in

هل يقود صاروخ Meteor الأوروبي صفقات المقاتلات الاوروبية Typhoon و Rafale مع مصر إلى مصير مجهول؟

صاروخ Meteor أو النيزك هو صاروخ أوروبي جو-جو للقتال خلف مدى الرؤية BVRAAM مصمم لمنافسة الصاروخ الروسي R-77 وللعمل في أسلحة الجو الأوروبية على المقاتلات المتنوعة.

 

منذ مدة أفادت صحيفة “لاتريبيون” الفرنسية بأن مصر تريد الحصول على هذا الوحش للعمل على مقاتلات الرفال وسط اعتراضات إسرائيلية على تزويد مصر بهذا الصاروخ، وكلام لاتريبيون مؤخرا يدل على أن إيطاليا صعب أن تفي بأي وعود لتزويد مقاتلات التايفون التي ستتعاقد عليها بهذه الصواريخ، وقد تواجه فرنسا صعوبة كذلك ولكن تستطيع التغلب عليها.

 

أين المشكلة إذاً ؟

 

المشكلة هي شركة MBDA الأوروبية المصنعة للصاروخ شركة متعددة الجنسيات وأمريكا تمتلك فرع منها يصنع ذخائر بالشراكة بين الدول المالكة للشركة، فمثلا صاروخ ميتور هذا محركه ألماني وباحثه الراداري فرنسي إلخ…

 

قامت الولايات المتحدة في وقت سابق بمنع تزويد الشركة بأجزائها التي تدخل في صناعة صاروخ Scalp-EG الجوال لصالح الصفقة المصرية كونه يشكل تهديدا لإسرائيل.

 

تعهدت فرنسا بعدها بتزويد الصاروخ بأجزاء محلية الصنع بدلاً من الأمريكية وأنها ملتزمة بعقودها مع مصر

 

فرنسا تستطيع تصنيع المكون الأمريكي محلياً كيف لا وه ثاني أفضل دولة في العالم من حيث التكنولوجيا العسكرية

 

ومن المستحيل أن تقبل مصر شراء مقاتلات التايفون إلا إذا كانت إيطاليا قادرة على توفير صواريخ Meteor لمصر. أما بالنسبة لفرنسا، فإنها تمتلك فرصة أقوى في تزويد مصر بالصواريخ والفوز بصفقة إضافية قد تكون 24 مقاتلة.

 

لكن من يكون هذا الصاروخ الذي أحدث كل هذه الضجة ويهدد صفقات بمليارات الدولارات ويجعل إسرائيل متخوفة من حصول مصر عليه ؟

 

صاروخ النيزك Meteor هو صاروخ جو-جو بعيد المدى مخصص للقتال الجوي خلف مدى الرؤية لإسقاط المقاتلات والطائرات والصواريخ الجوالة والطائرات بدون طيار.

 

ويعد الصاروخ الأحدث في العالم من فئته حيث تعتمد عليه أسلحة الجو الأوروبية للتصدي للتهديدات الجوية المحتملة مثل المقاتلات الروسية مع R-77 وغيرها.

 

الصاروخ يصل وزنه إلى 185 كلغ وطوله 3.7 متر، ويمتلك رأس حربي متشظي شديد الانفجار مع طابة تقاربية وتصادمية. الصاروخ يعمل بمحرك Ramjet يعطيه سرعة 4 ماخ ومدى كبير 110 كم وبعض المعلومات الأخرى تفيد بأنه يستطيع الوصول إلى 180 كم.

 

الصاروخ موجه بالقصور الذاتي INS ويتم تعديل مساره بعدها يقوم بتشغيل الباحث الراداري الخاص به للامساك بالهدف ويمتلك وصلة بيانات تمكن الطيار من تغيير مسار الصاروخ إلى هدف آخر.

 

ويكمن خطر الصاروخ الحقيقي في منطقة NEZ الكبيرة أو منظقة اللاهروب No Escape Zone.

 

هذه المنطقة يصعب على أي هدف معادي الهروب من الصاروخ حتى مع القيام بالإجراءات المضادة كالتشويش أو المناورة أو رقائق Chaff.

 

يمتاز الصاروخ بمنطقة اللاهروب الأكبر في العالم بمدى 90 كم.

 

وبمقارنة سريعة مع صاروخ الأمرام الأمريكي الشهير للقتال الجوي بعيد المدى يمتلك مدى اللا إفلات بمدى 30-40 كم مقابل 90 كم للميتور الأوروبي.

 

وتمتلك أحدث نسخة من الأمرام ، AIM-120D ، مدى أقصى يصل إلى 170 كم ولكن تمتلك مدى لا إفلات يقدر بـ 45-50 كم مقابل 90 كم للميتور.

 

الصاروخ الجو-جو الروسي R-77 يمتلك مدى لا إفلات يقدر بـ 20-25 كم فقط مقابل 90 كم للميتور.

 

وتحرص الولايات المتحدة طوال عشرات السنوات الماضية بمنع تزويد مصر بصواريخ الأمرام الجو-جو خشية على القوات الجوية الإسرائيلية وامتلكت مصر 220 مقاتلة F-16 بدون قدرات جو-جو خلف مدى الرؤية BVR حقيقية.

 

وبعد أن ظلت أمريكا تحافظ على تفوق القوات الجوية الإسرائيلية بصواريخ AIM-120C صاحبة مدى 105 كم تأتي مصر بعدها للتعاقد على صواريخ أوروبية أفضل أو توازيها لذلك كان على إسرائيل الاعتراض.

 

هل تقوم الولايات المتحدة بمنع حصول مصر على هذا الصاروخ للحفاظ على تفوق القوات الجوية الاسرائيلية في الشرق الأوسط؟ وهل تجازف كل من إيطاليا وفرنسا بفقدان صفقات كبيرة مع مصر في حال عدم مقدرتهم على تزويد مصر بهذا الصاروخ؟

 

كما قلنا سابقاً، فرصة فرنسا أكبر حيث قد تعمل على تزويد مصر بهذا الصاروخ من مخزونها أو في حال منعت الولايات المتحدة بعض الأجزاء لصالح مصر ستقوم فرنسا بصناعتها.

 

تستطيع الرفال الفرنسية حمل 10 صواريخ جو-جو مع حملها 2 خزان وقود خارجي يعطيانها مدى يصل إلى 3000 كم.

 

تنقسم الصواريخ إلى 4 صواريخ جو-جو بعيدة المدى Meteor و 4 صواريخ جو-جو متوسطة بعيد المدى MICA-EM رادارية و 2 صاروخ جو-جو MICA-IR حرارية.

 

من يستطيع توفير صواريخ النيزك مع عروض مالية أفضل ومواصفات جيدة سيكون لديه النسبة الأكبر في الفوز بالصفقة.

 

يمكن استخدام الصاروخ على المقاتلات التالية حصراً: التايفون الأوربية ، والرافال الفرنسية ، وجاس-39 غريبين السويدية، وإف-35 الأمريكية.

 

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعرف على النظام الأمثل القادر على تحييد تهديدات الطائرات المسيرة بفاعلية كبيرة

تركيا قد تنشر منظومة إس-400 الروسية في ليبيا