in

مرجع شامل عن أنواع السفن الحربية والفوارق بينها

1) حاملة الطائرات Aircraft Carrier (بالفرنسية Porte-avions)

 

حاملات الطائرات هي أضخم القطع البحرية على الإطلاق، حيث تُعتبر قاعدة جوية عائمة على سطح البحر، تم تصميمها لحمل الطائرات المقاتلة والمروحيات لإطلاقها لتنفيذ العمليات الجوية المختلفة في المناطق البعيدة عن الدولة المالكة لهذه النوعية من القطع البحرية، ولتوفير الدعم والتغطية الجوية لباقي القطع البحرية المقاتلة ( البوارج – المدمرات – الفرقاطات ) المسؤولة عن ضرب أهداف العدو براً وبحراً، لتكون قادرة على تنفيذ مهامها دون التعرض لتهديدات الطيران المُعادي.

 

تُوفّر حاملات الطائرات ميزة الحركية والتنقل من مكان لآخر لتكون ذراعاً طولى ضاربة في أي مكان على مستوى العالم، بعكس القواعد الأرضية الثابتة التي لا تغطي إلا المناطق القريبة والواقعة في نطاق الطيران العامل بها. ولكن على الجانب الآخر، وبسبب حجمها الهائل، فهي تُعد اهدافاً سهلة عالية القيمة ذات قدرة مناورة تكاد تكون مُنعدمة، ولا تستطيع أن تحمي نفسها بنفسها بالشكل المناسب، حيث تمتلك انظمة دفاعية محدودة لحمايتها من الضربات الجوية، مما يجعلها غير قادرة على التصدي لهجوم بحري من سفن السطح والغواصات، وحتى الهجمات الجوية المُكثّفة لن تكون قادرة على ردعها مُنفردة، دون وجود قطع بحرية أخرى توفر لها الحماية المناسبة.

 

لذلك نجد حاملات الطائرات دائما ماتعمل مع مجموعة قتالية تسمى ” مجموعة القتال او مجموعة حماية الحاملة ” او مايعرف بـ” Carrier Strike Group CSG “، والتي تتكون من عدد من السفن القتالية ذات مدى قتالي بعيد يسمح لها بمرافقتها، وخاصة تلك الحاملات الحديثة المزودة بالمحركات النووية التي تضمن لها مدى قتالي مفتوح لا يحكمه الا إمدادات الغذاء للطاقم العامل عليها.

 

حاملات الطائرات تتجاوز إزاحتها الـ40 والـ50 والـ60 ألف طن، ومنها مايتجاوز الـ100 الف طن ( فئة الحاملات العملاقة Supercarrier ). كحاملات الطائرات النووية الأمريكية التي تعد جميعها من الفئة العملاقة، ولا يُوجد مثيل لها على مستوى العالم حتى الان.

 

* هناك فئة أخرى من الحاملات بدأت في الظهور في نهايات القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، تٌسمى بحاملات المروحيات Helicopter Carrier ( بالفرنسية Porte-hélicoptères ) والتي تملك أسطحاً مُجهزة لحمل المروحيات بمختلف أنواعها ( هجومية – خدمات عامة – مكافحة غواصات .. إلخ ) إلى جانب أن بعضها إمتلك أيضا قدرة إضافية على حمل عدد محدود من طائرات الإقلاع القصير والهبوط العمودي Short Take-Off & Vertical Landing STOVL كمقاتلات ” هاريير Harrier ” والمقاتلات الأحدث على الإطلاق ” F-35B “.

 

ليس هذا فحسب، بل امتلكت تلك الحاملات أيضا قدرة حمل المركبات المدرعة والدبابات والجنود لإنزالهم على الشواطىء والسواحل بواسطة وسائط الإنزال البرمائي التي تنطلق من رصيف تحميل داخلي في المستوى الأدنى بالسفينة والملاصق لسطخ البحر. وبذلك فقد اكتسبت تلك السفن تسمية ” سفن الهجوم البرمائي Amphibious Assault Ships “، والتي تم تقسيمها إلى 3 فئات رئيسية :

 

– الفئة ذات الرمز ” LHA ” أو ” Landing Helicopter Assault ” وهي الأقوى والأضخم وسط حاملات المروحيات والتي تملك سطحا مُجهزاً بشكل كامل لاستيعاب عدد كبيرمن المروحيات وطائرات الإقلاع القصير والهبوط العمودي، ولكن دون أن تملك حوضاً داخلياً لوسائط الإنزال البرمائي، للسماح بمساحة إضافية لتخزين المروحيات والوقود، وتنفرد حاملات ” أمريكا America Class ” التابعة لسلاح مشاة البحرية الأمريكية بتلك الفئة بلا منازع، والتي تعتمد في مهام الإنزال على المروحيات الناقلة والهجومية لنقل وإنزال ودعم عناصر المارينز، وتبلغ إزاحتها 45 ألف طن. وهناك أيضا نوعان من الحاملات اليابانية يُمكن تضمينهما في تلك الفئة وهما الحاملة ” إزومو Izumo ” بإزاحة 27 ألف طن والحاملة ” هيوجا Hyūga ” بإزاحة 19 ألف طن واللتان تُسميهما البحرية اليابانية بـ” مدمرة مروحيات Helicopter Destroyer “.

 

– الفئة ذات الرمز ” LHD ” أو ” Landing Helicopter Dock ” وتأتي في المرتبة الثانية بعد LHA وتمتلك هي الأخرى سطحا مُجهزا بشكل كامل لاستيعاب المروحيات وبعضها يسمح كذلك باستيعاب طائرات الإقلاع القصير والهبوط العمودي، ولكن مع موجود حوض داخلي لوسائل الإنزال البرمائي، ومستويات لتحميل الدبابات والمركبات المدرعة والأفراد مع وجود مستشفى متكامل لمختلف الظروف الطارئة. وتعد حاملات ” واسب Wasp Class ” الأمريكية هي الاَضخم والأقوى في تلك الفئة بإزاحة تبلغ 40 ألف طن، وبعدها تأتي مجموعة من الحاملات المختلفة أولها Type 075 الصينية بإزاحة 35 – 40 ألف طن، تليها ” ترييستي Trieste ” الإيطالية بإزاحة 33 ألف طن، ” كانبيرا Canberra ” الأسترالية بإزاحلة 27.5 ألف طن، ” خوان كارلوس الأول Juan Carlos I ” الإسبانية بإزاحة 26 ألف طن ( مُشتق منها الحاملة الأناضول التي تبنيها تركيا بترخيص وتعاون إسباني )، ” ميسترال Mistral ” الفرنسية بإزاحة 22 ألف طن ( منها حاملتا جمال عبدالناصر وأنور السادات المصريتان )، وأخيرا ” دوكدو Dokdo ” الكورية الجنوبية بإزاحة 18.8 ألف طن.

 

– الفئة ذات الرمز ” LPD ” أو ” Landing Platform/Dock ” ويُطلق عليها أيضا مُسمى ” Landing Transport Dock ” وتأتي في المرتبة الثالثة بعد LHA وLHD وهي مُصممة بشكل رئيس لحمل ونقل القثوات البرية من خلال قدرات حمل الجنود والدبابات والمدرعات في المقام الأول، مع قدرة جانبية محدودة لحمل مروحيات النقل العسكري. تأتي الحاملة الأمريكية ” سان أنطونيو San Antonio ” على رأس القائمة بإزاحة 25.3 ألف طن، تليها حاملات ” Type 071 ” الصينية بإزاحة 25 ألف طن، ” ألبيون Albion ” البريطانية بإزاحة 19.5 ألف طن، ” روتردام Rotterdam ” الهولندية بإزاحة 14 ألف طن، ” أوسومي Ōsumi ” اليابانية بإزاحة 14 ألف طن، ” جالاثيا Galicia ” الإسبانية بإزاحة 13.8 ألأف طن، ” سان جورجيو San Giorgio ” الإيطالية بإزاحة 8000 طن (منا حاملة قلعة بني عباس الجزائرية).

 

2) البارجة Battleship (بالفرنسية Cuirassé)

 

تُعد البوارج أضخم القطع البحرية المقاتلة، المزودة بالتسليح عالي الكثافة المُتمثّل في المدفعية ذات الأعيرة الضخمة، بخلاف التدريع الثقيل. وكانت تُعد القطع البحرية الأقوى على الإطلاق في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، وتم استخدامها بشكل مُكثّف في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولكن توقف استخدامها منذ الثمانينيات لصالح الطرّادات والمدمرات التي حلّت محلها.

 

تُعد أشهر البوارج التي تم استخدامها منذ الأربعينيات وحتى خروجها من الخدمة بشكل نهائي عام 1991، هي البارجة الأمريكية ” نيوجيرسي USS New Jersey ” التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، الحرب الكورية، حرب فيتنام، وفي دعم القوات الأمريكية في عملياتها العسكرية في لبنان إبّان الحرب الأهلية في الفترة ” 1983 – 1984 “.

 

3) الطرّاد Cruiser (بالفرنسية Croiseur)

 

تُعتبر الطرّادات في وقتنا الحالي هي أضخم السفن القتالية بعد حاملات الطائرات، وخاصة بعد تقاعد البوارج. ويعود تاريخ استخدامها في الأصل إلى القرن السابع عشر الميلادي.

 

تتميز الطرادات بأنظمة الرصد والتتبع والحرب الإلكترونية بعيدة المدى واسعة النطاق، والتدريع الثقيل، والتسليح عالي الكثافة والتنوع، وخاصة في مجال الدفاع الجوي، والقتال ضد سفن السطح، وضرب الأهداف البرية في العمق، بالإضافة إلى مكافحة الغواصات. ويمكنها العمل مُنفردة نظراً لقدرتها القتالية الهائلة، إلا أنها تستخدم بشكل رئيسي في حماية حاملات الطائرات.

 

تبدأ إزاحة الطرادات من 9000 طن ويمكن ان تصل إلى 28000 طن، وهي الإزاحة القصوى للطراد الروسي النووي العملاق “بطرس الأكبر Pyotr Velikiy” من فئة طرادات “كيروف Kirov”.

 

نظرأ للتكلفة الهائلة للطرادات، فإنها لا تعمل إلا لدى دولتين فقط على مستوى العالم، وهما الولايات المتحدة التي تملك 22 طرادا من فئة ” تيكونديروجا Ticonderoga ” وازاحته 9600 طن، وروسيا التي تملك طرادا واحدا في الخدمة من فئة ” كيروف Kirov ” وطراداً اخر من نفس الفئة يخضع للتطوير والتجديد في الوقت الحالي وازاحته القصوى كما اسلفنا 28 ألف طن، بخلاف 3 طرادات اخرى من فئة ” سلافا Slava ” وازاحته القصوى 12500 طن. ولكن كوريا الجنوبية تمتلك مدمرات ثقيلة من فئة ” سيجونج العظيم Sejong The Great ” يُمكن أن تصل ازاحتها القصوى الى 11 ألف طن، وهي ذات تسليح ثقيل مُقارب للطرادات الأمريكية، وبالتالي، وعلى الرغم من أنها تصنفها كمدمرة، إلا أنها تعتبر طراداً على أرض الواقع.

 

تتمثل سلبيات الطرادات في تكلفتها الباهظة جدا، وحجمها الكبير الذي يزيد من فرص رصدها وإستهدافها مع مناورتها الضعيفة، بخلاف أنها غير قادرة على العمل إلا في المياه العميقة.

 

4) المُدمرة Destroyer ( بالفرنسية Destroyer )

 

تُعد المدمرات ثاني أضخم سفن القتال بعد الطرادات، وطبقاً للمصطلحات البحرية، تُعد المدمرة سفينة حربية سريعة ذات قدرة جيدة على المناورة، وبقائية طويلة، مُخصصة لمرافقة القطع البحرية الأكبر حجماً ( كحاملات الطائرات ) او قوافل سفن الشحن والسفن التجارية عالية القيمة، او المجموعات القتالية Battle Group، وتقوم بحمايتهم ضد القطع البحرية صغيرة الحجم السريعة كثيفة التسليح، كزوارق الطوربيد Torpedo Boats.

 

المدمرات بدأ تطويرها نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، خصيصاً للتصدي لزوارق الطوربيد، وكانت تسمى بـ” مدمرات زوارق الطوربيد Torpedo Boats Destroyer TBD ” منذ عام 1892، وشاع استخدامها بشكل مُكثّف خلال الحرب الروسية-اليابانية عام 1904. ومالبث ان اصبح اسمها ” مدمرات ” خلال الحرب العالمية الأولى.

 

كان تسليح المدمرات يعتمد على المدفعية بشكل رئيسي، ثم تطور ليشمل الطوربيدات وقذائف الاعماق، خاصة مع تزايد تهديدات الغواصات، ثم بدأت في استخدام الصواريخ في حقبة الستينيات، ليبرز بعدها الأهمية القصوى لتزويدها بوسائل الإعاقة والشوشرة الإلكترونية وانظمة الدفاع الجوي ضد الصواريخ المضادة للسفن، بعد إغراق زوارق الصواريخ المصرية طراز ” كومار ” للمدمرتين الإسرائيليتين ” إيلات ” و ” يافو ” يوم 21 أكتوبر عام 1967، والذي قلب الأمور رأساً على عقب في مجال التسليح البحري، بعد ظهور التهديد المباشر والقوي لزوارق ولنشات الصواريخ، وأصبح هناك ضرورة مُلحّة لتطوير أنظمة دفاعية مُتخصصة للتعامل مع هذه الصواريخ، والتي عُرفت لاحقاً بـ” Close-in Weapon System CIWS ” كالـPhalanx الأمريكي والـKashtan الروسي وغيرهم من أنظمة المدفعية والمدفعية المُدمج معها الصواريخ قصيرة المدى، المُضادة لتهديدات الصواريخ الجوالة المضادة للسفن.

 

كانت إزاحات المدمرات في العقود الماضية ليست بالكبيرة، ولكن مع تزايد المخاطر والتهديدات وتطور وسائل التسليح، بدأت أعمال زيادة الأزاحات لتتجاوز الـ7000 طن وصولا إلى 9000 و10000 و11000 طن وماهو أكبر من ذلك ( تصنف الولايات المتحدة على سبيل المثال سفنها الشبحية الضخمة طراز ” زوموالت Zumwalt ” البالغ ازاحتها 14.7 ألف طن كمدمرات )، وذلك لتنصيب الصواريخ المضادة للسفن على متنها واستخدام الصلب المدرع في بناء البدن، وكذا تزويدها بالصواريخ الجوالة المضادة للأهداف البرية، كما هو الأمر مع المدمرة الأمريكية الأشهر ” أرلي بيرك Alreigh Burke Class “، ناهيك عن أنظمة الرادار والحرب الإلكترونية بعيدة المدى واسعة النطاق، والسونارات بعيدة المدى المُختصة بكشف الغواصات في المياه العميقة، لتصبح المدمرات القطع البحرية الأكثر أهمية وحيوية في أساطيل الدول العظمى والدول ذات البحريات الكبيرة القادرة على تحمل ميزانيات تشغيل هذه النوعية الباهظة من السفن القتالية.

 

المدمرات تمتلكها بحرية الولايات المتحدة متمثلة في مدمرات “أرلي بيرك Arleigh Burke” و”زوموالت Zumwalt” سالفة الذكر، وبحرية روسيا متمثلة في مدمرات “أودالوي Udaloy” و مدمرات “ليدر Leader” المستقبلية، وبحرية اليابان متمثلة في مدمرات “أتاجو Atago” و”كونجو Kongo” وبحرية الصين متمثلة في مدمرات “Type-51” و “Type-52” والمدمرة الثقيلة المستقبلية “Type-55” البالغ ازاحتها حوالي 12 ألف طن والتي تعتبر علي أرض الواقع طراد، وبحرية إنجلترا متمثلة في مدمرات “Type-45” وبحريتي فرنسا وايطاليا مثمثلة في مدمرات “هورايزون Horizon”، ومدمرات “أكيتين Aquitaine” الفرنسية (فرقاطات فريم أكيتين تُصنّف لدى بحرية فرنسا كمدمرات)، وبحرية الهند متمثلة في مدمرات “كولكاتا Kolkata” و”دلهي Delhi” والمدمرة “رايبوت Rajput” البالغ ازاحتها 4974 طن والتي تعتبر على أرض الواقع فرقاطة متوسطة تُصنّف وفقاً للبحرية الهندية كمدمرة، والمدمرات المستقبلية “فيساخاباتنام Visakhapatnam”.

 

أما إيران فتمتلك قطع صغيرة الحجم تصنفها مدمرات و لكنها علي أرض الواقع لا تتعدى كونها كورفيتات خفيفة بغض النظر عن المدمرات المستقبلية “الخليج الفارسي Persian Gulf” التي يدّعي ويزعم الإيرانيون أن ازاحتها ستصل الى 6500 طن كعادتهم في التهويل والتضخيم من قدراتهم العسكرية بعكس ماهو موجود على أرض الواقع.

 

5) الفرقاطة Frigate (بالفرنسية Frégate)

 

تُعد الفرقاطات ثالث أضخم السفن الحربية بعد المُدمرّات، وبدأ إستخدامها منذ القرن السابع عشر الميلادي، حيث كان يُطلق مُسمّى “فرقاطة” على السفن الحربية السريعة والمُناورة، والصغيرة حجماً بما لا يسمح لها الصمود في خط المعركة Line of Battle في المعارك البحرية القديمة (سفن خط المعركة Line of Battle Ships هي التي تصطف جنباً إلى جنب بالعرض في مواجهة سفن العدو التي تصطف هي الأخرى بنفس الشكل ليبدأ الطرفان معركة التراشق بنيران المدفعية المنصوبة على الأجناب، ولا تصمد في هذه المعارك إلا السفن ذات التدريع الثقيل والقوة النيرانية العالية) إلا أن ميزة السرعة والمناورة كانت تجعل منها الأفضل لمهام المرافقة والدورية.

 

في القرن التاسع عشر الميلادي، بدأ بناء الفرقاطات المدرعة Armored Frigates التي كانت تُعد نوعاً من السفن المُدرعة Ironclad Ships التي تميّزت بألواح الحديد والصلب المدرع بدلا من السفن الخشبية الأكثر عرضة للتدمير من قذائف المدفعية، وكان تعد آنذاك اقوى السفن الحربية على الإطلاق.

 

في العصر الحديث تُستخدم الفرقاطات في المهام المتعددة لحماية القطع البحرية الأكبر حجماً، والسفن التجارية، ومكافحة الغواصات، والقتال ضد سفن السطح، وأيضا أعمال الدفاع الجوي قصير او متوسط او بعيد المدى، بحسب تجهيزاتها، بالإضافة إلى تقديم الدعم النيراني لعمليات الإنزال البرمائي، وعلى الرغم من من تسليحها وتدريعها الأقل من المدمرات إلا أنها تتفوق عليها في السرعة والمناورة والبصمة الرادارية والحرارية والصوتية المنخفضة، كما تُعتبر الخيار الإقتصادي الأول للدول الغير قادرة على إمتلاك وتشغيل المدمرات، حيث تتميز بإزاحاتها المتنوعة والتي تقسمها إلى فئتين فرعيتين:

 

أ- الفرقاطات الثقيلة Heavy Frigates:

 

وهي الأقرب للمدمرات، حيث تتجاوز إزاحاتها الـ5000 طن وتصل إلى 6000 و7000 طن، ومنها ماهو مُتعدد المهام قادر على تنفيذ مختلف أعمال القتال ضد السفن والغواصات والطائرات، ومنها ماهو ذات قدرات مُعززة بشكل بارز في مهام مكافحة الغواصات او الدفاع الجوي او القتال ضد سفن السطح، وهي أفضل الخيارات للدول الراغبة في إمتلاك قطع حربية ثقيلة كبديل للمدمرات. وأشهرها الفرقاطة الثقيلة الفرنسية-الإيطالية “فريم FREMM” التي تملكها البحرية المصرية وتبلغ ازاحتها 6000 طن، والفرقاطة الإسبانية “ألفارو دي باثان Álvaro de Bazán” البالغة إزاحتها 5800 – 6390 طن، والفرقاطة الهولندية “دي زيفن بروفينسيان De Zeven Provinciën” البالغة إزاحتها 6050 طن، وأخيرا الفرقاطة الألمانية “زاكسين Sachsen” البالغ إزاحتها 5800 طن.

 

ب- الفرقطات المتوسطة/الخفيفة Light/Medium Frigates:

 

وتتراوح إزاحتها مابين 3000 و5000 طن، ومنها أيضا ماهو شامل لكل المهام او مُعزز القدرة في مهام بعينها كمكافحة الغواصات او الدفاع الجوي، وتُعد الاكثر انتشاراً بين بحريات دول العالم، نظرا لتكلفة الشراء والتشغيل الإقتصادية، وتتميز بقدرات جيدة – حسب التجهيز – لمرافقة وحماية القطع الأكبر حجما كالحاملات في المهام متوسطة وقصيرة المدى.

 

من الفرقاطات الخفيفة الفرقاطة MEKO 200 الألمانية متعددة المهام التي تملكها البحرية التركية وتبلغ إزاحتها 3000 – 3350 طن، والفرقاطة المتوسطة الشبحية الألمانية MEKO-A200 والتي تملكها بحريات الجزائر وجنوب أفريقيا، وقريبا البحرية المصرية التي تعاقدت على 4 منها وسيتم بناء إحداها لدى ترسانة الإسكندرية لبناء السفن، وتبلغ ازاحتها 3700 طن.

 

من الفرقاطات المتوسطة أيضا الفرقاطة “Perry” متعددة المهام التي تملكها البحرية المصرية وتبلغ ازاحتها 4200 طن، والنسخة السعودية من الفرقاطة الفرنسية “لافاييت La Fayette” متعددة المهام وتحمل اسم “الرياض” وتبلغ ازاحتها 4700 طن.

 

* هناك فئة جديدة من السفن الحربية ظهرت حصراً لدى الولايات المتحدة الأمريكية، تحت مُسمى “سفن الدفاع الساحلي Littoral Combat Ship LCS”، وهي فئة متوسطة بين الفرقاطات والكورفيتات، تتراوح إزاحاتها مابين 2300 وحتى 3500 طن.

 

قامت الولايات المتحدة ببناء السفن خصيصاً للعمل في نطاق المناطق الساحلية Littoral Zone ذات المياه الضحلة والغير عميقة، كقطع قتالية قادرة على مجابهة التهديدات اللامتناظرة Asymmetric Threats (زوارق القراصنة والتنظيمات الإرهابية والعائمات السريعة الانتحارية والمزودة بالصواريخ والطوربيدات [كبحرية الحرس الثوري الإيرانية]) والقيام بأعمال التحريم ومنع العبور Area Denial / Anti Access ضد اية قطع بحرية معادية تدخل في نطاق عملها في المناطق الساحلية.

 

تتزود هذه النوعية من السفن بحزم من التجهيزات والتسليح القابلة للتبديل والتغيير بسهولة تامة بحسب الغرض Modular Design، والتي تمكنها من تنفيذ مهام كشف ومكافحة الألغام، مكافحة الغواصات، التصدي للزوارق والعائمات السريعة، واخيرا الإستطلاع والإستخبار الإلكتروني البحري. كما تمتلك هذه السفن مهبطاً وحظيرة مخصصين للمروحيات البحرية، بالإضافة الى قدرة حمل المركبات الغير مأهولة العاملة جوا UAV، وفوق سطح البحر USV، وتحت سطح البحر UUV، ناهيك عن قدرة حمل قوة هجومية مصغّرة Small Assault Force مُزوّدة بالمركبات القتالية.

 

لاحقاً بدأت الشركات الأمريكية في عرض تصميمات جديدة لفرقاطات متوسطة ذات إزاحات 4000 – 4500 طن مُخصصة للتصدير، مبنية على تصميم سفن القتال الساحلي LCS، صالحة للتجهيز بمحتلف الأنظمة القتالية شاملة المدافع متعددة المهام وصواريخ الدفاع الجوي والصواريخ المضادة للسفن، والطوربيدات والسونارات المقطورة وانظمة الرادار والحرب الإلكترونية المتطورة.

 

6) الكورفيت Corvette (بالفرنسية Corvette):

 

تُعد الكورفيتات ( تسمى بالقرويطة أو الفُرقيطة في اللغة العربية ) أصغر السفن الحربية القتالية، ويعود إسمها إلى اللغة الفرنسية، كتسمية مُصغّرة من كلمة ” Corf ” في اللغة الهولندية التي تعني ” سفينة صغيرة “، ومن الكلمة اللاتينية “Corbis” وتعني “سلّة”. شاع استخدام هذه الفئة من السفن في الفترة بين القرن القرنين الميلاديين السابع عشر والتاسع عشر، وكانت تستخدم بشكل رئيسي في الدورية الساحلية والحروب الصغيرة ودعم الأساطيل الكبيرة.

 

بدأ ظهور الكورفيتات في العصر الحديث منذ فترة الحرب العالمية الثانية، ولكنه مالبث ان أصبح بارزاً في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين الميلاديين، وتتراوح إزاحاتها بين 550 و3000 طن، بحسب النوع والتجهيز، ومنها ماهو متعدد المهام ومنها ماهو متخصص في مهمة بعينها، ولكنها على أية حال تمتلك تجهيزات متوسطة، ويمكنها تقديم اعمال الدعم والمرافقة للحاملات في المهام قصيرة المدى، وتمتلكها معظم بحريات دول العالم، كونها الأقل تكلفة على الإطلاق مقارنة بالفئات الأعلى من السفن الحربية.

 

يمكن تصنيف الكورفيتات إلى فئتين فرعيتين:

 

أ- كورفيتات خفيفة تعمل كسفن دورية ساحلية Offshore Patrol Vessel OPV، لتقديم مهام الدورية والحماية للمناطق الساحلية، ومكافحة الإرهاب وعمليات التهريب، ويتم تسليحها حسب الغرض، فمنها ماهو مزود بمدافع متوسطة العيار وصواريخ مضادة للسفن، ومنها ماهو مزود برشاشات ثقيلة ومدافع متوسطة او صغيرة العيار ومنها ماهو مزود بصواريخ خفيفة ورشاشات متوسطة وثقيلة، وأيضا يمكن تزويدها بأنظمة صواريخ للدفاع الجوي قصير المدى سواء منصات قتالية او محمولة على الكتف. وأقرب مثال لهذه النوعية من القطع البحرية هو الكورفيت الكوري الجنوبي ” بوهانج Pohang ” البالغ ازاحته 1200 طن، والذي اهدت البحرية الكورية واحداً منه للبحرية المصرية.

 

* هناك كورفيتات خفيفة ذات تجهيز بالغ التطور وقدرة نيرانية عالية الكثافة كالكورفيت الاسرائيلي ساعر 5 البالغة ازاحته 1275 طن، ولكن يأتي ذلك على حساب التدريع والبدن الخفيف والبقائية الأقل والمدى العملياتي القصير، إلا أنه مناسب لحماية المناطق الاقتصادية الاسرائيلية في البحر المتوسط، ويناسب القدرات المحدودة للبحرية الإسرائيلية التي لا تملك القدرة على تشغيل الفرقاطات، فلجأت للاعتماد على قطع اصغر حجما بعدد محدود ذات تجهيزات متقدمة تطبيقا لمبدأ الكيف في المقام الأول.

 

ب- كورفيتات ثقيلة تعمل في مهام القتال وحماية المياه الاقتصادية وحقول الغاز وتُعتبر فرقاطات خفيفة، وتبدأ ازاحاتها من 2000 طن وتصل الى 3000 طن، ويتم تسليحها بشكل مماثل للفرقاطات ولكن بكثافة اقل، بخلاف انها ذات تدريع وقدرة بقائية اقل ايضا، إلا انها ذات تجهيز كافٍ لتوفير الحماية للمناطق الاقتصادية الخاصة Exclusive Economic Zone EEZ في البحار، ويمكنها ان تقدم اعمال المرافقة والإسناد للحاملات والقطع البحرية الاكبر حجما في المهام قصيرة المدى. واقرب مثالين لهذه النوعية من الكورفيتات هما الكورفيت الاسرائيلي ساعر 6 البالغة ازاحته 2000 طن والذي يُعادل تسليحه الفرقاطة حرفياً ( أيضا يأتي التسليح الكثيف على حساب التدريع والبقائية والمدى ولكنه ضرورة قصوى كونه سيمثّل رأس الحربة للبحرية الإسرائيلية التي لا تملك رفاهية امتلاك وتشغيل الفرقاطات )، والكورفيت المصري Gowind 2500 البالغة ازاحته 2600 طن والذي تملكه البحرية المصرية بعدد 4 تم بناء 3 منها لدى ترسانة الإسكندرية لبناء السفن.

 

7) لنشات الصواريخ الهجومية السريعة Fast Missile Craft FMC/Missile Boat (بالفرنسية Bateau Lance-Missile):

 

تُعد لنشات الصواريخ الهجومية، قطعاً بحرية صغيرة الحجم تبدأ إزاحاتها من 500 طن فأقل، تُستخدم في أعمال الهجوم على القطع الحربية الأكبر حجما كالفرقاطات والمدمرات لحماية السواحل والموانىء والقواعد البحرية والمناطق الملاحية الحيوية التابعة للدولة، وتتميز بالسرعة العالية والقدرة الهائلة على المناورة، وتتسلح بشكل رئيسي بالصواريخ المضادة للسفن، والمدافع متوسطة وصغيرة العيار، وأنظمة الدفاع الجوي قصير المدى، والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، واصبحت ذات تصميمات شبحية في نسخها الحديثة، لزيادة قدراتها على البقاء، وتقليل فرص تعرضها للرصد لأقل درجة. ولكنها على اية حال ذات بقائية ومدى عملياتي محدودين بحكم اختصاصاتها ولا يمكنها الصمود في معركة مفتوحة او عند التعرض لهجمات جوية من الطيران. وأبرز ميزاتها التكلفة الاقتصادية جدا والتي تسمح بتشغيل أعداد كبيرة منها.

 

برزت خطورة وأهمية لنشات الصواريخ الهجومية بعد إغراق زوارق الصواريخ المصرية طراز ” كومار ” السوفييتية للمدمرتين الإسرائيليتين “إيلات” و “يافو” يوم 21 أكتوبر عام 1967. فاهتمت العديد من بحريات العالم بامتلاك هذه النوعية من القطع البحرية لتوفير قدرات مُعززة للحماية الساحلية ضد السفن الحربية الأكبر حجماً.

 

أفضل مثال على لنشات الصواريخ الهجومية المتطورة هو لنش الصواريخ الهجومي الشبحي المصري “Ambassador Mk.III” الذي يُعد الأفضل عالمياً في فئته حتى الآن.

 

8) زوارق الدورية والمرور الساحلي Patrol Boat :

 

زوارق الدورية والمرور الساحلي هي المسؤولة عن الدوريات الأمنية الساحلية في المناطق المتاخمة للشواطىء Inshore Patrol Vessel IPV، لمكافحة الأرهاب وعمليات التهريب والهجرة الغير شرعية وتجارة السلاح والمخدرات ولا يتجاوز تسليحها الرشاشات الثقيلة او قواذف القنابل و قواذف الصواريخ الخفيفة وقصيرة المدى.

 

القطع المسؤولة عن الدورية الساحلية في المناطق الأبعد عن الشواطىء والمُسماة بـOPV كما أسلفنا سابقاً، تكون ذات إزاحات أكبر وتجهيزات أفضل وتدخل في فئة الكورفيتات.

 

المصدر: محمد الكناني

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

وزير الداخلية الليبي يؤكد تدمير منظومة بانتسير في ليبيا

صحيفة هندية تشكك في قدرات إس-400