in

لماذا ترغب مصر بالتعاقد على مقاتلات “تايفون” الأوروبية المتطورة؟

قررت القيادة المصرية التفاوض على طائرات “يوروفايتر تايفون” بعد تجربة فعلية للمقاتلة ، يعني لم يعتمدوا على تقارير فنية من الشركة الصانعة ، بل القوات الجوية المصرية لديها في مخابئها تايفون سعودية قامت بتجريبها وإشراك الطيارين المصريين على التايفون في مناورات مع الجانب السعودي – يعني أن قرار الشراء كان متأني وبمعرفة.

 

لماذا تهتم مصر بالتايفون التي تعتبر أكثر المقاتلات تكلفة بالتشغيل والصيانة في فئتها ومصر أساساً تمتلك ثلاث مقاتلات من نفس الفئة ؟

 

للإجابة على السؤال نعود لبداية فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما اجتمع مع قيادة القوات الجوية في مصر وطلب منهم تقريراً مفصلاً للمعوقات والمكتسبات (حسب إعلامي مصري) وكما نشاهد نتج عن هذا سلسلة صفقات للقوات الجوية العربية المصرية كان من بينها شراء مقاتلات وأجهزة اتصالات وصواريخ وقنابل نوعية.

 

وبالعودة لعملية الطيران المصري ضد تنظيم داعش ونتائجها والتقارير الغربية التي تتحدث أن الضربة قد لا تكون دقيقة بسبب أن مصر لا تمتلك قنابل موجهة بالليزر.

 

مصر تريد التايفون من أجل أن يكون سلاحها الجوي قادر على تنفيذ كل المهام (استطلاع ومباغتة – تحريم جوي – إسناد جوي قريب – قصف جراحي دقيق – قصف بحري – قصف نووي … الخ).

 

وقال مصدر مطلع أن مناورات فيصل الجوية بين السعودية ومصر جعلت القيادة الجوية المصرية تقتنع بالتايفون.

 

قد يتسائل البعض لماذا تتكبد مصر ثمن الشراء والصيانة و”تكلفة” التشغيل ، بينما تستطيع غرفة العمليات في مصر تحريك مقاتلات التايفون من مطاراتها في السعودية بموجب معاهدة الدفاع المشترك بين الجانبين؟ قد يكون ذلك صحيحاً ولكن هنا شيء اسمه “عبء التشغيل” وليس تكلفة التشغيل ، وأعتقد أن رجال الجيش العربي في السعودية ومصر مقتنعين أن عدد 72 تايفون غير كافية لذلك جائت عملية رفع العدد وتقاسم عبء التشغيل بين الأطراف. عبء التشغيل يعني الحاجة لمزيد من الطيارين والفنيين ومخابئ ومعدات للفحص الفني. ثم أضف بجوار عبء التشغيل تكلفة التشغيل.

 

ولكن حدث شيء هو ما جعل الفريق المصري يُقدم على الخطوة ، وهو اعتماد شركة الإلكترونيات المتقدمة السعودية كأول مركز “خارج أوروبا” لصيانة وإصلاح أعطال التايفون.

 

وهذا يقلل تكلفة صيانة مقاتلات التايفون العربية في السعودية ومصر وحتى الكويت التي اشترت التايفون.

 

الآن دعونا نجمع المكونات مع بعضها البعض:

– إرادة القيادة المصرية لتطوير سلاح الجو.

– عملية ليبيا الجوية ضد الدواعش.

– تطوير قدرة الضربات الجراحية الدقيقة.

– إطلاع القيادة الجوية المصرية على التايفون من خلال مناورات فيصل المشتركة بين السعودية ومصر.

– اعتماد مركز عربي لصيانة التايفون (ما يقلل التكلفة).

– تقاسم أعباء التشغيل.

– رفع القدرات النوعية للقوات الجوية المصرية وتمكينها من تنفيذ كامل العمليات الجوية بدءاً من الإستطلاع وصولاً للضربات النووية التكتيكية.

 

هذه الأسباب هي ما جعلت الفريق المصري يذهب لاوروبا بصحبة حقيبة مملؤة بالمال لحسم الصفقة.

 

المصدر: إبراهيم العنزي

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

أرمينيا تُعلن استخدام مقاتلات روسية من طراز Su-30SM

إثيوبيا تستنكر تصريحات ترامب وتقول جيشها على أتم الاستعداد لمواجهة أي “عدوان خارجي”