in

ما هي مكوّنات قوات الدفاع الجوي المصري ؟ وما هو أحدث ما طرأ عليها من تطوير ؟

تحتفل قوات الدفاع الجوي المصرية بذكرى تأسيسها سنويًا في الـ 30 من يونيو وهو يوم إسقاط أول مقاتلتي F-4 فانتوم إسرائيليتين في 30 يونيو 1970 بعد إقامة حائط الصواريخ ضد القوات الجوية الإسرائيلية واستطاعت قطع ذراعها الطولى. استمرت الملحمة أسبوعاً كاملاً وعرفت لاحقًا بسم أسبوع تساقط الفانتوم.

 

ويتكون الدفاع الجوي المصري من أنظمة متكاملة تشمل الآتي:

 

• الوية و كتائب النيران المكون من منصات الصواريخ و المدفعية المضادة للطائرات ، من مختلف الطرازات و الأنواع و بمختلف الأمدية و الطبقات.

 

• ألوية و كتائب الإنذار المبكر المكوّنة من رادارات المسح الجوي لمختلف الارتفاعات الشاهقة، المتوسطة، المنحفضة، وشديدة الانخفاض، العاملة على مختلف النطاقات التي يُمكنا لبعضها إلتقاط الأهداف الجوية ذات البصمة الرادارية المنخفضة (الصواريخ الباليستية والجوالة والطائرات الشبحية)، إضافة إلى كتائب المراقبة بالنظر (أنظمة كهروبصرية وحرارية) الملحقة هي الاخرى على ألوية الإنذار المبكر و التي تملك الفاعلية لرصد الطائرات المعادية على الإرتفاعات المنخفضة جدا ليلا و نهارا و خاصة الشبحية منها.

 

• شبكة القيادة و السيطرة و الاتصالات C4I/C5I و هي المسؤولة عن ربط و دمج كافة منظومات النيران الصاروخية و المدفعية و وسائل و أجهزة الإنذار المبكر و الاستطلاع المختلفة، لخطيط المهام ، و اتخاذ القرارات، و إصدار الاوامر ، و تبادل المعلومات و البيانات، و تحقيق أوجه التكامل بين مختلف عناصر و وحدات الدفاع الجوي و بين باقي أسلحة و أفرع القوات المسلحة من قوات برية و بحرية و جوية.

 

و لتحقيق مفهوم “نظام الدفاع الجوي المتكامل Integrated Air Defense System IADS” بشكل حقيقي ، يتم إشراك و دمج أسطول طائرات القتال الجوي من مقاتلات اعتراضية و هجومية و سيطرة جوية و طائرات الإنذار المبكر المحمول جوا و الاستخبار و المسح الجوي و الإستطلاع الإلكترونى ISR Intelligence , Surveillance and Reconnaissance و الحرب الالكترونية Electronic Warfare ، بل و أيضا سفن السطح من فرقاطات و قرويطات مزودة هى الاخرى بأنظمة الإنذار المبكر و الدفاع الجوى ، و ذلك لاستيفاء كافة المتطلبات لإدارة “معركة أسلحة مشتركة Combined Arms Battle” ضمن الحروب العصرية و المستقبلية القائمة على الشبكات “Network-Centric Warfare” للتصدي لهجمة جوية معادية (اجتياح جوي/إخماد للدفاعات الجوية) و التعامل مع كافة العدائيات من المنصات الجوية و الأرضية و البحرية فى وقت واحد ، و بتنسيق و تناعم، و بأعلى درجات الدقة و الكفاءة.

 

ويتم حماية و تأمين كل ما سبق من خلال عناصر ادارة الحرب الالكترونية المسؤولة عن أعمال التأمين و الحماية المضادة لوسائل الإعاقة و التشويش الالكتروني Electronic Counter-Countermeasures، و كذا الحماية من وسائل الحرب السيبرانية Cyber Warfare (إحدى وسائل الحرب الإلكترونية) التي تنفذ أعمال الهجوم الإلكتروني على شبكات الكمبيوتر و القيادة و السيطرة و الاتصالات لاختراقها و حقنها بالمعلومات و الاحداثيات الزائفة مما يسهم في تحييد منظومات الرادار و النيران المختلفة.

 

ويتمثل تعقيد شبكة الدفاع الجوي المصرى فى احتوائها على أنظمة رادار امريكية، وروسية وفرنسية وبريطانية وصينية و مصرية، بخلاف منظومات صواريخ ارض – جو متعددة المصادر هى الاخرى.

 

وخضعت قوات الدفاع الجوى المصريه فى السنوات الاخيرة، إلى تطوير نوعى غير مسبوق، اشتمل على تزويدها بانظمة الصّواريخ المضادة للطائرات و رادارات الإنذار المبكر من احدث الطرازات على الشكل التالي:

 

• نظام الدفاع الجوي الروسي قصير المدى Tor M2E ذاتي الحركة المجنزر، عالي الفعالية ضد الصواريخ الجوالة و مُختلف القذائف و الذخائر الجوية و الطائرات المقاتلة و المروحيات و الطائرات بدون طيار. يصل مداه الى 15 كلم و أقصى ارتفاع 10 كلم.

 

• نظام الدفاع الجوي الألماني متوسط المدى IRIS-T SLM المركزي (ترمز M إلى “متوسط المدى Medium Range” و SL إلى “المطلق أرضا Surface Launched) القادر على التعامل مع مختلف التهديدات الجوية (ما عدا الصواريخ البالستية) شاملةً الصواريخ الجوالة و الطائرات بدون طيار و المروحيات و المقاتلات. ويصل مداه الى 35-40 كلم و ارتفاع 20 كلم.

 

• نظام الدفاع الجوى الروسى متوسط المدى Buk M2E ذاتى الحركة المجنزر، عالي الفعالية ضد الصواريخ الباليستية التكتيكية (المطلقة من مسافة تصل الى 200 كلم) و الصواريخ الجوالة و الصواريخ المضادة للرادار و مختلف أنواع الطائرات و المروحيات. ويصل مداه الى 45 كلم و ارتفاع بين 15 متر و25 كلم، و يستطيع الاشتباك أيضا مع الأهداف البحرية على مسافة 25 كلم و الأرضية على مسافة 15 كلم.

 

• نظام الدفاع الجوى الروسى بعيد المدى S-300VM Antey-2500 عالي الفعالية ضد الصواريخ الباليستية قصيرة و متوسطة المدى (المطلقة من مسافات تصل الى 2500 كلم) و الطائرات الاستراتيجية (طائرات الانذار المبكر و الحرب الإلكترونية و الإستطلاع الجوى) و الطائرات المقاتلة و الصواريخ الجوالة و مختلف التهديدات الجوية على جميع المستويات. ويبلغ مداه الاقصى 250 كلم ضد الطائرات و 40 كلم ضد الصواريخ البالستية و أقصى ارتفاع 30 كلم. (تسلمت مصر 4 بطاريات الى جانب التفاوض على المزيد من نفس المنظومة ، و هناك أيضًا مباحثات حول الـ S-400)

 

• رادار الإنذار المبكر الروسي “ريزونانس Rezonans-NE” المصمم لتنفيذ مهام الإنذار و المسح الجو فضائي بعيد المدى، و يعمل فى نطاق التردد العالى جدًا Very High Frequency VHF ذات الأطوال الموجية المترية ، و التي تسمح برصد الاهداف الشبح، متضمنةً صواريخ كروز و الصواريخ البالستية و الأهداف الجوية ذات السرعات الفرط صوتية Hypersonic Speed ، و في مختلف الظروف الجوية، مع الحصانة الهائلة ضد مختلف وسائل الإعاقة و التشويش الإلكتروني الكثيف. و يمتلك نمطا لرصد الصواريخ البالستية Ballistic Mode بمدى تغطية يصل الى 1100 كلم، و نمطاً لرصد الاهداف الإيرود يناميكية Aerodynamic Mode بمدى تغطية يصل الى 600 كلم. و يبلغ ارتفاع رصد الاهداف الجوية الى 100 كلم، مع القدرة على رصد اهداف فرط صوتية تصل الى 7 كلم في الثانية (25 ألف كلم في الساعة)، و كذا الاهداف ذات السرعات المُنخفضة جدًا حتى 0.1 متر في الثانية كالمروحيات فى وضع الثبات فى الجو Hovering، و يتتبع 500 هدف جوى فى وقت واحد، مع قدرة توقع مواضع السقوط للصواريخ البالستية من خلال حساب المدى و الإتجاه و السرعة.

 

• رادار الإنذار المكبر الروسي Protivnik-GE وهو رادار ثلاثي الأبعاد 3D Radar يوفر قدرة المسح الجوي بعيد المدى ورصد وتتبع الطائرات الاستراتيجية و المقاتلة و الصواريخ البالستية و الصواريخ الجوالة و حتى الأهداف ذات السرعات المنخفضة مادون صوتية على مختلف الارتفاعات، و كذلك تزويد الطيران الصديق بالمعلومات و البيانات الملاحية المختلفة لتوجيه عمليات الدعم الجوي و الدفاع الجوي المضاد، و يمتلك تقنيات مصفوفة هوائيات مسح إلكتروني Phased Array-Antenna، و يعمل على نطاق التردد فوق العالي Ultra High Frequency UHF. يمتلك الرادار مدى مسح جوي يصل إلى 400 كلم و ارتفاع يصل إلى 200 كلم.

 

• رادار الإنذار المبكر البريطاني Commaner SL وهو رادار ثلاثي الأبعاد يقوم بمهام المسح الجوي وقادر على كشف التهديدات الجوية المستقبلية كالطائرات بدون طيار UAV و صواريخ كروز الجوالة Cruise Missiles و الذخائر الجوية بعيدة المدى المطلقة من خارج نطاق الدفاع الجوي Long Range Stand-off Weapons و خاصة على الارتفاعات المنحفضة ، و كذلك يمتلك تقنية كشف الإرتفاع من نبضة واحدة في الاتجاه الرأسي Phased mono-pulse height measurement بمعنى أنه يمكنه من أول مرة إكتشاف إرتفاع الهدف دون الحاجة إلى تأكيد، هذا بالإضافة إلى قدرة تعريف العدو و الصديق IFF كرادار مسح ثانوي SSR Secondary Surveillance Radar حيث أن الرادارات الرئيسية Main Radar تقتصر مهمتها فقط على كشف الأهداف الجوية و لكن الرادار الثانوي يعتمد على اجهزة الإستجابة الالكترونية Transponder لمعرفة هوية الطائرة نفسها. يمتلك الرادار مدى مسح أفقي يصل الى 470 كلم و سقف كشف يصل إلى 30 كلم.

 

• رادار المسح الجوي والإنذار المبكر المصري ثنائي الابعاد ESR-32A، المصمم والمصنع محليا بنسبة 100% من مجهودات إدارة البحوث والتطوير بالقوات المسلحة المصرية، و ” مركز قيادة صواريخ الدفاع الجوي Surface-to-Ari Missile Command Center ” مصري الصنع لتحليل وتقييم المخاطر والتهديدات الجوي وتحديد نوعيات انظمة الدفاع الجوي اللازمة للتعامل معها. الرادار يصل مداه إلى 250 كم والارتفاع 12 كم، ويصل للاستخدام المدني أيضا لمراقبة وتوجيه حركة الملاحة الجوية، ويجري تطوير نسخة أحدث وأكثر تطوراً من المُحتمل أن تظهر خلال فعاليات معرض EDEX-2020.

 

• نظام القيادة والسيطرة والاتصالات الروسي Barnaul-T ذاتي الحركة المجنزر، و المختص بمهام نقل و تبادل الاتصالات و المعلومات و الأوامر بين مراكز القيادة الرئيسية و وحدات الدفاع الجوي التكتيكية ذاتية الحركة في مسرح العمليات لإدارة أعمال القتال و الدفاع الجوي بفعالية عالية.

 

• نظام الرصد والتتبع الكهروبصري الحراري KTM Kineto Tracking Mount Model 433 الأمريكي. يمتاز بقدرة هائلة على تتبع الاجسام و الاهداف الطائرة بسرعة عالية مع تحديد للمعلومات عن المسافة و السرعة والزمن TSPI Time, Space & Position Information بدقة عالية، ويأتي بتجهيز مُخصص للعمل بدون تدخل بشري Unmanned او للعمل يدويا Manned/Manual Control. وهو يُمثل إضافة قوية لدى الدفاع الجوي المصري لكشف وتتبع الطائرات الشبحية والطائرات بدون طيار، و خاصة تلك المحلقة على ارتفاعات منخفضة و منخفضة جدًا.

 

هذا إلى جانب ماتم في وقت أسبق من أعمال تطوير وتحديث لباقي أنظمة الدفاع الجوي كالبتشورا SA-3 Pechora المطور للمستوى Pechora 2M و الكوادرات SA-6 المُطوّر و الشيلكا المطورة بنسختها الحديثة ZSU-4M4 ذات الرادار الجديد والمُزوّدة بصواريخ SA-18 Igla قصيرة المدى المضادة للطائرات، و ذلك لزيادة فاعلية الاشتباك مع الاهداف الجوية، و غيرها من التطويرات المختلفة.

 

ناهيك عن أنظمة الرادارات العاملة في الخدمة منذ فترة، والتي تخضع بشكل مُستمر لعمال التطوير والعمرة والصيانة، ونذكر منها على سبيل المثال و ليس الحصر: الـ TPS-59V3 الأمريكي المُختصص في الإنذار المبكر بعيد المدى (يستطيع رصد الصواريخ البالستيكية على إرتفاع يصل إلى 300 كم ومسافة 740 كم ويستطيع رصد الطائرات من مسافة 550 كم) وشقيقة SPS-48 (يصل مداه إلى 460 كلم و أقصى ارتفاع 30 كلم) و الرادار الروسي P-14 (يبلغ مدى المسح الجوي الأقصى 600 كلم) و الرادار الروسي P-18ME (يصل مداه إلى 360 كلم) والرادار الصيني JY-9 المختص برصد التهديدات الجوية على الإرتفاعات المنخفضة، وشقيقه الأصغر المصنع محليا بالتعاون مع الصين YLC-6 (يبلغ مداه الأقصى 150 كلم).

 

نظرة سريعة على أبرز منظومات الدفاع الجوي العاملة لدى القوات المسلحة:

 

1. الأنظمة القصيرة المدى:

 

– ستينجر FIM-92 Stinger أمريكي محمول على الكتف (يتصدى للصواريخ الجوالة)

– إيجلا SA-18 Igla/SA-24 Igla S روسي محمول على الكتف (يتصدى للصواريخ الجوالة)

– شيلكا ZSU-23-4M4 روسي مدفعي رباعي المواسير عيار 23 مم ذاتي الحركة مجنزر مطور + نسخة حديثة مزودة بقواذف صواريخ أيجلا ( يتصدى للصواريخ الجوالة ) ويتم توجيه المدفعية بالرادار.

– شابرال MIM-72 Chaparral أمريكي ذاتي الحركة مجنزر.

– كروتال Crotale فرنسي (مصنع محليا بشكل مشترك مع الجانب الفرنسي) ذاتي الحركة مدولب.

– أفينجر AN/TWQ-1 Avenger أمريكي ذاتي الحركة مدولب (يتصدى للصواريخ الجوالة) ويمتلك أيضا -إلى جانب الصواريخ- رشاش ثقيل عيار 12.7 ملم

– تور ام Tor M1/M2E روسي ذاتي الحركة مجنزر (عالي الفاعلية ضد الصواريخ الجوالة والذخائر الذكية)

– آمون حارس السماء Amoun Skygaurd مركزي صاروخي-مدفعي (2 قاذف رباعي لصواريح RIM-7M Sparrow و مدفعين طراز Oerlikon ثنائي السبطانات عيار 35 ملم. وهو إيطالي – سويسري المنشأ (مطور بتعاون أمريكي مما أسهم في رفع كفاءته ضد الصواريخ الجوالة والطائرات بدون طيار – بحسب تصريحات مسؤولي شركة Rhienmetall الألمانية خلال فعاليات معرض EDEX2018 فإن هناك مباحثات مع مصر بخصوص النسخة الأحدث على الإطلاق “درع السماء Skyshield”).

 

2. الأنظمة المتوسطة المدى:

 

– بتشورا SA-3 Pechora روسي مركزي مطور للنسخة Pechora 2M (مزود بمنظومة حرب إلكترونية لتحييد الصواريخ المضادة للرادار والمقذوفات الذكية المطلقة جواً).

– كوادرات SA-6 ذاتي الحركة مجنزر (مطور)

– آيريس-تي IRIS-T SLM ألماني مركزي (عالي الفاعلية ضد مختلف التهديدات الجوية شاملة الصواريخ الجوالة والمقاتلات والطائرات بدون طيار)

– بوك إم Buk M1-2/M2E روسي ذاتي الحركة مجنزر (عالي الفاعلية ضد مختلف التهديدات الجوية بما فيها الصواريخ الجوالة والصواريخ المضادة للرادار والصواريخ البالستيكية التكتيكية وكذلك الاهداف البرية والبحرية)

– هوك MIM-23 Hawk أمريكي مركزي (مطور)

 

3. الأنظمة البعيدة المدى:

 

– إس 300 S-300 VM روسي ذاتي الحركة مجنزر فائق القدرة ضد الصواريخ البالستية و صواريخ الكروز و الطائرات الإستراتيجية و المقاتلة بمختلف الأنواع و الأهداف الشبحية ذات المقاطع الرادارية المنخفضة و شديدة الانخفاض Stealth/Low Radar Cross Section و فائق الحصانة ضد التشويش الإلكتروني الكثيف.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعرف على سبب استياء الصين من أنظمة إس-400 الروسية

تعرف على صاروخ MARTE ER العامل على مقاتلات “يوروفايتر تايفون” التي ستتعاقد مصر عليها (فيديو)