قانون كاتسا الأمريكي وهو اختصار لمصطلح لـ (قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة) الذي تم إقراره عام 2017 ويهدف بشكل رئيسي لتحييد نفوذ روسيا ومبيعات أسلحتها ، كانت الصين أولى ضحايا هذا القانون بعد شرائها لمنظومات روسية حيث تمت معاقبة الصين من قبل واشنطن ، الاتراك أيضاً يواجهون العقوبات حسب هذا القانون إلّا أن الاتراك يحاولون التملص منه بحجة ان صفقة منظومة إس 400 تمت عام 2016 ، أي ما قبل إقرار القانون.
هذا القانون هو فقط عملية تأطير للعقوبات الأمريكية الأحادية التي اتخذتها واشنطن مسبقاً ضد من ينافسها بالنفوذ السياسي أو ضد منافسهم الروسي في سوق السلاح ، بمعنى أن هذا القانون قام بوضع عقوبات واشنطن في سياق قانوني وتجميلي ليس إلا.
ومصر التي تسعى لاقتناء سلاح روسي (سوخوي سو 35) هي بلا شك ستضع نفسها في مرمى هذا القانون الذي سيؤذي اقتصاد مصر كثيراً ، خصوصاً أن مصر بالفعل قد اقتنت أسلحة روسية مثل مقاتلة ميغ 29 وصاروخ قصير المدى ومنظومة دفاع بحري سطحي ومنظومة إس 300 ، ولكن كل هذا سيتغير مع تقلبات المزاج الأمريكي وسباق الرئاسة وبالتالي فإن صفقة سوخوي 35 هي تعريض حقيقي لعلاقة البلدين لاختبار معقد ، ولكن يبدو أن الأمر لن يترك للاجتهادات القانونية ولا لنفوذ اللوبيات في الكونغرس فالتحركات المصرية موجودة الآن ، حيث تشير سلسلة تقارير عن عزم مصر إبرام صفقة تسليح مع أمريكا في قادم الأيام وهذا دليل لوجود جهد دبلوماسي عميق لتجنيب القاهرة غضب كاتسا وبنفس الوقت لتمرير صفقة السوخوي بسلام حتى تحط عجلاتها على مطارات القواعد المصرية.
فهل ترى أن مقاتلة سوخوي 35 التي لم تختبر فعلياً تستحق هذه المجازفة ؟
إبراهيم العنزي