in

تعبئة سد النهضة.. احتفال في إثيوبيا وصدمة في مصر

“النيل لنا وصار بحيرة لنا” ، كتب وزير خارجية إثيوبيا غير مكثر لوقع كلماته الصادمة على الجارة مصر فسواء امتلئ أو ملئ مطرا أو حبسا ، النتيجة أن ماء غيض من نيل وفاض في سد، إثيوبيا تعبء سد النهضة وفق خطتها المرسومة أكملت المرحلة الأولى واحتفلت.

 

وفي مصر هجوم قادم يلوح شحيحا وإفاقة على واقع استشعر الكل خطره حتى بدى معه البدء في ملء السد مثل مفاجأة لم تفاجئ أحد.

 

في اليوم التالي من قمة إفريقية ضمت السودان ومصر وإثيوبيا أضحاب التنازع الأكبر على النيل خرج رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد يهنئ شعبه بالملء الأولي لسد النهضة رادا ذلك إلى أمطار غزيرة في عقدة لا يزيدها الجدل إلا لبسا بعدما سجل السودان انخفاض منسوب النهر بالتزامن مع الإعلان ملء الخزان الإثيوبي.

 

قد تكون الأمطار ساعدت في تجميع ما اقترب من 5 مليارات متر مكعب من مياه النيل الأزرق حيث ستبدأ إثيوبيا تشغيل 2 من التوربينات لتوليد 700 ميغاوات من الكهرباء مطلع العام.

 

ماذا بقي لمصر ، تفاصيل تشغيلية لتقليل الضرر كانت تأمل تضمينها في اتفاق ملزم لم يتحقق في قمة الثلاثاء ومع ذلك أعلنت استمرار المفاوضات ومنح مسؤولوها هذا المسار أهمية قصوى واحتفو بمشاركة دولية رأوها سندا في وجه الاندفاع الإثيوبي وما صنعه من تغييرات على واحد من أعقد الصراعات، النيل المحمل بأثقال تاريخية وأخلاقية وسياسية بين شكوى إثيوبية مزمنة من غضن لاحق بها حرمها التنمية والطاقة وهي بلد فقير صاعد. فبين مصر الحاصلة حقوق مكتسبة والنيل يغذي 90 بالمائة من احتياجاتها والسودان الواقف وسطا يؤمن مصالحه وإذا صح أن كثيرا من التصريحات الإثيوبية رنانة ترمي لاستقطاب داخلي تصح كذلك حيرة الحائرين من الأداء الرسمي المصري. فالخيارات أمام مصر لا تضيق بل ضاقت.

 

وفق مراقبن يقولون إن التهديدات بضرب السد عسكريا باتت من الماضي بعد امتلائه وهاهي في طريق مفاوضات مرهقة يملك خصمها الأمر الواقع وورقة موقعة من الرئيس المصري يصفها الخبراء بالخطأ القاتل. برأي هاؤلاء فقد منح إثيوبيا الحق في البناء دون مقابل ولا ضمانات ليحشر مصر في متاهة تحصيل ما يمكن تحصيله

 

تقرير: فاطمة التريكي

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعرف على صاروخ الكروز المضاد للسفن أطمجة ATMACA التركي برأس حربي يصل إلى 200 كلغم

مناقشات مكثفة بين كل من بريطانيا وإيطاليا والسويد لمناقشة مشروع مقاتلة جيل سادس