in

ثلاث صفقات ستجعل من القوات الجوية المصرية القوة الجوية الأولى بالشرق الأوسط وضمن الخمس الكبار عالمياً

ثلاث صفقات إن تمت بنجاح ستجعل من القوات الجوية المصرية القوة الجوية الأولى بالشرق الأوسط وضمن الخمس الكبار عالميا.

 

الأولى صفقة مع روسيا تشمل الحصول على عدد 12 مقاتلة سوخوي سو-35 إضافية جديدة مع طلب لواء جوي من مقاتلة الجيل الرابع المعزز الروسية ميج-35.

 

حيث تعاقدت مصر في العام 2018 مع روسيا على شراء سربين من مقاتلة السيادة الجوية الأفعى السوبر فلانكر السوخوي سو-35 بعدد اختلفت المصادر فيه وتراوحت بين 20-29 مقاتلة بقيمة تقدر بين 2-3 مليار دولار. ورغم الضغوط الخارجية خصوصًا من قبل الولايات المتحدة استمرت الصفقة في مسارها وكان مخطط استلام مصر أول مقاتلتين من الصفقة العام الجاري. لتظهر صور التقطتها الأقمار الصناعية من مصنع كولسمولسك أون أمور بروسيا بوجود 7 مقاتلات سو-35 جاهزة منها 5 مقاتلات قد حصلت فعلاً على التمويه الخاص بالقوات الجوية المصرية والمطابق للتمويه الخاص بمقاتلات الميج-29أم/أم2 المصرية بعدها ظهرت صور الخمس مقاتلات وقد حملت الأرقام التسلسلية الخاصة بالقوات الجوية المصرية دليلا على اقتراب تسليم المقاتلات لمصر الأمر الذي يتعارض مع مخطط تسليم مقاتلتين فقط لمصر هذا العام و يرفع الرقم الي ما لا يقل عن 7 مقاتلات جاهزة للتسليم هذا العام.

 

وطبقًا لما نشرته جريدة لاتريبيون الفرنسية عن وجود وفد روسي بالقاهرة لإنجاز صفقة بيع عدد 12 مقاتلة سوخوي سو-35 كانت مخصصة لإندونيسيا التي تراجعت عن الصفقة فعلاً تحت التهديدات الأمريكية وفضلت الحصول على 15 مقاتلة تايفون مستعملة من النمسا إلى جانب طلب سربين إف-16 فايبر من الولايات المتحدة مما خلق مشكلة عند الروس في تسويق المقاتلات الإندونيسية لطرف ثالث وبالتأكيد لن يكون هناك أفضل من القوات الجوية المصرية والجاري توريد مقاتلات سو-35 لصالحها بالفعل للحصول على هذه المقاتلات بعد إجراء التعديلات المصرية المطلوبة على المقاتلات وهو ما يفسر ظهور هذه الأعداد الأكبر من الأعداد المستهدفة للتسليم من مشمول العقد المصري وهو ما قد يرفع من حصيلة مصر من مقاتلات السوخوي إلى حوالي 40 مقاتلة وربما أكثر في حال نجاح الروس في إقناع مصر بالحصول على المقاتلات السابق تخصيصها لصالح العقد الإندونيسي الملغي.

 

أما الشق الثاني من الصفقة ويشمل حصول مصر على لواء جوي من مقاتلات ميج-35 فهو أمر مطروح على مائدة المفاوضات المصرية-الروسية منذ عام 2013 ، حيث كانت المقاتلة غير جاهزة للدخول في مرحلة الإنتاج الفعلي بسبب عدم اكتمال أغلب التجهيزات الإلكترونية المُخصصة للدمج عليها وعلى رأسها رادار الجوك أيه أي من فئة رادارات الإيسا. لذلك عندما تعاقدت مصر على 46 مقاتلة ميج في شهر أبريل عام 2015 حصلت على أقصى تكنولوجيا وصلت إليها روسيا حينها فكانت ميج-29 أم/أم2 المصرية المعدلة وهي إصدار خاص يعتبر الأفضل والأقوى في ترسانة الروس من عائلة مقاتلات الفولكروم ويعتبر اختلافها الأساسي عن الميج 35 في نسخة الرادار على المقاتلة حيث حملت الرادار البيسا الجوك أم أي ، حيث كان رادار الإيسا الجديد الجوك أيه أي غير جاهز للإنتاج، الأمر الذي اختلف حالياً مع توقع بداية الإنتاج الكمي للرادار قبل نهاية العام الجاري وبالتالي إمكانية مصر التعاقد على مقاتلات الميج 35 الروسية الحديثة والتي كانت تشكل الهدف الأساسي للقوات الجوية المصرية منذ العام 2013 والذي تأجل لعدم جاهزيتها وقتها للإنتاج والتصدير مع احتمالية كبيرة أيضا لطلب القوات الجوية المصرية دمج رادار الإيسا الجديد على مقاتلاتها العاملة الميج29أم/أم2 لتمتلك بذلك مصر لوائين جويين كاملين من الميج 35 بعدد لن يقل عن 90 مقاتلة.

 

أما الصفقة الثانية فمع إيطاليا من خلال شركة ليوناردو التي تقدمت بعرض للقوات الجوية المصرية شمل توريد عدد 24 مقاتلة يورو فايتر تايفون من أحدث الإصدارات، الترانش الثالث. وهي مزودة بأحدث التجهيزات الإلكترونية مع رادار الإيسا العملاق الجديد الكابتور أي مع حزمة تسليح أوروبية متميزة ويقدر الخبراء قيمة الصفقة بحوالي 6 مليار يورو وهي صفقة رغم ضخامة تكلفتها إلا أنها تستحق المبلغ الذي سيدفع فيها. لكن تظل هناك عقبة تعترض طريق إتمام الصفقة تتعلق بالتسليح الملحق مع الصفقة وبالتحديد صاروخ القتال الجو-جو خلف مدى الرؤية “ميتيور” المُنتج من طرف شركة MBDA عملاق صناعة الذخائر والصواريخ الأوروبية حيث يتواجد بالصاروخ بعض المكونات الحساسة المنتجة في مصانع الشركة الواقعة بالولايات المتحدة الأمريكية والتي يحق لها طبقًا لقوانين حقوق الملكية وإصدارات تراخيص تصدير السلاح الامتناع عن توريد المكونات الخاصة بها والداخلة في إنتاج صاروخ الميتيور لصالح العقد المصري كما سبق وفعلت مع صاروخ سكالب لعقد الرافال المصرية وبالتأكيد أن في حالة عدم توافر صاروخ الميتيور ضمن الصفقة مع إيطاليا ستفقد التايفون أهم جزء من قدراتها في الاشتباكات الجوية خارج نطاق الرؤية أو القيام بمهام الحماية والدعم الإسكورت لغيرها من المقاتلات والطائرات الصديقة لذلك فتواجد الصاروخ ضمن الصفقة أمر أكثر من أساسي بل هو عماد الصفقة وأهمية وجوده مؤكدة بالنسبة للقوات الجوية المصرية فبدونه لا وجود للصفقة من الأساس. ورغم تعهد إيطاليا بمسؤليتها عن إصدار تصاريح تصدير الصاروخ لصالح العقد المصري يظل الأمر يدور داخل دائرة الشك حول قدرة إيطاليا في الوفاء بالأمر وتزويد مصر بصاروخ الميتيور وهو الأمر الذي ستكشف عنه نتائج المفاوضات الدائرة حاليا بين الطرفين المصري والإيطالي مع التأكيد على أن نجاح الصفقة لن يتم بدون الميتيور كذلك أن تواجد التايفون كاملة التجهيزات والتسليح مع الرافال والسوخوي 35 بخدمة القوات الجوية المصرية سيشكل نقلة جبارة تضع قوة مصر الجوية في الصدارة قبل أي قوة جوية بالشرق الأوسط حتى وإن كانت تملك مقاتلات الإف-35 من الجيل الخامس.

 

وأخيراً الصفقة مع فرنسا والرافال من شركة داسو، وللعلم كانت مصر أول عميل خارجي لمقاتلات رافال الفرنسية حيث تعاقدت على 24 مقاتلة في فبراير من العام 2015 وبدأت استلام المقاتلات منتصف نفس العام. ومثَّلت الرافال نقلة نوعية في قدرات القوات الجوية المصرية الأمر الذي دعا مصر إلى طلب تفعيل البند الإضافي بعقد 2015 لعدد 12 مقاتلة إضافية جديدة مع إشارات على استحياء لزيادة العدد حتى 24 مقاتلة إن أمكن توفير الضمانات التّمويلية الفرنسية لهذا العدد. لكن واجه الطلب المصري عدة صعوبات بداية من التكاسل الفرنسي نحو إنجاز المطالب المصرية خصوصًا التمويلية منها ، فخطوط الإنتاج لديهم محجوزة حتى عام 2024 لحساب العقود الهندية والقطرية بعدد 72 مقاتلة بخلاف مطالب الفرنسين أنفسهم لذلك لم يكونوا بنفس مستوى الحماس والمرونة عند توقيع العقد الأصلي في عام 2015. كذلك أثارت الولايات المتحدة مشكلة منع توريد المكونات الأمريكية لصاروخ الكروز سكالب ضمن العقد المصري لكن تم تجاوز الأمر وقامت فرنسا بالوفاء بكامل التزامتها بعقد صواريخ سكالب لصالح القوات الجوية المصرية لتأتي بداية العام 2019 بضربة قوية للمسار التفاوضي علي الصفقة من خلال تصريحات الرئيس الفرنسي خلال زيارته لمصر تجاوزت الخطوط المسموحة بها من مصر فدخلت المفاوضات مرحلة من الجمود لتعود من جديد مع زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية لمصر على أثر انتشار أخبار عن صفقة عسكرية مهولة بين مصر وإيطاليا والتي جاءت إلى مصر وحقيبتها محملة بعروض فرنسية متتوعة أكثر جاذبية ومرونه لمصر عن السابق تقديمها ومن ضمنها عروض الرافال تدور في اتجاهين: الاتجاه الأصلي وهو طلب مصر 24 مقاتلة إضافية مع تسهيلات في السداد وبحزمة تسليح كاملة ، سكالب وميتيور وميكا ومستقبلا الميكا أن جي في 2023 ، لكن ظلت المشكلة في مواعيد التسليم فخطوط الإنتاج الفرنسية مكتظة حتى عام 2024 للوفاء بالتزامات التعاقدات الهندية والقطرية لذلك كان هناك اقتراح فرنسي بديل بعدد 48 مقاتلة رافال من موجودات القوات الجوية الفرنسية على أن يتم إجراء عمليات تأهيل لها مع تطويرهم المعيار الاحدث من الرافال ال F3R مع تسليم سريع لكامل الصفقة بموعد اقصي لاكتمال تسليم اخر مقاتلة قبل منتصف العام 2022 ولا شك ان العروض الفرنسية غاية في الجاذبية وغالبًا سيكتب لأحدهما على الأقل النجاح إن لم يكن للإثنان في حالة فشل التعاقد على التايفون بسبب صاروخ الميتيور والذي لن يشكل عائق أمام الفرنسيين فهم قادرين على حل المشكلة كما فعلوا سابقا مع صاروخ سكالب. أيضا هناك صواريخ الميكا العاملة بالفعل مع الرافال وهناك الميكا أن جي الجديدة بعد 2023 والتي ستوازي إن لم تتفوق على الميتيور.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الهند تسرع تطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس

وسائل إعلام إسرائيلية: “بانتسير-إس” الروسية كفائتها منخفضة للغاية