in

تحليل خلية الخبراء لانفجار مرفأ بيروت 2020 وانفجار سامراء 2015

على الرغم من إن جميع الأدلة تؤكد أن انفجار مرفأ بيروت كان بسبب احتواء العنبر 12 على كمية كبيرة من مادة نترات الأمونيوم وهذا مايؤكده فعلاً بخار أكاسيد النيتروجين الذي ظهر في الانفجار الثاني على شكل دخان كثيف أحمر إلى بُني محمر.

 

بالإضافة إلى المصادر الرسمية التي تؤكد تفريغ 2750 طن من هذه المادة كانت على متن سفينة متوجهة إلى أفريقيا عام 2013 ، لكن يجب معرفة أمر هام، مادة نترات الأمونيوم مادة غير قابلة للانفجار ، لماذا غير قابلة للإنفجار:

 

تنقسم المتفجرات إلى قسمين فئة أولية تنصعق بالاشتعال بلهب أو شرارة أو صدمة أو أي مصدر أو وسيلة تعطي حرارة كافية. وفئة ثانوية تحتاج إلى صاعق وإلى معزز خبراء المتفجرات يطلقون عليه تسمية “محرض” ، إن نترات الأمونيوم لا يمكن أن تنفجر بدون محرض ، فحتى عند احتراقه لا ينفجر دون خلطه بمواد مُحرضة وإنما سيستمر بالاحتراق دون حدوث عصف وضغط مدمر حيث لو تم خلط هذه المادة من كمية كبيرة ومع مادة محرضة وظروف مناسبة كدرجة حرارة عالية “وهذه جميع الظروف التي كانت حاضرة بالحادث” ستتولد موجة انفجارية ضخمة تُقدر بـ 2500 متر في الثانية . ومن المهم أيضاً معرفة أن نترات الامونيوم رغم إمكانية استخدامها بصناعة المتفجرات لكن بكميات صغيرة لاتنفع لذلك لايُفضل استخدامها في صناعة الصواريخ أو القنابل بظل وجود مواد أكثر فاعلية.

 

وبالعودة إلى انفجار مرفأ بيروت نستطيع الجزم عن وجود مادة ثانية كانت موجودة في نفس المستودع وهذه المادة واضحة في الانفجارات الصغيرة المتسلسلة في البداية التي حدثت قبل الانفجار الكبير والتي كان يتصاعد منها دخان أبيض ورمادي وليس أحمر، وقد تكون هذه المادة في المستودع هي المادة المحرضة على انفجار نترات الأمونيوم.
من الصعب تحديد نوع هذه المادة التي كانت في المستودع والتي قد لوثت نترات الأمونيوم وتفاعلت معه لتكوين مزيج من مادة عالية الانفجار دون إجراء عملية فحص ميداني لبقايا المواد العالقة.

 

[ تحليل خلية الخبراء لانفجار مرفأ بيروت 2020 وانفجار سامراء 2015

 

انفجار سامراء

 

انفجار بيروت عاد الى ذهننا انفجار حدث في عام 2015 خلال معارك تحرير غرب سامراء وثقت الكامرة لحظة انفجار عجلة حمل مفخخة تحمل أطنان من المتفجرات كان يقودها انتحاري استهدف تقدم القوات العراقية، صنع هذا الانفجار ذات صورة انفجار مرفأ بيروت وبعثت بخار أكاسيد النيتروجين وهذا مايؤكد أيضا أن هذه المُفخخة كانت تحمل كمية كبيرة من مادة نترات الأمونيوم.

 

إن التنظيمات الإرهابية ومنها داعش كانت تستخدم نترات الأمونيوم بكثرة بسبب توفرها بالأسواق باعتبارها مادة تجارية غير ممنوعة ، لكن كانوا يقومون بمعامل التفخيخ بخلطها بمواد مُحرضة على الانفجار تعمل بمثابة الصاعق ، ومن أهم هذه المواد هي أزيد الرصاص وأزيد الفضة وبروكسيد الهكسامين.

 

السحابة البيضاء

 

إن هذه السحابة التي تكونت بعد أجزاء من الثانية في انفجار بيروت والتي يمكن مشاهدتها ايضاً في انفجار سامراء، وقام الكثيرون بتسميتها بسحابة الفطر النووية أو اختراق حاجز الصوت وراحوا يحللون على ان الانفجار هو نووي.

 

ما هي الا ظاهرة فيزيائية تحدث نتيجة ضغط موجة الانفجار الذي يؤدي الى تكثف الرطوبة في الهواء مع عامل بخار الماء المتولد اساساً من التفاعل الكيميائي لنترات الامونيوم مع الحرارة الذي يبعث أكاسيد النيتروجين وبخار الماء، وتصعد هذه السحابة الساخنة الى اعلى وتنصدم بطبقة الغلاف الجوي الباردة وترتد مكونة حلقة كبيرة تتلاشا بعد لحظات، ويساعد هذه الظاهرة الرطوبة العالية لمنطقة انفجار مرفأ بيروت المطل على البحر والطقس الممطر في الانفجار الذي حدث في سامراء.

 

الخلاصة: انفجار مرفأ بيروت لم يكن بسبب هجوم جوي وإنما حادث داخلي قد يكون مُفتعل أو عرضي أدى لنشوب حريق في المستودع. وكذلك الاهمال وسوء تخزين مادة نترات الامونيوم مع مواد محرضة على الانفجار في مكان واحد.

 

[ تحليل خلية الخبراء لانفجار مرفأ بيروت 2020 وانفجار سامراء 2015

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

الأسلحة الكيميائية المصرية

وزير الخارجية التركي: هناك اقتراح بتسليم سرت والجفرة إلى حكومة الوفاق الوطني الليبي