الجيوش تحتشد عند أبواب سرت والمنتظم الدولي يسابق الزمن لتعطيل المعركة ما أمكن والحرب الليبية قريبا ستتحول من حرب بالوكالة إلى حرب بمواجهة عسكرية مباشرة مدمرة بين العديد من القوى الإقليمية…. طبول الحرب دقت.
بداية بلقاء موسكو الذي كان سيجمع الروس والأتراك بخصوص قضية إدلب السورية وسرت الليبية ، والذي تم إلغائه بدون سابق إنذار بسبب مواجهة في البحر المتوسط بين البحرية الحربية الفرنسية ونظيرتها التركية ، فرنسا توجست من النفود التركي في ليبيا وبدلت أساليبها وظهر تقارب بينها وبين روسيا لأن الخصم واحد ولازم أن تواجهه بسياسة الند بالند.
بدوره ، أردوغان غير إستراتيجيته من دفاعية إلى هجومية بنسخة طبق الأصل للإستراتيجية العثمانية التوسعية بقيادة سليمان القانوني ، يعني تأمين البحر قبل تأمين البر وهنا نتكلم على فرض السيطرة المطلقة في شرق المتوسط والتي لم تكن لتتحقق لولا الشريط الساحلي للغرب الليبي.
وتتوجه الأنظار لسرت التي هي معركة الحسم ، حيث قال أردوغان بأنه لا تفاوض إلا بعد السيطرة على سرت ، وطبعا سرت هي الحصن المنيع للشرق الليبي وإذا ما سقطت ستسهل عملية التوغل للشريط الحدودي مع مصر ، يعني هناك تهديد على مصر. لذلك خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم وخاطب الجيش قائلا له بالإستعداد لأي مهمة خارجية ، وأن التدخل المصري له شرعية دولية ، وهذا صحيح لأن ميثاق الأمم المتحدة يمنحه حق الدفاع عن النفس.
ورفضت حكومة الوفاق تصريحات السيسي بشدة وكان عندها اليوم لقاء مع الرئيس الجزائري ، كما أن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي كان هو الآخر في الجزائر.
إذا ما اقتربت تركيا أكثر من سرت، ستدخل مصر على الخط إلى جانب حفتر بينما فرنسا يمكن أن تتحرك عسكريًا في البحر المتوسط ، والجزائر مزالت لحد الساعة في دور الوسيط رغم أنها تميل شيئا ما للوفاق.