in

إغراق مصر للمدمرتين الإسرائيليتين “إيلات” و”يافو” بواسطة صواريخ “P-15 Termit” تسبب في إعادة تشكيل الاستراتيجيات البحرية ودخلت الصناعات العسكرية البحرية عهد جديد

بعد إغراق المدمرتين الإسرائيليتين “إيلات” و “يافو” بواسطة صواريخ “P-15 Termit” والمعروفة لدى حلف الناتو بـ”ستيكس SS-N-2 Styx” المطلقة من لنشات الصواريخ المصرية طراز “كومار Komar Class” يوم 21 أكتوبر سنة 1967، والذي أصبح عيدا للقوات البحرية. تم إعادة تشكيل الاستراتيجيات البحرية و دخلت الصناعات العسكرية البحرية عهد جديد.

 

كان هذا الاشتباك يعتبر الأول من نوعه الذي تستخدم فيه صواريخ سطح – سطح المضادة للسفن ، و أظهر خطورة القطع البحرية الصغيرة و أهميتها كلنشات الصواريخ ، و تسبب في بدء بحرية الولايات المتحدة في التفكير بإيجاد أنظمة حماية و وقاية من الصواريخ المضادة للسفن التي كانت تشكل خطورة شديدة على القطع البحرية الكبيرة كالمدمرات و الطرادات.

 

في بداية السبعينيات، أطلقت البحرية الأمريكية برنامجًا لتطوير منظومات الحماية و الدفاع الإلكترونى عن السفن من خلال أعمال التشويش ضد موجات الرادار و البواحث الرادارية الخاصة بالصواريخ المضادة للسفن ، و كانت تعتمد منذ الستينيات على منظومات التحذير الراداري من نوع AN/WLR-1 و هو عبارة عن جهاز إنذار مبكر يقوم بالتقاط و تحديد و تصنيف الموجات المعادية الصادرة من رادارات السفن أو بواحث الصواريخ.

 

ونتج عن البرنامج حزمة الحرب الإلكترونية المتكاملة AN/SLQ-32 بإصداراتها المتتابعة لتوفير الحماية الالكترونية للسفن العاملة لدى البحرية الأميركية و كذلك السفن أمريكية الصنع العاملة فى بحريات العالم و منها البحرية المصرية. و تقوم تلك الحزمة بأعمال الإنذار و التحديد و التصنيف ضد الأهداف الباعثة لموجات الرادار و أيضاً التشويش النشط Active Jamming ضد الرادارات ، ناهيك عن استخدامها أيضاً في مهام التهديف السلبي Passive Targeting لصالح صواريخ هاربون RGM-84 Harpoon المضادة للسفن ، عن طريق تحديد إحداثيات السفن و القطع البحرية من خلال اعتراض موجاتها الرادارية و تحديد اتجاهها و مصادرها دون الحاجة لتشغيل رادار الاشتباك النيراني الخاص بالسفينة و كشف موقعها.

 

في نفس الفترة فى نهاية الستينيات و حتى بداية السبعينات بدأ العمل على تطوير أنظمة نشطة للدفاع عن القطع البحرية الأميركية ضد الصواريخ و المعروفة بـ “CIWS” أو Close-in Weapon System للدفاع ضد التهديدات المقتربة من السفينة، وسمي النظام بـ “الفيلق أو الكتيبة العظيمة Phalanx” و كان عبارة عن مدفع سداسي السبطانات (المواسير) من عيار 20 ملم مزود بنظام رادار للرصد و التتبع، وتتطور بعدها لأكثر من مستوى لحد ما تم إضافة نظام راصد بالأشعة تحت الحمراء مع الرادار سنة 1999 و تم تسمية التطوير بـ Block 1B PSuM و الذي سمح له بالتعامل مع العائمات السريعة المقتربة والأهداف الجوية على الإرتفاعات شديدة الإنحفاض شبه اللصيقة بسطح البحر Sea Skimming و الصواريخ الشبحية أو ذات البصمة الرادارية المُنخفضة.

 

بدأ اختبار وتقييم النظام لأول مرة عام 1973 على المدمرة الأمريكية “يو أس أس كينج USS King” من فئة مدمرات “ليدر Leader” و انتهت الاختبارات بنجاح على متن المدمرة “يو أس أس بيجلو USS Bigelow” من فئة مدمرات “فورست شيرمان Forrest Sherman” ، و دخل الخدمة الرسمية للمرة الأولى على الحاملة الأمريكية “بحر المرجان USS Coral Sea” من فئة حاملات “ميدواي Midway” القديمة.

 

يعمل النظام على كل القطع البحرية الأميركية بما فيها العاملة فى بحريات العالم و منها مصر (فرقاطات بيري Perry و نوكس Knox و لنشات الصواريخ الشبحية أمباسادور Ambassador Mk.III).

 

بخلاف الـ Phalanx، فقد تم أيضاً تطوير نظام حماية قصير المدى مؤلف من الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء تحت اسم “RAM” أو “Rolling Airframe Missile” و يعرف كذلك بـ “RIM-116”. القاذف يحوي 21 صاروخاً حرارياً، و يستلم إحداثيات الهدف من رادار التحكم النيراني للسفينة ، و يمكن بكل سهولة ربطه مع نظام الرصد و التتبع الحراري الخاص بالـ Phalanx لزيادة نطاق عمله و دقته فى تتبع و تحديد الأهدف. (الـ RIM-116 يخدم مع الـ Phalanx على لنشات الأمباسادور الشبحية فى البحرية المصرية).

 

ومنذ فترة قريبة، ظهرت نسخة مطورة من الـ RIM-116 و هي عبارة عن دمج لنظام الرادار و الرصد و التتبع الحراري للـ Phalanx مع قاذف يحوي 11 صاروخاً قصير المدى بدلاً من المدفع سداسي السبطانات من عيار 20 ملم وحملت اسم SeaRAM ، و دخلت الخدمة على عدد من القطع البحرية الأميركية، و ميزتها أن القاذف مستقل بذاته، حيث يستلم إحداثيات الهدف من الرادار و النظام الحراري المدمجين معه دون أي حاجة للربط مع باقي مستشعرات و رادارات السفينة.

 

هناك أنظمة CIWS أخرى بالطبع غير المنظومات الأمريكية كالـ AK 630 الروسى ، و هو عبارة عن مدفع سداسي السبطانات من عيار 30 ملم موجه بالرادار مع كاميرا تليفزيونية / حرارية ، و نظام Kashtan الروسى و يتكون من مدفعين من عيار 30 ملم سداسيي السبطانات و قاذفين مزودين بـ 8 صواريخ سطح – جو موجهة ، و النظام الهولندي Goalkeeper و هو مدفع سباعي السبطانات من عيار 30 ملم موجه بالرادار و المستشعرات البصرية / الحرارية و شبيهه الصيني Type 730 ، و النظام الألماني – السويسري Oerlikon Millennium Gun و هو عبارة عن مدفع من عيار 35 عالي الاختراق موجه بالرادار و المستشعرات البصرية و الحرارية، و غيرهم من الأنظمة المختلفة.

 

محمد الكناني

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إيران لن تبدأ الحرب في الخليج العربي ولكنها ستدافع عن نفسها – وزير الخارجية

لقطة حديثة لغواصة “روميو مُحسّنة” مصرية في منطقة شرق البحر المتوسط