محركات جديدة أكثر قوة وكفاءة للتطبيق المحتمل على F-35 ، الاستفادة من البحوث التي أجريت في إطار برنامج نقل المحرك الجديد .

 

كما عرض مقاولو الدفاع ترقيات للطائرة F-35 خارج عقود البرنامج الرسمية.

 

ففي عام 2013 ، كشفت شركة نورثروب غرومان عن تطويرها لمجموعة الإجراءات المضادة للأشعة تحت الحمراء DIRCM ، والتي أطلق عليها اسم Threat Nullification Defensive Resource.

 

سيشترك نظام الإجراءات المضادة في نفس المساحة مثل مستشعرات نظام الفتحة الموزعة DAS ويعمل كمشوش للصواريخ بالليزر للحماية من الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.

 

المشتريات والشركاء الدولية

 

الدول المشاركة:

▫️ العميل الأساسي : الولايات المتحدة

▫️ شريك من المستوى الاول : المملكة المتحدة

▫️ شركاء المستوى الثانى : إيطاليا وهولندا

▫️ شركاء المستوى الثالث : أستراليا وكندا والدنمارك والنرويج

▫️ المشاركون في التعاون الأمني : إسرائيل وسنغافورة

▫️الولايات المتحدة هي العميل الأساسي والداعم المالي الرئيسي ، حيث تم التخطيط لشراء

▫️عدد 1763 طائرة من طراز F-35 A لسلاح الجو الأمريكي

▫️وعدد 353 طائرة من طراز F-35 B وعدد67 طائرة من طراز F-35 C لـصالح USMC

▫️و 273 طائرة إف-35 C لـصالح USN

▫️بالإضافة إلى ذلك، وافقت المملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وكندا وتركيا وأستراليا والنرويج والدنمارك على المساهمة بمبلغ 4.375 مليار دولار أمريكي في تكاليف التطوير، مع مساهمة المملكة المتحدة بحوالي 10٪ من تكاليف التطوير المخطط لها باعتبارها الشريك من المستوى الاولى الوحيد.

 

كانت الخطة الأولية أن الولايات المتحدة و ثماني دول شريكة رئيسية ستحصل على أكثر من 3100 طائرة من طراز F-35 حتى عام 2035 .

 

تعكس المستويات الثلاثة للمشاركة الدولية عمومًا الحصة المالية في البرنامج، ومقدار نقل التكنولوجيا والعقود من الباطن المفتوحة للمناقصة من قبل الشركات الوطنية ، والترتيب الذي يمكن للدول من خلاله الحصول على طائرات الإنتاج.

 

إلى جانب الدول الشريكة في البرنامج، انضمت إسرائيل وسنغافورة كمشاركين متعاونين في مجال الأمن SCP .

 

تتم المبيعات إلى SCP والدول غير الشريكة من خلال برنامج المبيعات العسكرية الخارجية للبنتاغون .

 

▫️تمت إزالة تركيا من برنامج F-35 في يوليو 2019 بسبب مخاوف أمنية كما أعلنت واشنطن .

 

أعلنت اليابان في 20 ديسمبر 2011 عن نيتها شراء 42 طائرة من طراز F-35 لتحل محل F-4 Phantom II ، مع 38 يتم تجميعها محليًا وتسليمها في عام 2016 .

 

ولكن بسبب التأخير في التطوير والاختبار ، تم تأجيل العديد من الطلبات الأولية. ويذكر أن خفضت إيطاليا طلبيتها من 131 إلى 90 طائرة من طراز F-35 في عام 2012.

 

قررت أستراليا شراء F/A-18 Super Hornet في عام 2006 و،EA-18G Growler في عام 2013 كتدابير مؤقتة.

 

كما يذكر أنه في 3 أبريل 2012 ، نشر المدعى العام الكندي/ مايكل فيرجسون تقريرًا يوضح المشكلات المتعلقة بشراء كندا للطائرة ؛ كان يذكر التقرير أن الحكومة قللت عن علم التكلفة النهائية لـشراء 65 طائرة من طراز F-35 بمقدار 10 مليارات دولار.

 

وبعد الانتخابات الفيدرالية لعام 2015 ، قررت الحكومة الكندية تحت قيادة الحزب الليبرالي عدم المضي قدمًا في عملية شراء من مصدر واحد وأطلقت مناقصة دولية لاختيار طائرة للاسطول الكندي.

 

كما في يناير 2019 ، أعلنت سنغافورة رسميًا عن خطتها لشراء عدد صغير من طائرات F-35 لتقييم القدرات ومدى ملائمتها قبل اتخاذ قرار بشأن استبدال أسطولها من طراز F-16 .

 

وفي مايو 2019، أعلنت بولندا عن خطط لشراء 32 طائرة من طراز F-35 A لتحل محل طائراتها التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. وتم توقيع العقد في 31 يناير 2020.

 

كما قدمت قطر طلبا رسميا للولايات المتحدة لشراء مقاتلات F-35 الشبح بعدما قدمت مصر طلباً شفهياً فى عام 2018 لاقتناء عدد 24 مقاتلة ، وقوبل الطلب بالفرض.

 

قدمت الامارات العربيه المتحده طلباً بشراء 50 مقاتلة _”نسخة خاصة”_ فى عام 2020 بعدما طبعت العلاقات مع إسرائيل.

 

ثانياً | كيف غيرت المقاتلة توازنات المنطقة بالكامل ؟

 

أول من استلمها بالمنطقة هى إسرائيل ، ورغم قلة الاعداد المستلمة إلا أنها كانت تصول وتجول فوق سوريا والعراق وحتى إيران دون كشفها من اى من الرادارات المملوكة لتلك الدول “جعلت المقاتلة من سلاح الجو الإسرائيلي بالفعل اليد العليا بالمنطقة.

 

بعدها طلبت المقاتلة كل من الامارات العربيه المتحده والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ، وإمارة قطر ، وقوبلت كل تلك الطلبات بالرفض التام بناء على خوف إسرائيل من أن تمتلك تلك الدول هذه التكنولوجيا المتقدمة.

 

بعد الرفض بدأ فصل ثاني بسبب المقاتلة ، فقد نشط بقوة تجهيزات معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية التي بنيت على وعود من واشنطن برفع المحظورات عن كامل التسليح لدولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها إتمام صفقة مقاتلات F35 الشبحية ، ولكن رفض اسرائيل مازال مطروحاً ، ولكن الآن الرياح تهب فى صالح دولة الإمارات “لن يتم التطبيع الشامل إذ لم تسمح إسرائيل بتمرير الصفقة ” وهنا اضطرت إسرائيل على الموافقة.

 

“صفقة مقاتلات F-35 من الجيل الخامس لدولة الإمارات العربية المتحدة الآن فى مرحلة موافقة الكونغرس الأمريكي بعدما أخطرت إدراة ترامب بضرورة إتمام الصفقة ” .

 

الصفقة تضم 50 مقاتلة باجمالي 10.4 مليار دولار ، بالطبع إدارة ترامب موافقة وطبعا شركة Lockheed Martin المصنعة موافقة حتى لو كان العميل هى _”كوريا الشمالية نفسها”_ وبالطبع ستمنح الامارات نسخة خاصة بها كالعادة كما فعلت مع صفقة F-16E/F Block 60 صقر الصحراء .

 

ولكن تبقى موافقة الكونغرس الأمريكي الذي سيدرس جدوى الصفقة وتأثيرها على ميزان القوة في الشرق الأوسط مع مراعاة الحليف الأكبر لأمريكا في المنطقة ” اسرائيل ” التي ستطالب بتعويض يضمن تفوقها على دول المنطقة .

 

وهنا نتحدث عن تعويضات إسرائيل حتى تضمن واشنطن سيادة إسرائيل عسكرياً وتقدمها _” ولكن أرى استحالة السماح ببيع F22 او B2 لصالح سلاح الجو الإسرائيلي اطلاقاً_”كما أشيع” ، ولكنى بأقصى تقدير أرى أنها ستمنح اسرائيل نسخة خاصة متطورة مع ذخائر أكثر تقدماً مثل AIM AMARM 260 التى سيكون محظور على جميع الدول عداها ، مع السماح بتصدير قنابل GBU 57 الخارقة للتحصينات ، مع المزيد من المقاتلة الثقيلة بنسختها الاكثر تطوراً F15 X وقذائف JADAM .

 

أما عن الفصل الأول فقد بدأ بتوتر العلاقات قليلاً مع أنقرة بسبب رفض واشنطن بالجمع بين التحفتين الاروع فى عالم السلاح _”F35 و منظومة الدفاع الجوى الروسية S400″ , وإصرار انقره على اقتناء المنظومة الروسية ، الامر الذى انتهى بطرد الاتراك من برنامج المقاتلة الشبحية الأمريكية ، وتذبذب العلاقات قليلاً وليس تدهورها _”فمصالح عدة تجمع الدولتين”.

 

ورجوعاً للفصل الثانى فقد اتبعت دولة البحرين مسار شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة وتلتها دولة السودان ، وقريباً الكويت وسلطنة عمان وربما العراق وسبقتهم الاردن ومصر منذ عقود.

 

اتفاقيات التطبيع الشامل الذى أنهت عقوداً من العداء الظاهري جاءت في وقت فيه أكبر سباق تسليحي عالمى حتى أكبر من عصر الحرب الباردة ، سيكون لهذا التسليح الأثر الذي سيغير شكل المنطقة هذه المره للابد.

 

كانت السعودية جزء من اللعبة منذ البداية ، فهى متمسكة بموقفها وفى نفس الوقت تقبل باتفاقيات مشابهة لاتفاقيات الامارات والبحرين ولكن يبدو أنها حتى الآن لم تصل لمرحلة الرضا من بنود اتفاقية التطبيع هى الاخرى ، ولكنها قريبا ستوقع اتفاقية تطبيع تحت مسمى “سلام شامل مع إسرائيل” ، وسيكون هناك حلف أسرائيلى _خليجى ضد أيران ، يضم كل من “السعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان وربما لبنان والعراق وإسرائيل والولايات المتحدة ” هذا سيمنح إسرائيل ثقل وتأثير عالمى اكبر خلال العقد القادم.

 

أما عن مصر فقد شاركت فى الفصل الاول والثانى وافتتحت الفصل الثالث ، ففى الفصل الاول طلبت المقاتلة من واشنطن ولكنها رفضت فاتجهت للمقاتلة الروسية الثقيلة SU 35 فى صفقة رائعة لتقتنى عدد 30 مقاتلة منها ، وشاركت فى الفصل الثانى بقوة فقد ساهمت من عام 1979 في إرساء دعائم السلام فى المنطقة وحث كل دولها لإنهاء حالة الصراع العربى الإسرائيلى ، وقد أيدت وبقوة كل من اتفاقيات السلام بين إسرائيل وكل من الامارات والبحرين والسودان.

 

أما عن الفصل الثالث فقد بدأته مصر برغبتها فى جنى ثمار 40 عاماً من جهود إرساء السلام بالمنطقة ، والتى تريد فى النهاية أن تحافظ عليه بالقوة عن طريق عقد صفقات تسليحية ضخمة مع كل من إيطاليا باقتناء افضل مقاتلة أوروبية Eurofighter Tyhpoon بعدد 24 مقاتلة “كاملة التسليح” بالإضافة لصفقة بحرية ضخمة ” ، والأهم هم رفع المحاذير عن بعض الذخائر الأمريكية ، وتطوير كافة الأسلحة ذات الجدوى العالية مثل مقاتلات F16 والمروحيات الهجومية ، هذا بالطبع بخلاف التسليح الشرقي.

 

الفصل الثالث لم يبدأ بعد عند كل دول المنطقة ،ولكن مصر تعلم أنه أسوأ الفصول ولذلك تستعد له جيداً _”فتلك معاهدات السلام كما يزعمون ليست سوا تجهيز للحرب ، والجميع يعلم ذلك ” فلن يعم السلام كما يدعى الجميع.

 

الغريب فى الأمر هنا أن المقاتلة F35 أصبحت تستحق لقب المقاتلة الاسطورية طبقاً لما انجزته رغم أنها لم تختبر فى اى حرب حقيقية حتى الآن “كأنها لاعب أحرز هدف وهو على مقاعد البدلاء !”.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

تركيا تعلن تطوير الطائرة المسيرة Bayraktar TB-2 للمعيار الحديث Bayraktar TB-3

شاهد: أذربيجان تدمر راجمة الصواريخ “سميرش” Smerch أرمينية بعد هجومها على مدينة باردا