in

تقنية الرادارات الكمومية QUANTUM RADARS

1- لنكن متفقين أن الرادارات العسكرية بتقنياتها الحالية ستكون مستقبلا موضوع شك فى قدراتها على إكتشاف العدائيات الجوية الحديثة خاصة التي تستخدم تقنيات STEALTH فمنذ الحرب العالمية الثانية ومع انطلاق ثورة الرادارات العسكرية أصبح الرادار الطريقة المتستخدمة لاكتشاف الأجسام المتحركة، لكن فعالية الرادار العسكري مستقبلا توضع في محل شك حقيقى خاصة أن الكثير من دول العالم حاليا مهتمة بتطوير الأسلحة التى تستخدم تقنيات شبحية STEALTH TECHNOLOGY.

 

2- كانت الولايات المتحدة الأمريكية حتى وقت قريب هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تمتلك الطائرات الشبحية من F-117 إلى B-2 إلى F-35 وحتى F-22 ، حتى زاحمتها كل من روسيا بمشاريع PAK FA و PAK DA، والصين بمشاريع J-20 و J-31 ، أيضا اليابان وكوريا الجنوبية ، وحاليا دخلت دول أوروبية أخرى على الخط حيث تعمل كلا من فرنسا / ألمانيا على مشروع مشترك ، و المملكة المتحدة بمشروع خاص على تطوير طائرات الجيل السادس SIXTH GENERATION قادرة على التسلل بشكل خفي ، وأصبح اقتناء وتطوير تقنيات التخفي من قبل منافسي الولايات المتحدة  تهديداً محتملاً لها ، وبالتالي في المستقبل القريب سيكون من الضروري تطوير طرق جديدة ومقاومة لتقنيات التخفي لاكتشاف تلك الطائرات.

 

3- هناك طرق تقليدية للكشف عن الطائرات الشبحية:

 

• تعمل تقنيات التخفي في “” الطائرات الشبحية “” عن طريق عكس حزمة أشعة الرادار الواردة بعيدا عن المصدر ،،، لكن على الرغم من عدم تمكن الرادار المصدر من إكتشاف الطائرة.

 

أ- الطريقة الأولى هي إستخدام محطات رادار متعددة يسمح بإستقبال إشارة الرادار المعكوسة هذه ، والتي يمكن إستخدامها بعد ذلك لتحديد موقع الطائرة عبر التثليث ، ولكن تكمن المشكلة في هذه الطريقة هي أنها لن تنجح على الطائرات الشبحية التي تتوفر على مواد تمتاز بالامتصاص الراداري العالى أو RAM.

 

ب- الطريقة الثانية تعتمد على الكشف الحراري للطائرة بإستخدام مجسات الأشعة تحت الحمراء ، لكن مرة أخرى فإن المشكلة في هذا النهج هي أن الطائرات الشبحية الحديثة مصممة عموما لتقليل إنبعاثاتها الحرارية وتتطلب هذه الطريقة إقتراب الهدف كثيرا مما يجعل هذه الطريقة غير ناجحة أو ذات موثوقية عالية.

 

ج- الطريقة الثالثة تتضمن إستخدام التصوير البصري عالي الدقة لمراقبة الطائرة المتحركة مباشرة ، وعلى الرغم من أن هذا النهج قد يكون قابلاً للتطبيق في الوقت الحالي على الأقل للكشف عن الطائرات خلال النهار ،،، إلا أن هناك جهودا وأبحاث في الوقت الحالي لتصميم طاقية إخفاء يمكنها أن تنحني الضوء حول الجسم مما تجعله يبدو شفافا وتعتمد هذه الأجهزة على مواد META-MATERIALS التي يمكن التحكم في خواصها البصرية من خلال التصميم المناسب لهيكلها الداخلي.

 

د- الطريقة الرابعة وتتضمن إكتشاف الصوت الذي تصدره الطائرة التي تقترب أو الطائرة بدون طيار UAVS أو الصواريخ الجوالة CRUISE MISSILES ، حيث إذا كان الجسم الطائر دون سرعة الصوت فعندئذ يكون هذا النهج ممكنا ، حيث تصل الموجة الصوتية التي ينتجها الجسم إلى جهاز الكشف قبل الجسم نفسه لكن بالنسبة للأجسام الأسرع من الصوت SUPER SONIC ستصل الموجة الصوتية إلى الـ SOUND DETECTOR بعد الجسم مما يجعل هذه الطريقة عديمة الفائدة.

 

 

• بالعودة إلى أصل الموضوع وهو الرادارات الكمومية QUANTUM RADARS أو ما تعرف بإسم “رادارات تكاثف بوز-أينشتاين” سنجد التالي:

 

تقنية الرادارات الكمومية QUANTUM RADARS

 

1- هي عبارة عن طريقة بديلة للكشف عن الأجسام الجوية المتحركة حيث تستغل هذه الطريقة حقيقة أن الأجسام الضخمة تولد حقل جاذبية وأن الجسم المتحرك سيؤدي إلى حقل جاذبية متغير بالوقت يمكن قياسه في نقاط مختلفة من خلال قياس هذا الحقل المتغير بمرور الوقت بعدد كاف من النقاط من الممكن معرفة كتلة الجسم وموضعه وسرعته.

 

2- لهذه الطريقة ميزة على طرق الكشف الأخرى نظرا لأنه من المستحيل إخفاء أو حماية حقل الجاذبية الخاص بالجسم ،،، وهذه الطريقة أكثر صعوبة إن لم تكن مستحيلة مواجهتها مقارنة بالطرق الأخرى.

 

3- ومن أجل ظهور الإكتشاف القائم على حقل الجاذبية كوسيلة عملية لإكتشاف الأجسام الجوية المتحركة ، سيكون من الضروري تطوير أجهزة يمكنها اكتشاف حقول الجاذبية بأضعاف حجم من ما هو ممكن مع الأدوات الحالية.

 

4- ولتوضيح ذلك لنفترض أننا نرغب في اكتشاف جسم ذو كتلة بوزن 100 طن (كتلة طائرة B-2 SPIRIT) ، سيكون الوضع كالتالي:

 

• حيث على افتراض أن هذا الجسم يتجه مباشرة نحو الرادار الكمومي فإن هذا الجسم سيؤدي إلى تقلبات في مجال الجاذبية ، تقريبًا (7×10^-16) متر / ثانية مربع.

 

• حاليا جهاز الجاذبية الأكثر حساسية حتى الآن هو جهاز THE SUPERCONDUCTING GRAVIMETER والذي يمكنه قياس التغيرات في مجال الجاذبية بحوالي (10^-11) متر / ثانية مربع ، وهذا حوالي 4 مرات أقل مما نحتاج لكشف هذا الجسم.

 

• ومن الواضح إذاً لجعل طريقة الكشف هذه عملية سوف نحتاج إلى تطوير أجهزة الجاذبية التي تتسم بقدر كبير من الحساسية مما هو متاح حاليا، لكن من ممكن تطوير جهاز الجاذبية بالحساسية المطلوبة عبر التأثير الميكانيكي الكمومي المعروف باسم “التشابك الكمي” أو GRAVITY INDUCED QUANTUM INTERFERENCE.

 

▪ نتائج الأبحاث الصينية في هذا المجال:

 

• أعلن مجموعة من الباحثين الصينيين في جامعة NANKING في عام 2018 أنهم توصلوا إلى صنع رادار كمومي استطاع الكشف على مجسمات شبحية بمدى يفوق 100 كم، حيث يعمل هذا الرادار عن طريق مبدأ “التشابك الكمي” على عدة مراحل كالتالي:

 

1- المرحلة الأولى:

 

يتم إرسال فوتون عبر مرآة نصف عاكسة وهكذا يتم صنع فوتونين متشابكين، وهذين الفوتونين المتشابكين يعني أنه إذا واجه أحدهم تغيير سوف يتغير الفوتون الآخر بنفس الشكل يعني أنهما متصلين مهما كانت المسافة بينهما، العالم الكبير / آلبرت أينشتان سمى هذا الحدث باسم SPOOKY ACTION AT DISTANCE).

 

2- المرحلة الثانية:

 

وبعد أن حصلنا على “فوتونين متشابكين” يتم إرسال إحداهما نحو الجسم والآخر يبقى في المحطة، وعندما يضرب الفوتون المرسل الجسم، فإن الفوتون الذي يتواجد في المحطة سوف يتأثر بنفس الطريقة وهكذا حتى إذا عكست الطائرة الشبحية هذا الفوتون أو إمتصته، سوف يبقى الفوتون الآخر في المحطة، وبملاحظة التأثير الذي مر به يمكن معرفة كل شيء عن الجسم الهدف من حجمه والمسافة وسرعته وحتى التركيبة الكيميائية لطلائه الماص.

 

ملحوظة: الرادارات الكمومية QUANTUM RADARS هي رادارات غير قابلة للتشويش UN JAMMABLE.

 

لكن هذه العملية كاملة ليست بالسهلة للقيام بها حيث تتطلب حواسيب فائقة ULTRA SUPER COMPUTER ومحطات رادارية ضخمة ULTRA RADAR STATIONS تتوفر على مختبرات.

 

ولذلك الخبراء الأمريكيون يشككون بقدرة العلماء الصينيين على النجاح فى الوصول لتلك التقنيات بالفعل، ويؤكدون أنه لازال هناك عقود من الزمن قبل تطوير رادار كمومي ذو موثوقية عالية وسهل الإستخدام.

 

أما حاليا فإن العملاق BOEING هي الشركة الأمريكية الرائدة في مجال الأبحاث حول هذه النوعية من الرادارات، وإن كانت دولة كندا قد دخلت على الخط فى هذا المجال أيضا.

 

بقلم: م / محمد زيدان

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أردوغان يقول إنه من غير المقبول ألا تمتلك تركيا أسلحة نووية

القوات التركية تبدأ تدريباتها على إس-400 في الوقت الذي تدرس فيه أنقرة شراء المزيد من هذه الأنظمة للدفاع الجوي