in

هل سد النهضة هو سبب الفيضانات التي تجتاح السودان ؟

قرر مجلس الأمن والدفاع السوداني اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية ويعلن حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر.

 

وتسببت الفيضانات في خسائر فادحة ارتفع منسوب مياه نهر النيل في السودان إلى مستويات قياسية، ووصل ارتفاع مستوى النيل الأزرق إلى أكثر من 17 مترا محطمًا بذلك كل الأرقام القياسية ودخلت الفيضانات إلى المنازل وهدمت نحو 60 ألف منزل، كما تسببت في مقتل العشرات ونزوح 72 ألف شخص، بعد اجتياح 14 محافظة والجهود جارية لإنقاذهم باستخدام القوارب والمروحيات، كما تسببت الفيضانات أيضًا في نفوق مئات المواشي، وإتلاف محاصيل الموسم الزراعي، خاصة محاصيل الطماطم والبصل والذرة، والتي زرعت على مساحة 21 ألف هكتار و الهكتار حوالي 2 فدان ونصف.

 

طبعا السودانيين في صدمة مما يحدث من حولهم. متسائلين حول حقيقة السد الذي سيحميهم من الفيضانات والذي سيصنع التنمية ويسد عجز الكهرباء .. وهل ما يحدث من فيضانات لم تشهدها السودان في التاريخ المعاصر خلال 200 سنة هو أمر طبيعي ؟ ولماذا يحدث في السودان فقط وكل الدول المتواجدة على نفس الخط المداري لم يحدث فيها 10٪ مما حدث لنا ؟

 

وذكر آخر تقرير عن سد النهضة أن تسريبات من تحت جسم السد هي السبب في ارتفاع منسوب النيل والطمي الزائد الذي سبب عكارة في المياه.

 

وقالت شركة “G. Censini” الإيطالية، أنها استخدمت أسلوبًا حديثًا لرسم صورة أوضح أسفل أساسات جسم السد الخرساني، وأيضا أسفل سد السرج الركامي، وأن هذا الأسلوب يعتمد على عدد من أبحاث التربة يُسمى “geophysical exploration”، مشيرة إلى أن فكرة هذا النوع من أبحاث التربة لا تحتاج عمل أي جسات أرضية أو أخذ عينات، وأنها تعتمد على فكرة إرسال موجة صوتية، معروف طولها وذبذبتها عبر طبقات الأرض المفترض بناء السد الخرساني عليها، ثم استقبالها عبر ما يعرف بـ”Geophone”.

 

وتمكنت الشركة الإيطالية من معرفة نوعية الصخور التي سافرت خلالها تلك الموجات، حيث أن تلك الأبحاث اعتمدت في عملها على تثبيت عدد من الكابلات ذات الـ”Geophone”، على أساسات الجدار الشرقي والغربي لسد النهضة، بالإضافة إلى عدد من الكابلات الأخرى في قاع مجرى النيل، مبينة في الوقت نفسه أنه من خلال تحليل النتائج الإحصائية تبين وجود عدد كبير من الكهوف أسفل أساسات سد النهضة، وأن أغلبها يقع عند منسوب 485 مترًا فوق سطح البحر، أي أسفل أساسات السد بحوالي 15 مترا فقط.

 

“وهذه الكهوف ناتجة عن تحلل أحجار جيرية تقع تحت قاع أساسات سد النهضة”، حيث تحدث عملية تحلل تعرضت لها كربونات الكالسيوم وأكسيد الكالسيوم نتيجة لعملية غسيل جزئيات الكالسيوم من تلك الأحجار، ما أدى إلى إصابتها بالهشاشة التي خلقت فجوات كهفية ضخمة.

 

الكارثة أن تلك الفجوات الكهفية، لا يوجد أي دليل علمي ثابت يؤكد أو ينفي ملئها بأي مادة صلبة، خاصة قبل أن يبدأ المهندسون في صب خرسانة الأساسات، التي جاءت بشكل عاجل نتيجة قرار رئيس الوزراء الإثيوبي ببناء السد بشكل متهور، كما أن جميع المعلومات التي وصلت من مهندسي الشركة الإيطالية أكدت وجود مشاكل حقيقية أسفل أساسات سد النهضة، وأن عملية تحسين التربة التي سبقت صب خرسانة الأساسات فشلت فشلًا ذريعًا، ما أدى إلى إصابة التربة بما يسمى “Grout Curtains”، أو سيولة الطبقات.

 

والتقدير الذي وضعه خبراء علوم الـ”جيوتكنيك” اعتمادا على تحليل بيانات أمواج “Geophone”، أظهرت أن أساسات سد السرج المساعد ليست مبنية على نوع واحد من الصخور، وأنها مبنيه على 4 أنواع مختلفة، فجزء منها تم بناؤه على صخور جرانيت، وجزء آخر مبني على صخور “Phyllite”، وآخر مبني على صخور “Schist”، وأن معظم تلك الصخور مصابة بعوامل التعرية ما جعلها مفككة وضعيفة.

 

والأكثر من ذلك، أظهر تحليل نتائج الأمواج الصوتية وجود عدد كبير من الفوالق تحت قاع السد الخرساني والركامي، ما يعني أن حجم التسريب المتوقع أثناء ملء بحيرة سد النهضة سيكون ضخم جدا مما يؤثر علي جسم السد الذي سيتم تأكل أساساته وينهار.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

احتمال استحواذ سلاح الجو اليوناني على طائرات داسو رافال

الجيش الصيني ينشر منظومة الدفاع الجوي HQ-9 بعيدة المدى على طول الحدود الهندية