in

هل يمكن أن تحدث مواجهة مصرية-تركية شرقي المتوسط؟ وماهي قدرات أسلحة البحرية والطيران المصرية أمام هجوم تركي محتمل؟

“إذا كنت تعرف عدوك وتعرف نفسك، فإنك لست بحاجة للخوف من نتيجة 100 معركة. إذا كنت تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، فإنك ستعاني الهزيمة مع كل نصر تُحرزه. إذا كنت لا تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، سوف تستسلم في كل معركة”.

 

 

من أقوال الجنرال والخبير الإستراتيجي والفيلسوف الصيني ” سون تزو Sun Tzu ” ( وُلد 544 ق. م. وتُوفّي 496 ق. م. ) في كتابه العبقري ” فن الحرب The Art of War “، وده رداً مني على اللي هاجموني في منشوري السابق بخصوص أكذوبة تصنيف البحرية المصرية إنها السادسة عالميا ووصفوا كلامي بالإنهزامي، لإن أولى خطوات النصر بيتم إحرازها من خلال التخطيط السليم القائم على معرفة كل القدرات والأمكانات الذاتية وللعدو وحسن استغلال مواضع القوة والضعف، وأولى خطوات الهزيمة بتكون بالتهويل والتعظيم من الذات والتسفيه والتهوين من العدو وعندنا من دروس التاريخ ما يكفي للإستدلال على كده.

 

على اية حال التحليل في السطور القادمة سبق إني نشرته من سنة و10 شهور، ولكن بعيد نشره مع التعديل والتطوير للمحتوى بما يتواءم مع معطيات الوضع الراهن :

 

يتساءل الكثيرون عن شكل المواجهة -إن حدثت- بين الجانبين المصري والتركي، في حال أن حاول الأخير إنتهاك المياه الإقتصادية المصرية او الإعتداء على منصات إستخراج الغاز في حقل ظُهر الإستراتيجي الأكبر في البحر المتوسط. ورغم أنه في وجهة نظري المتواضعة أستبعد حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين نظراً لعدة اسباب سأذكرها لاحقا، ولكن على أية حال، ولأن كل شيء وارد حدوثه في ظل المتغيرات الجارية، سأضع سيناريو افتراضي أقرب للواقع لطمأنة القارىء.

 

أولا القواعد البحرية والجوية القريبة من مسرح العمليات :

 

– يبعد حقل ظُهر عن السواحل المصرية بمسافة 200 كم تقريبا وأقرب قاعدتين بحريتين تركيتين له هما :

 

1) قاعدة إسكندرون Iskenderun البحرية | تبعد مسافة 530 كم عن الحقل. وهي في الأساس قاعدة تدريب ولكن يمكن إستخدامها كنقطة إرتكاز ولتوفير الدعم اللوجيستي.

 

2) قاعدة أكساز Aksaz البحرية | تبعد مسافة 560 كم عن الحقل. وتُعد القاعدة الرئيسية للأسطول البحري التركي الحاكمة لتحركاته بين البحر المتوسط وأيضا بحر إيجة.

 

* يمكن أن تستغل القطع البحرية التركية أيضا منطقة قبرص الشمالية التابعة لتركيا للتحرك لمسافات أقرب للحقل، حيث تبعد تلك المنطقة عن الحقل بمسافة 300 كم.

 

* قاعدة فوجا Foça البحرية المُطلة على بحر إيجة تبعد مسافة 800 كم عن الحقل ومن المُستبعد إستخدامها نظراً لأهميتها في تأمين الساحل الغربي التركي بأكمله في مواجهة الأسطول اليوناني المُنتشر في هذا البحر.

 

* باقي القواعد البحرية تطل على بحر مرمرة والبحر الأسود في الشمال.

 

– أقرب القواعد الجوية التركية لحقل ظُهر هي :

 

1) قاعدة إنجرليك Incirlik الجوية | تبعد مسافة 540 كم عن الحقل. وتُعد القاعدة الرئيسية التي تستخدمها القوات الجوية الأمريكية على الأراضي التركية إلى جانب القوات الجوية التركية نفسها.

 

2) قاعدة قونية Konya الجوية | تبعد مسافة 560 كم عن الحقل. تتمركز بها طائرات الإنذار المُبكر ” نسر السلام Peace Eagle ” طراز ” Boeing 737 ” أمريكية الصنع والمُزوّدة بأنظمة إستخبار إلكتروني إسرائيلية، إلى جانب مقاتلات F-16 Block 50، وشاركت تلك المقاتلات في عملية غصن الزيتون في عفرين بشمال سوريا.

 

* كلا القاعدتين يمكنهما تشغيل كافة طائرات القوات الجوية التركية، وبالتالي ستتمركز بهما أيضا طائرات الحرب الإلكترونية وطائرات التزود بالوقود جواً لدعم الأسراب المقاتلة.

 

* قاعدة إزمير Izmir الجوية تبعد مسافة 750 كم عن الحقل، وتُعد مركز قيادة تدريب سلاح الطيران التركي الرئيسي، ومن المٌستبعد إشتراكها نظراً لبُعد المسافة عن الحقل.

 

* لن يتم ذكر باقي القواعد الجوية التركية نظراً لبعدها عن مسرح العمليات.

 

– ستعتمد القوات البحرية المصرية على قاعدة الإسكندرية البحرية التي تُعد مركز قيادة القوات البحرية ومركز قيادة الأسطول الشمالي المصري، إلى جانب قاعدة بورسعيد البحرية.

 

– القوات الجوية المصرية ستنطلق من القواعد شمال وغرب وشرق ووسط الدلتا دون أية مشكلات في المسافات إذا علمنا أن قاعدة كأبو صوير تبعد عن الحقل مسافة 250 كم والمنصورة 220 كم وطنطا 260 كم وجناكليس 300 كم.

 

ثانيا | القدرات القتالية لكلا الطرفين :

 

القدرات البحرية :

 

(1) القوات البحرية التركية تتمثل قوّتها الرئيسية الضاربة في الآتي :

 

# 8 فرقاطات بيري Perry أمريكية مُطوّرة بكثافة لمعيار تركي يحمل إسم ” Gabya-class ” وإزاحتها 4200 طن.

 

# 8 فرقاطات ميكو MEKO 200TN ألمانية مُعدّلة وإزاحاتها 3000 – 3300 طن.

 

# 4 كورفيتات Ada Class إزاحتها 2300 طن وهي فئة مبنية في الأحواض التركية حديثاً.

 

# 8 غواصات Type-209/1400 ألمانية حديثة مُعدّلة.

 

# 4 غواصات Type-209/1200 ألمانية قديمة جاري استبدالها بـ6 غواصات Type-214 المتطورة والتي يجري بناؤها في الترسانات البحرية التركية بعد نقل تكنولوجيا البناء من أحواض TKMS الألمانية ( يتم بناء البلوكات في ألمانيا ثم تجميعها في تركيا وسيصبح لدى البحرية التركية مُستقبلا 14 غواصة حديثة ).

 

* تمتلك البحرية التركية سفناً ثقيلة للإمداد والتموين من الفئة Akar بعدد 2 وتبلغ الإزاحة القصوى لكلٍ منهما 19.3 ألف طن، وتكفلان البقائية الطويلة والقدرة على تنفيذ المهام بعيدة.

 

(2) القوات البحرية المصرية تتمثل قوتها الرئيسية الضاربة في الآتي :

 

# فرقاطة فريم FREMM ثقيلة متعددة المهام ذات قدرة مُعززة لمكافحة الغواصات.

 

# 4 فرقاطات Perry أمريكية مُتعددة المهام، من المنتظر تطويرها خلال الفترة القادمة.

 

# 2 كورفيت صواريخ شبحي طراز جوويند Gowind-2500 إزاحته 2600 طن، وذلك من أصل 4 كورفيتات ستدخل الخدمة، وتتم أعمال البناء في ترسانة الإسكندرية البحرية. ( الكورفيت الأول الفاتح دخل الخدمة وقريبا الكورفيت الثاني بورسعيد ولاحقاً الثالث المُعز في حين أن الرابع جاري بناؤه ).

 

# 2 كورفيت ديسكوبيرتا Descubierta إسباني خفيف متعدد مهام، تبلغ إزاحته 1480 طن.

 

# 4 غواصات رومي Romeo-C صينية مُطوّرة بالتعاون مع الولايات المتحدة وألمانيا مُضاف لها قدرة إطلاق الصواريخ الأمريكية المضادة للسفن وكذلك الطوربيدات أمريكية الصنع.

 

# 2 غواصة Type 209/1400mod ألمانية، من أصل 4 غواصات. ( الغواصة الثالثة ستصل مصر خلال النصف الأول من 2020 وجاري بناء الرابعة ).

 

# 4 لنشات صواريخ أمباسادور Ambassador Mk.III هجومية شبحية أمريكية مُصممة ومُصنعة خصيصاً لصالح البحرية المصرية وتُعد الأفضل في فئتها في العالم.

 

* سيتم استبعاد حاملتي الميسترال نظرا لعدم إكتمال تجهيزاتهما حتى الآن، وستمثلان عبئاً على القوات البحرية بقدراتها الحالية نظراً للحاجة الضرورية لتخصيص سفن وغواصات لحمايتهما وهذا سيخل بميزان القوى مع الجانب الآخر الذي يملك التفوق في القدرات الهجومية.

 

القدرات الجوية :

 

(1) القوات الجوية التركية ستعتمد بشكل رئيسي على الآتي :

 

– طائرات الإنذار المبكر Peace Eagle وطائرات الحرب الإلكترونية CASA CN-235 وTransall C-160 لمهام القيادة والسيطرة والإستطلاع + طائرات الإمداد بالوقود جواً KC-135R وجميعها تمثل أصولاً جوية عالية القيمة High Value Asset HVA.

 

– مقاتلات F-16 Block 50 وستنفذ مهام السيطرة الجوية لمرافقة وحماية الأصول عالية القيمة وتغطية المقاتلات المسؤولة عن تنفيذ المهام الهجومية، وذلك على ارتفاعات متوسطة-شاهقة ومن مسافات متوسطة-بعيدة.

 

– مقاتلات F-16 Block 40 وستنفذ المهام المتعددة مابين الهجوم والدعم والإشتباك الجوي على ارتفاعات متوسطة-منخفضة ومسافات قريبة-متوسطة.

 

– مقاتلات F-16 Block 50 والمقاتلات القاذفة F-4E Phantom Terminator-2020 ( مطورة تطويراً إسرائيلياً شاملاً ) وستنفذ المهام الهجومية / الاستطلاعية من ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا.

 

* لا تملك القوات الجوية التركية أية مقاتلات إلا الـF-16 بنسخها والفانتوم المطورة.

 

(2) القوات الجوية المصرية ستعتمد بشكل رئيسي على الآتي :

 

– طائرات الإنذار المبكر E2C Hawkeye-2000 وطائرات الحرب الإلكترونية Beachcraft-1900C وEC-130H لمهام القيادة والسيطرة الاستطلاع.

 

– مقاتلات Rafale وستنفذ مهام السيطرة الجوية لمرافقة وحماية الأصول عالية القيمة وتغطية المقاتلات المسؤولة عن تنفيذ المهام الهجومية، وذلك على ارتفاعات متوسطة-شاهقة ومن مسافات متوسطة-بعيدة.

 

– مقاتلات F-16 Block 52 وMirage-2000 وMiG-29 وستنفذ المهام المتعددة مابين الهجوم والدعم والإشتباك الجوي على ارتفاعات متوسطة-منخفضة ومسافات قريبة-متوسطة.

 

– مقاتلات F-16 Block 32 / 40 وMiG-29M وستنفذ مهام الإعتراض والقتال الجوي القريب وعلى ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا.

 

* لم أتطرق لمقاتلات Su-35 لأنني أتحدث عن سيناريو على المدى القريب، وبالطبع على المدى الطول ستكون الـSu-35 مسؤولة عن السيطرة الجوية على ارتفاعات شاهقة وشاهقة جدا بدلاً من الـRafale التي ستكون في المستوى الأقل منها مباشرة.

 

* في السيناريو القريب لن تكون الرافال مسؤولة فقط عن المرافقة والحماية والتغطية لباقي المقاتلات، بل ويمكنها مهاجمة السفن التركية بواسطة الصواريخ المضادة للسفن طراز Exocet والصواريخ الجوالة SCALP-EG.

 

ثالثا | المواجهة وتقييم القدرات القتالية للطرفين :

 

لن تلجأ مصر نهائياً إلى أية أعمال عدائية او للمبادءة بالهجوم، ولن يحاول سلاحا الطيران المصري والبحري الإقتراب من الأراضي التركية، نظراً لما يمثله من خطورة هائلة ولما يمتلكه الجانب التركي من أفضلية كمية ونوعية وتفوق تام في مياهه وقرب أراضيه، ولن تضع مصر نفسها أبدا في موقف سياسي سيء كونها دولة معتدية، بل ستحرص كل الحرص على ضبط النفس واتخاذ كافة الإجراءات والأوضاع الدفاعية وتعزيز موقفها السياسي كونها دولة غير معتدية تسعى لحماية مصالح أمنها القومي والدفاع عن مياهها وأراضيها وثرواتها الطبيعية.

 

في حالة تنفيذ هجوم خاطف فإن أنسب خيار للجانب التركي هو الطيران لسرعة التنفيذ والانسحاب، وادا كانت هناك رغبة للإستعراض او الإستفزاز دون الدخول في إشتباك حقيقي مع الجانب المصري، فيمكن الدفع بالكورفيتات الخفيفة ولا حاجة لإستخدام القظع الثقيلة.

 

أما إذا كان السيناريو هو الهجوم الشامل لإكتساب وتثبيت موضع قدم في المياه الإقتصادية المصرية فسيقوم الجانب التركي بالدفع بالقطع الثقيلة ذات البقائية الطويلة والقدرة النيرانية العالية وهي الفرقاطات.

 

الغواصات التركية بكل تأكيد ستقوم بأعمال المراقبة والإستطلاع الدائمين لتقدير الموقف مع تعزيز القدرة الهجومية من الأعماق نظراً لعددها الكبير.

 

الجانب المصري سيقوم بإتخاذ الأوضاع الدفاعية المثلى، ألا وهي تكوين خط دفاعي أمام الحقل من إتجاه الشمال ( أو بشكل عام شمالي المياه الإقتصادية المصرية )، يتألف من فرقاطات Perry في المقام الأول مدعومة بكورفيتات Gowind وDescubierta ولنشات الصواريخ Ambassador ( ستنفذ الضربات الخاطفة والسريعة )، وأما الفرقاطة فريم فلن يتم الدفع بها في المواجهة نظراً لكونها أصلاً عالي القيمة، والتي ستكون المسؤولة عن مهام القيادة والسيطرة والدعم الإلكتروني والتنسيق بين القطع البحرية والطيران ومراكز القيادة الأرضية.

 

نظراً لمحدودية قدرات الغواصات المصرية فستكون التايب 209 هي عنصر الاستطلاع الرئيسي ضد البحرية التركية لتحديد اتجاهات التحرك وخطوط الدعم اللوجيستي وحجم وأنواع القطع البحرية، ولن يتم الدفع بالغواصات الروميو في المواجهات الرئيسية نظراً لإمكاناتها التقنية المتواضعة وللتفوق النوعي والكمي للسفن والغواصات التركية، ويمكن الاستعانة بها لتوفير الدعم النيراني للسفن المصرية.

 

ستقوم المقاتلات متعددة المهام بتشكيل خط الدفاع الأول والأمامي على مسافة متقدمة في إتجاه الشمال للتصدي للطيران التركي وتحييده قبل دخوله في مدايات الإطلاق الفعالة ضد القطع البحرية المصرية المُشكّلة لخط الدفاع الثاني.

 

الخط الثالث والأخير في الخلف، سيتكون من طائرات الإنذار المبكر والحرب الإلكترونية لتنفيذ مهام القيادة والسيطرة والربط والدعم وتوجيه التشكيلات المختلفة، مع الإشارة لضرورة عدم خروج المقاتلات المصرية مدى تغطية رادارات طائرات الانذار المبكر.

 

هناك خط دفاعي رابع يمكن الإشارة له وهو منظومات صواريخ الدفاع الساحلي التي تمثل الظهير الأمثل للقطع البحرية المصرية، وأتمنى أن تتحول الأخبار المتداولة عن حصول / قرب حصول مصر على منظومات ” باستيون Bastion-P ” الروسية المسلحة بصواريخ ياخونت Yakhont إلى واقع، لأنها تكفل قدرة دفاعية هائلة ضد القطع البحرية لمسافة تصل إلى 300 كم من السواحل، وأعتقد أن حصول مصر على هكذا منظومة هو أمر منطقي في إطار خطة التطوير الشاملة لمنظومات القوات البحرية. ويمكن كذلك إضافة منظومات الدفاع الجوي بعيد المدى S-300VM ( تُعرف أيضا بـAntey-2500 ) لخط الدفاع الرابع من خلال تمركزها بالقرب من السواحل، ولامتلاكها صواريخ أرض-جو بعيدة المدى تصل إلى 130 و250 و350 كم على التوالي، وبالتالي ستكون ظهيراً مثالياُ للقوات الجوية والبحرية المصرية بالإشتراك مع رادارات الإنذار المبكر والمسح الجوي بعيد المدى.

 

الصاروخ الرئيسي المضاد للسفن العامل لدى مقاتلات وسفن الجانب التركي هو الهاربون RGM-84 Harpoon Block II وطبعا الصاروخ الجوال الشبحي SOM، إلى جانب استخدام صواريخ بوب آي Popeye ( صواريخ جوالة إسرائيلية حصلت تركيا على رخصة تصنيعها وتدخل ضمن تسليح مقاتلات فانتوم Terminator-2020 ) وكذا ذخائر JDAM الموجهة بالجي بي إس وPaveway II / III الموجهة بالليزر.

 

الجانب المصري لديه أفضلية التنوع في الصواريخ المضادة للسفن، فهو يملك الهاربون الأمريكي ( على متن فرقطات بيري وكورفيتات ديسكوبيرتا وغواصات تايب 209 وروميو ومقاتلات إف-16 ) والإكسوسيت Exocet الفرنسي ( على متن الفرقاطة فريم وكورفيتات جوويند ومقاتلات رافال وميراج-2000 )، وKh-35 وKh-31 الروسيين ( على مقاتلات MiG-29 ومستقبلا Su-35 )، وبالطبع في السيناريو البعيد فإن الـSu-35 ستكون مسلحة بالصواريخ الجوالة الثقيلة طرازات Kh-59MK2 وClub-A. هذا بخلاف ذخائر AASM Hammer الذكية بعيدة المدى على الرافال وقنابل Paveway II / III الموجهة بالليزر على الإف-16.

 

الخطر الأكبر على القطع المصرية هو إذا ما تعرضت للإصابة بواسطة صاروخ الهاربون كونه صاحب الرأس الحربي الأثقل وسط عائلة الصواريخ المضادة للسفن ذات السرعة مادون صوتية ( يزن 221 كج مقابل 165 كج للراس الحربي للإكسوسيت و145 كج للـKh-35 ) لأنها ستكون إصابة مؤثرة للغاية وخاصة في ظل التفوق الكمي لسفن البحرية التركية مقابل السفن المصرية التي سيقع على عاتقها عبء التصدي للسفن والغواصات التركية في آن واخد والحفاظ على بقائيتها مع العمل على إحداث أكبر قدر من الخسائر في الجانب التركي، ولذلك سيكون هناك دوراً أكبر للقوات الجوية المصرية في التصدي للطيران التركي لتحييده لتخفيف الجهد والعبء على السفن المصرية.

 

هنا تأتي أفضلية التنوع في الصواريخ لدى الجانب المصري في الصواريخ ضد الجانب التركي الذي سيتعين عليها التعامل مع أكثر من طراز وجنسية من الصواريخ المضادة للسفن، وخصوصاً الصاروخ Kh-31 الذي يتميز -رغم رأسه الحربي المحدود بوزن 110 كج بحد أقصى- بسرعته الفوق صوتية Supersonic التي تصل إلى 3600 كم / س مما يثشكل خطراً هائلاً على السفن التركي التي سيتعين عليها تكثيف نيران دفاعاتها الجوية للتصدي له، وخصوصاً أنهم لا يملكون نظيراً لهذا الصاروخ تحديداً.

 

تمتلك القوات الجوية المصرية أفضلية التنوع في المقاتلات وخاصة الرافال بقدراتها الهائلة في الرصد والحرب الإلكترونية البصمة الراداراية المنخفضة جدا وقدرتها -كونها مقاتلة لكل المهام Omnirole Fighter- على التنقل بين مهام المرافقة والسيطرة والحماية والهجوم والدعم، إلى جانب الإف-16 والميراج-2000 وبالطبع الميج-29إم الأفضل على الإطلاق في مهام الاعتراض والدفاع الجوي، وهذا التنوع يجعل للطيران المصري اليد العليا في المعركة والأريحية في توزيع الأدوار والجهد على التشكيلات الجوية المختلفة. وإذا ما أُضيفت الـSu-35 في السيناريو البعيد، فسيكون هناك تفوقاً هائلاً للجانب المصري من ناحية السيطرة الجوية وقدرة تحييد الأصول الجوية التركية عالية القيمة نظراً لأن الرافال والـSu-35 هما الوحيدتان القادرتان بتفرّد على ضرب وتحييد الأصول الجوية عالية القيمة من طائرات الإنذار المبكر والحرب الإلكترونية… إلخ.

 

تمتلك القوات الجوية التركية الأفضلية التكنولوجية والعددية في مقاتلات F-16 مُكتملة التسليح والتجهيزات ( حصلت تركيا على 270 مقاتلة إف-16 منها 110 من البلوك 50/52 وحصلت مصر على 240 مقاتلة إف-16 منها 20 من البلوك 50/52 )، وطاترات الإنذار المبكر المزوّدة برادارات مصفوفة المسح الإلكتروني النشط Active Electronically Scanned Array AESA ذات القدرات الأعلى، ويعتمد سلاح الجو التركي على التقنيات الأمريكية والإسرائيلية في منظوماته والتي إستعان بها ايضا لتطوير قاعدته التصنيعية الوطنية. ولكن سيتحتم عليها قطع مسافة كبيرة للوصول للمياه الإقتصادية المصرية وسيتعين عليه تخصيص طائرات الإمداد بالوقود جواً ( تانكر Tanker ) لهذا الغرض، وسيحتاح إلى جهدٍ جويٍ مضاعف لحماية أصوله الجوية وتامين وحماية المقاتلات المسؤولة عن تنفيذ المهام الهجومية، في حين أن الطيران المصري سيقاتل بالقرب من أرضه دون حاجة لإمداد جوي بالوقود، وكذلك تحت تغطية رادارية هائلة من رادارات الدفاع الجوي بعيدة المدى، ولذا سيملك الأفضلية في الإنذار المبكر وسرعة الإستجابة والتدخل والدفاع والإعتراض، ناهيك عن إمكانية الحصول على معلومات كاملة عن الهجوم من الدول الصديقة كسوريا شرقا أو قبرص شمالا أو اليونان غربا.

 

سلاح الطيران التركي نشط فى تدريباته وتبادل الخبرات كونه أحد أسلحة الجو لحلف الناتو، ولكن بالرغم من وجود تدريبات سنوية تُعتبر من الاكبر فى العالم وهي تدريبات نسر الاناضول إلا ان نتائج المُشاركين من اسلحة الجو للدول الاخرى افضل حالا من نتائج سلاح الجو التركي ويمكننا القول بأن ذلك يعود لعدم إستطاعة الطيارين الاتراك دمج الكثير من التكتيكات والاساليب المختلفة من التدريبات المتعارف عليها بجانب الاعتماد على الاف 16 فقط وليس المقصود هنا انهم ضعفاء من حيث المهارة فى الإستخدام.

 

يتميز طياروا القوات الجوية المصرية بالمستوى المُتقدم والكفاءة الهائلة والقدرة على إستيعاب أحدث التكنولوجيات واساليب القتال، خاصة في ظل وجود خصم قوي متطور ونشط ومتفوق كماً وكيفاً كالقوات الجوية الإسرائيلية، فأصبحوا ذات جاهزية دائمة وقدرة نفسية وعصبية وكفاءة عالية للدخول في مواجهات أمام أسلحة جو تمتلك منصات قتالية أحدث وأقوى مما لديهم.

 

سوف يعتمد سلاح الجو التركى على التقارير السابقة من التدريبات سلاح الطيران المصري معه ( إبّان وجود علاقات عسكرية وسياسية جيدة حتى عام 2013 ) وايضا من معلومات استخباراتية ستوفرها دُول حليفة من الناتو وكذلك من اسرائيل بوجود التطبيع والتعاون عسكري بين الجانبين.

 

يعتمد سلاح الجو المصري فى مواجهة سلاح الطيران التركي في الأساس على المعلومات الاستخبارتية التى سيقدمها حليف كاليونان باعتبار ان سلاح الجو اليوناني لن يشارك فى المعركة وهو ما سلط اليونانيين الضوء عليه بحسب مانشرته صحفهم، ان الغرض من التدريبات المشتركة مع سلاح الجو المصري ان يتعارف المصريون على أساليب تركيا وإسرائيل بإعتبار أن الاولى خصم مُشترك والثانية حليف لليونان وتوجد تدريبات مشتركة كثيرة بينهما. وقال الطيارين اليونانيين ان الطيارين المصريين يملكون القدرة على صد الطيارين الاتراك ( يتحدثون عن طياري الإف 16 والميراج 2000 المصريين امام التفوّق التكنولوجي للاف 16 التركية بسبب التطويرات المُدخلة عليها وحزم التسليح الافضل من نوعها ) وايضا سيراجع سلاح الجو المصري هو الاخر المعلومات المتوفرة عن اخر تدريبات مع سلاح الجو التركي قبل تدهور العلاقات السياسية منذ عام 2013 وحتى الان.

 

تمتلك القوات البحرية التركية التفوق في الكم والكيف وتُعتبر أضخم بحريات الشرق الأوسط، نظراً لإمتلاكها عددا كبيرا من القطع الرئيسية المطوّرة وكثيفة التسليح والتجهيز إلى جانب أسطول كبير من الغواصات الألمانية الحديثة وطائرات المراقبة والدورية البحرية المتطورة، ناهيك عن قدرات الدعم اللوجيستي وسفن الامداد والتموين التي تكفل لها قدرة العمل والبقائية في اعالي البحار لفترات طويلة.

 

البحرية المصرية على الجانب الآخر تُعد الثانية في الحجم والقوة على نطاق الشرق الأوسط بعد تركيا والاولى عربيا وإفريقيا، وتتفوق على البحرية التركية في الخبرات التراكمية الهائلة وكفاءة الفرد المقاتل، وتمتلك سجلاً مُشرفاً وكعباً عالياً على البحرية الإسرائيلية في الحروب السابقة، إلى جانب الخبرات الهائلة في إدارة معركة الأسلحة المشتركة وإستغلال كافة إمكانيات القطع البحرية حتى وإن كانت ليست في نفس المستوى التسليحي والتكنولوجي المتطور للخصم، نظرأ للمستوى الراقي للفرد المقاتل وقدرته على استيعاب احدث اساليب وانظمة القتال في وقت قياسي.

 

المسافة القريبة لحقل ظهر وباقي الحقول من السواحل المصرية تسهل كثيرا من مهام القوات البحرية المصرية المدافعة عن المصالح الاقتصادية، ولن تحتاج إلى دعم لوجيستي كبير وربما لا تحتاجه على الإطلاق.

 

ستعتمد البحرية المصرية على المعلومات التي تملكها من تدريباتها السابقة مع البحرية التركية ( ما قبل 2013 ) إلى جانب الاستفادة الهائلة من تدريباتها المشتركة مع البحرية اليونانية وخاصة في مجال مكافحة الغواصات حيث تمتلك هي الاخرى طرازات مماثلة من الغواصات الألمانية.

 

بشكل عام ستتعرض القوات التركية المهاجمة لإستنزاف هائل أمام قوات بحجم وقدرة وخبرة القوات المسلحة المصرية التي تقاتل في نطاق مياهها الاقتصادية وبالقرب من أراضيها ولن تسمح بجر قدمها إلى مغامرات غير محسوبة، ومما يصعب المهمة على البحرية التركية أنها لن تكون قادرة على حشد كل قطعها القتالية أمام القوات المصرية لحاجتها لحماية سواحلها الممتدة على البحر المتوسط، إيجة، مرمرة، والبحر الأسود وأمام عدو رئيسي وهو اليونان.

 

* في النهاية، وكما ذكرت في البداية، لا أتوقع حدوث مواجهة عسكرية نظرا لما أشرت إليه من أفضلية للجانب المصري في الأوضاع الدفاعية أكثر من ممتازة وقرب المسافة بين حقل ظهر والسواحل المصرية، إلى جانب القدرة والطفرة النوعية الجديدة في تسليح الجيش المصري، مضافا لها الخبرات العريقة من الحروب والمناورات والتدريبات، مما يجبر الجانب التركي -رغم تفوقه الكمي والنوعي- على التفكير ألف مرة قبل الإتيان بعمل عنتري او طائش لن يندم عليه أحد سواه.

 

بقلم المحلل المصري محمد الكناني

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف انهزمت القوات الجوية الصينية في مناورة جوية مع هذه الطائرة المقاتلة

الصين تبني أول حاملة طائرات محلية الصنع بالكامل