in

هل صحيح أن منظومة الدفاع الجوي S-300 أصبحت بلا جدوى تجاه الأهداف الجوية كالمقاتلات الحديثة؟ وهل أخطأ الجيش المصري بشرائها؟

تدوال الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كلاماً يُفيد بأن منظومة الدفاع الجوي إس-300 الروسية أصبحت بلا جدوى وذلك على إثر الأحداث الجارية في سوريا وأرمينيا والتي أظهرت عدم الكفاءة القتالية للمنظومة وبالتالي اتجه البعض إلى التهكم على قوات الدفاع الجوي المصرية نظراً لامتلاكها تلك المنظومة.

 

في البداية يجب أن نعلم أن لكل سلاح نسخ خاصة به فالمنظومة إس-300 كان أول إنتاج لها ودخولها الخدمة في السبعينات ومن أول إنشائها لم تكن تتميز بكفاءة عالية لكن التطويرات التي حدثت لها بعد ذلك جعلت المنظومة من أقوى المنظومات على مستوى العالم وقتها.

 

نظام الدفاع الجوي المصري الصاروخي بعيد المدى S-300VM أنتاي 2500

 

تنقسم المنظومة S-300 إلى 3 أنواع رئيسية:

1- المنظومة S-300 B

2- المنظومة S-300V

3- المنظومة S-300F وهي النسخة البحرية

 

كل نوع من الأنواع المذكورة لها نسخ خاصة بها وطبيعي كل نسخة تأتي بعدها تتفوق على النسخة التي قبلها.

 

النوع الأول S-300 B: كان لها نسخ عديدة بداية من “إس بي” ثم “إس بي أم” و “إس بي أس” ثم “إس بي أم 1” في بداية التسعينات وهي كانت نسخة جيدة في وقتها ومن ثم تم تحديثها للنسخة S-300BM2 متوسطة المدى وهي التي تم نشرها حاليا في سوريا وطبعا مع أهم نسخة S-400 وهي آخر نسخة من هذا النوع والتي تعتبر أفضل منظومة دفاع جوي على مستوى العالم.

 

النوع الثاني S-300V: تعتبر أفضل من النسخة S-300 B سواء في المدى وكذلك القدرة على التصدي للصواريخ الباليستية والجوالة والمقاتلات وميزتها في أنها مجنزرة لها قدرة عالية على الحركة لذلك تعتبر أفضل نوع تستخدمه القوات البرية لحمايتها من مختلف التهديدات الجوية المختلفة أما النسخة S-300 B فهي مدلوبة (بعجلات).

 

السيسي يقود أكبر عملية تطوير للدفاعات الجوية المصرية ولأول مرة تمتلك مصر منظومات بعيدة المدى

 

ومن ثم تطورت المنظومة إلى النسخة الأحدث حتى الآن وهي S-300VM Antey-2500 وهي التي تمتلكها قوات الدفاع الجوي المصرية وتعد ثاني أفضل منظومة دفاع جوي في العالم بعد S-400 بل تعتبر أفضل منها في كونها مجنزرة لها قدرة عالية على الحركة لذلك يقتصر دور S-400 المخصصة بشكل رئيسي للحماية المركزية لعمق الدولة، كما تتميز النسخة VM على قدرات أفضل للتصدي للصواريخ الباليستية والصواريخ الجوالة لتوفير الحماية المكثفة للقوات البرية ضد كافة التهديدات الصاروخية المطلقة من منصات أرضية أو جوية أو بحرية وقدرة التعامل مع الأهداف الشبحية، إلى جانب سرعة نصب وحزم البطارية خلال 5 دقائق وبما لا يتجاوز 6 دقائق منذ لحظة التوقف حتى نصب البطارية بالكامل، ونفس الزمن أيضا بعد الانتهاء من الاشتباك وحزمها والانسحاب من الموقع فيما يُعرف بقدرة ” الاختباء، الإطلاق والانطلاق بسرعة.

 

يبلغ المدى الراداري الأقصى للنظام 500 كم، والمدى النيراني الأقصى 250 – 300 كم.

 

وبالتالي فإن النسخة المصرية من منظومة إس-300 هي الأفضل والأقوى في تاريخ المنظومة نفسها وليست هي النسخة الموجودة في سوريا وأرمينيا وكذلك أن المنظومة لها أكتر من نوع وكل نوع له نسخ وكل نسخة تتفوق على التي قبلها يعني لو جيش بيستخدم نسخة قديمة من إس-300 ولم تتعامل مع المقاتلات هذا لا يعني أن المنظومة كلها غير مجدية.

 

الدفاع الجوي ككل ليس فقط منصة إطلاق صواريخ فهي منظومة متكاملة تتكون من الآتي:

 

• ألوية وكتائب الإنذار المبكر المكونة من رادارات المسح الجوي لمختلف الارتفاعات الشاهقة، المتوسطة، المنحفضة، وشديدة الانخفاض، العاملة على مختلف النطاقات التي يمكن لبعضها إلتقاط الأهداف الجوية ذات البصمة الرادارية المنخفضة (الصواريخ الباليستية والجوالة والطائرات الشبحية)، إضافة إلى كتائب المراقبة بالنظر (أنظمة كهروبصرية وحرارية) الملحقة هي الأخرى على ألوية الإنذار المبكر والتي تملك الفاعلية لرصد الطائرات المعادية على الإرتفاعات المنخفضة جدًا ليلًا و نهارًا وخاصة الشبحية منها.

 

• ألوية وكتائب النيران المكون من منصات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ، من مختلف الطرازات والأنواع وبمختلف الأمدية والطبقات منها القصير المدى (المتوسط المدى) البعيد المدى.

 

• شبكة القيادة والسيطرة والاتصالات وهي المسؤولة عن ربط ودمج كافة منظومات النيران الصاروخية والمدفعية ووسائل وأجهزة الإنذار المبكر والاستطلاع المختلفة، لتخطيط المهام ، واتخاذ القرارات، و إصدار الأوامر ، وتبادل المعلومات والبيانات، وتحقيق أوجه التكامل بين مختلف عناصر ووحدات الدفاع الجوي وبين باقي أسلحة وأفرع القوات المسلحة من قوات برية وبحرية وجوية.

 

• يتم حماية وتأمين كل ما سبق من خلال عناصر إدارة الحرب الإلكترونية المسؤولة عن أعمال التأمين والحماية المضادة لوسائل الإعاقة والشوشرة الإلكترونية ، وكذا الحماية من وسائل الحرب السيبرانية (إحدى وسائل الحرب الإلكترونية) التي تنفذ أعمال الهجوم الإلكتروني على شبكات الكمبيوتر والقيادة والسيطرة والاتصالات لاختراقها وحقنها بالمعلومات والاحداثيات الزائفة مما يسهم في تحييد منظومات الرادار والنيران المختلفة.

 

إذن أي منظومة دفاع جوي لازم تدمج مع بقية شبكة الدفاع الجوي لكي تؤدي مهامها بكل كفاءة واحترافية ومنظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى بالأخص لازم تكون محمية من منظومات قصيرة ومتوسطة المدى ولو تركت بمفردها كفائتها تقل وممكن التغلب عليها بواسطة وسائل مختلفة.

 

اذن نستنتج من كل ما سبق أن منظومة S-300 لا يمكن أن نقول عليها أنها قد عفى عليها الزمن وأنها باتت غير مجدية لأننا أوضحنا أن لها عدة أنواع وكل نوع له نسخ وكل نسخة أفضل من السابقة لها وأن النسخة المصرية تختلف عن النسخة السورية والأرمينية وأنها الأفضل والأقوى للإس-300.

 

وكذلك عرفنا بأن منظومات الدفاع الجوي لا تعمل بمفردها لازم يكون داخل الدولة منظومات قصيرة ومتوسطة وطويلة لكي تحمي بعضها ولازم تكون هناك منظومة متكاملة كما أوضحنا من رادرات إنذار مبكر ومنظومة اتصالات متطورة ومنظومة حرب إلكترونية لحماية المنظومات من التشويش أو الاختراق.

 

كما أنه من الضروري جدا أن يكون المستوى التدريبي للفرد المقاتل الذي يتعامل مع المنظومة جيد جدا لكي تعمل المنظومة بشكل احترافي ومتكامل.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اللونغ بو: ماهو ولماذا يتم منعه على بعض الدول وما هي قدراته؟

معارك كاراباخ تحكم على صواريخ الدفاع الجوي الروسية