المعركة التي دارت في سماء العراق يوم 19 يناير 1991 والتي بدأها الطيار البطل “جميل صهيود” بالإشتباك مع مقاتلتي تورنادو بريطانيتين ثم الإشتباك مع مقاتلتين أمريكيتين من طراز إف-15 نهاية بإرتطامه المروع بالأرض و إصابته البالغة.
أقلعت أربع مقاتلات “تورنادو” بريطانية من قاعدتها الجوية المنامة مسلحة بصواريخ الهارم المضادة للإشعاع و قنابل الجاي بي 223 المخصصة لمهاجمة الممرات لقصف قاعدة أتش-3 الجوية مرورا بالمملكة العربية السعودية في أتجاهها للعراق و قبل وصولها لأهدافها ب50 ثانية في تمام الساعة 12:30 دقيقة أنشقت السماء عن مقاتلة الميج-29 التي يقودها الصقر العراقي جميل صهيود وبصاروخ آر-60 تنفجر مقاتلة التورنادو التي تحمل رقم ZA396/GE و يموت طاقمها في الحال و تنسحب باقي المقاتلات البريطانية هاربة لتبلغ القيادة التي تقرر توجيه مقاتلتي اف-15 امريكيتين واحدة بقيادة العقيد “سيزر رودريجز” والأخرى بقيادة “كريج أندرهيل” بمساعدة أواكس إي-3 سينتري للإشتباك مع بطلنا.
طبعا أدرك جميل صهيود أن مواجهة كهذه ستكون خاسرة لا محالة (وحده في السماء ضد مقاتلتي إف-15 و طائرة أواكس لا فرصة أمامه) فيقرر جر المقاتلات الأمريكية لأحد مناطق صواريخ الدفاع الجوي العراقية ولكن أجهزة الـRWR على طائرته تبلغه أنه تم الإغلاق عليه بواسطة أحد مقاتلات الإف-15 وأن هناك صاروخ سبارو في الطريق إليه ويتجه جميل بسرعة صوب الأرض كي يكسر الإقفل عليه ويشتت الصاروخ وفعلا ينجح في هذا ويقرر الاستدارة للمواجهة ولكن تشويش المقاتلات الأمريكية على راداره جعله لا يستطيع استعمال صواريخ التوجيه الراداري شبه النشط أر-27 مما يجبره على الإشتباك القريب معهما كي يستطيع أن يضرب صاروخ أر-60 أو حتى استعمال المدفع. يطير جميل بين المقاتلتين مسببا ارتباكا شديدًا بينهما ويستطيع عزل رودريجز عن أندهيل.
يطلق أندرهيل صاروخ سباور على صهيود فيفاديه ويكاد\ الصاروخ أن يصيب زميله رودريجز ويبدأ في الدخول في قتال تلاحمي قريب ضد مقاتلة سيزر رودريجز يرتفع كريج هيل لأعلى كي يحاول إصابة جميل ولكن قربه الشديد من رودريجز يجعله يكتفي بمراقبة الوضع والمقاتلتين تدوران حول بعضهما البعض في محاولة لإطلاق صاروخ حراري ولكن السرعة الشديد التي تطير بها المقاتلتين (الإف-15 والميج 29) لا تمكن أيا منهما من الحصول على ضربة ويبدا الإرتفاع في الإنخفاض.
6000 قدم
5000 قدم
4000 قدم
3000 قدم
وهنا يدرك صهيود أن الإستمرار في هذه المناورة بهذا الشكل سيجعله يرتطم بالأرض فهو الذي يسبق رودريجز فيقرر عمل مناورة سبليت اس فمنها يستطيع الإفلات من رودريجز وينجو من الإرتطام بالأرض ومنها سيستطيع أن يركب على ذيل رودريجز وبالتالي الحصول على فرصة لإطلاق صاروخه الأخير أر-60.
يرى رودريجز ما يفعله صهيود فيتوقف بمقاتلته ويبدأ في الخروج من المناورة لأنه يدرك أن المسافة قريبة وأن على الأرجح الميج 29 لن تستطيع إكمال السبليت أس وفعلا يدرك صهيود أن الأرض قريبة منه جدًا فيقفز من الطائرة ولكن المسافة كانت قريبة فيصاب في ساقه إصابة بالغة ولكن يأتي بعض القرويين العراقيين لينقذوه.
وبهذه المعركة ينتهي تاريخ القتال الجوي التلاحمي فكل ما تلاه كان عبارة عن معارك من طرف واحد فقط.