نور الدين
قطر تمنح أسرار اشتغال طائرات الرافال الفرنسية إلى تركيا.
تحدثت العديد من الصحف اليونانية عن حصول الأتراك على جميع أسرار الأنظمة التشغيلية لطائرات الرافال الفرنسية الصنع والتي أصبحت اليونان تسابق الزمن للحصول عليها قبل دخولها أي حرب ممكنة ضد الأتراك ما يجعل هذه الصفقة التي جمعت اليونان بفرنسا والتي مولتها الإمارات بملايين الدولارات لا جدوى لها سواء الآن أو بعد 5 سنوات من اليوم.
قبل الدخول في تفاصيل الخبر المهم يجب التطرق أولا لموضوع توازن القوى بين تركيا واليونان. الحقيقة المطلقة التي تعيشها منطقة شرق المتوسط والتي تدركها كل القيادات الدولية هو أن أي مواجهة عسكرية بين الطرفين ستنتهي بغزو تركي لكل الجزر اليونانية المتواجدة في بحر إيجة وربما كل الأراضي اليونانية، وهذه حقيقة مطلقة لأن حتى اليونانيين يدركون هذا سواء الرسمية من القيادات اليونانية أو بما ينشر بشكل يومي في الإعلام الموالي لليونان أي مواجهة ضد تركيا قد تنتهي بشكل سئ يعيد رسم خريطة المنطقة من جديد.
لذلك انطلقت اليونان باتخاذ قرارات عاجلة من أجل شراء أسلحة دفاعية رغم أن هذه القرارات تعتبر جد متأخرة حيث أن صفقات التسليح توقع اليوم لكن تسلم بعد مدة زمنية تسمح لصناعتها والتي غالبا ما تكون بعد 4 أو 5 سنوات.
وأعلنت اليونان بمساعدة فرنسية عن خطوات استعجالية لتحديث الفروع الثلاثة للقوات المسلحة اليونانية أي لتحديث السلاح البحري والجوي والبري، ومن بين هذه الخطوات أعلنت عن مخطط تجنيد 15 ألف جندي جديد مع شراء 4 فرقاطات متعددة المهام من صنع فرنسي ، كما ضم المخطط شراء 18 طائرة مقاتلة من طراز رافال منها 8 مستعملة لدى الجيش الفرنسي.
بالنسبة لليونان ، تعتبر الرافال أحد أسرع الخيارات للحاق بالتطور العسكري التركي ، لكن هناك مجموعة من التقارير المهمة التي تؤكد فشل هذه الصفقة وعدم جدواها أمام عدو اسمه تركيا لأن طائرات الرافال تعتبر واحدة من أغلى الطائرات في العالم فسعر الواحدة يصل إلى 260 مليون دولار مما يجعل ثمنها يزيد بنسبة 50% أو أكثر من الطائرة الأمريكية الشبح “إف-35” رغم أنه تعتبر من الجيل الرابع وليس من الجيل الخامس وهدا ما يجعل سمعة الطائرة مرتبط بالفشل في المنافسة في الأسواق الدولية لأن هذه الطائرة تعد كخيار للدول النامية التي تستطيع تحمل تكلفة الشراء الباهضة الثمن والتي لا تستطيع الحصول على طائرات أفضل من أمريكا أو روسيا.
السبب الثاني لعدم جدوى هذه الصفقة أمام قوة تركيا هو أنها تضم منح 18 طائرة منها 8 مستعملة كانت لدى الجيش الفرنسي وهي حسب ما صرحت به الصحف الفرنسية تعتبر من النسخ القديمة المعروفة بالأداء السئ والتي أراد الجيش الفرنسي التخلص منها من أجل الحصول على نسخ حديثة ومطورة.
السبب الثالث الأكثر أهمية وهو ما تداولته مجموعة من الصحف اليونانية عن إمكانية أن تكون تركيا قد حصلت على كل أسرار هذه الطائرة من الشريك الرئيسي لتركيا وهي دولة قطر. وتتوفر قطر على 24 طائرة رافال من النسخة المطورة حيث تحدث خبير عسكري يوناني عبر عدة صحف أن تركيا التي تملك قاعدة جوية في قطر ممكن أن تكون قد حصلت على كل أسرار هذه الطائرة خصوصا مع تواجد بنود توحي إلى ذلك في الاتفاق العسكري الذي يجمع البلدين.
وتطورت العلاقات التركية القطرية منذ عام 2015 بشكل وثيق سواء على المستوى الديبلوماسي أو على المستوى العسكري أو السياسي لدرجة أنها تعتبر الممول الرئيسي لتركيا لكل العمليات العسكرية التركية سواء في سوريا أو ليبيا. بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة التي منحتها قطر لصالح قطاع الصناعات الدفاعية التركية أو لباقي القطاعات الأخرى.
المناورات العسكرية القطرية التركية
من ناحية المناورات العسكرية أيضاً تم تنظيم العديد من المناورات العسكرية المشتركة ، ففي ظرف 5 سنوات فقط كانت هناك أكثر من 18 مناورة أو تدريب عسكري جمع الأتراك بالجيش القطري ومنها كانت هناك العديد من التدريبات الجوية المشتركة.
في قطر هناك إدارة عسكرية مشتركة متعددة التخصصات بين البلدين وهناك قاعدة عسكرية تركية والمعطيات المتوفرة تتحدث عن تواجد خبراء عسكريين أتراك وعن تواجد قوات خاصة ووحدة مدفعية تضم 100 جندي تركي وعن سرب مهم من طائرات الدرونز بيرقدار.
فتركيا وقطر شركاء حقيقيين بمعنى الكلمة وبالتالي ما قالته الصحف اليونانية عن إماكية أن تكون قطر قد منحت الأتراك كل أسرار منظومة اشتعال طائرات الرافال هو مرجح بشكل كبير جدا خصوصا مع وجود العديد من الاتفاقيات التركية القطرية التي وقعت عام 2019 والتي تضم بنود مهمة.
