نور الدين
في العصر الحديث أدرك العالم أن تكلفة الحرب المباشرة، والتصعيد العسكري باهظة للغاية، أنت تستطيع أن تبدأ الحرب لكنك في النهاية لن تملك وحدك قرار إنهائها، هذا فضلا عن التكلفة البشرية والاقتصادية وحتى السياسية التي تتكبدها.
لكن، ورغم هذه الحقيقة، تتسابق العديد من الدول على تطوير منظومة أسلحتها، ومن بين هذه الدول مصر بكل تأكيد، هذا التصميم على تطوير منظومة التسليح سببه المباشر هو تحقيق الردع.
طوال سنوات يخرج علينا من يدّعون أنهم خبراء، ليستنكروا الإنفاق على صفقات التسليح، زاعمين أن هناك ما هو أولى!
خلال الشهور الماضية شهد الميدان الليبي تطورات عدة، حيث انخرطت تركيا بشكل أكبر بمساعدة حكومة الوفاق في الميدان الليبي، كان رد الرئيس واضحًا، سرت – الجفرة خط أحمر، خرجت أبواق تنظيم الإخوان تقلل من أهمية هذا التحذير، وتسخر منه، وتزعم أن الدولة المصرية لا تملك القدرات التي تمكنها من إطلاق تحذير كهذا.
حتى جاء اليوم، خطوة مبدئية تقول إن الأمور ستسير على الأغلب في السياق الذي أرادته مصر، حيث لا أحد يتجاوز الخط الأحمر، وفي الوقت نفسه يبدأ الليبيون مفاوضات سياسية لبناء الدولة الوطنية الموحدة المستقرة الآمنة لصالح الليبيين قبل أن يكون لصالح دول الجوار الليبي والإقليم.
هذا الذي تحقق لم يكن ليحدث لولا حديث مصر عن الخط الأحمر، والخط الأحمر ما كان ليُحدد لو أن مصر لا تمتلك القدرات اللازمة لذلك، وهذه القدرات تتمثل في عدة عناصر أهمها وجود قدرة عسكرية من شأنها تحقيق الردع، فضلا عن استقرار داخلي أمني وسياسي واقتصادي، يجعل لمصر كلمة مسموعة في الإقليم، تستطيع أن تستدعي الأطراف الدولية الفاعلة.
مصر تحقق نجاحات في الإقليم عبر امتلاك القوة، وكذلك القدرات السياسية التي تغني عن استخدام تلك القوة.
المصدر: مواقع مصرية
