in

هل يمكن للمقاتلة السويدية الخفيفة “Gripen E” مواجهة المقاتلات الروسية “سو-27″ و”سو-30″ و”سو-35”

زعمت قيادة سلاح الجو السويدي أن طائرات Gripen E المقاتلة الجديدة من الجيل الرابع للبلاد قادرة بشكل كبير على التعامل مع مقاتلات التفوق الجوي SU-27 Flanker التابعة لسلاح الجو الروسي ومشتقاتها الأكثر تقدمًا ، Su-30 و Su-35.

 

ويقال إن هذه المقاتلة الأوروبية مصممة على وجه التحديد لهذا الدور ، وهي منصات مثالية للإشتباك مع الفلانكرز.

 

وشكلت مقاتلات الفلانكر الدعامة الأساسية لقدرات الحرب الجوية الروسية منذ تسعينات القرن الماضي مع أكثر من 600 مقاتلة حاليا في الخدمة الفعلية. صُممت المنصة الروسية كمقاتلة تفوّق جوي متطورة لمحاربة F-15 Eagles الأمريكية — بينما النسخة المحسّنة Su-35 مصممة لتتماشى مع طائرات F-22 Raptors الأكثر تقدمًا. وعلى النقيض من ذلك ، تفتقر القوات الجوية السويدية إلى أي مقاتلة تفوق جوي على الإطلاق ، وتعتمد على مقاتلة خفيفة متعددة الأدوار وغير مخصصة وذات محرك واحد ، Gripen.

 

إقرأ أيضا: وكالة أبحاث الدفاع السويدية: قدرات أنظمة إس-400 الروسية مبالغ فيها

 

يمكن اعتبار Gripen نظيرة مع F-16 Fighting Falcon الأمريكية ، حيث يعطي تصميمها الأولوية لخفض تكلفتها ولكنها تفتقر إلى المدى الطويل والسرعة والارتفاع والحمولة أو أجهزة الاستشعار المتطورة لطائرات التفوق الجوي الأكثر تكلفة مثل F-15 و Su-30. تمثل Gripen E نسخة أكثر قدرة من التصميم الأصلي حيث تتضمن عددًا من تكنولوجيات الجيل المستقبلي — مما يجعلها نظيرة لمقاتلات F-16V الأمريكية. وقد طرحت قدرات Gripen في مواجهة مع نظيرتها الأمريكية تساؤلات جدية في الماضي ، حيث تحتفظ F-16 بعدد من المزايا الكبيرة على نظيرتها الأوروبية.

 

لقد كانت المقاتلات متعدّدة المهام الخفيفة على مرّ التاريخ ضعيفة ضد نظيراتها المتخصّصة في مجال التفوق الجوي ، كما هو موضح في حرب الخليج والحرب الإثيوبية-الإريترية حيث استطاعت طائرات F-15 و Su-27 السيطرة على السماء وتسجيل العديد من الإسقاطات من دون خسائر ضدّ المنصات الأخف وزنا. في حين أن مقاتلات التفوق الجوي من طراز F-14 الإيرانية قد تكبدت بعض الخسائر ضد الطائرات العراقية الخفيفة مثل Mirage F1 ، إلا أنها أسقطت ما معدله 53.3 طائرة عدوة مقابل كل طائرة تم إسقاطها خلال الحرب الإيرانية العراقية. مزاعم السويد أن طائرتها غريبن ، التي لديها دفع ووزن أقل من الفلانكر وأبطأ إلى حد كبير ، ستكون قادرة على هزيمة صفوة المقاتلات الروسية ، هي مسألة تثير تساؤلات جدية قائمة على سوابق تاريخية لمقاتلات من فئتها. وقد قامت روسيا بتحديث أسطولها من Flanker بشكل شامل وتم تجهيزها بقدرات الجيل التالي ، حيث تمت ترقية هياكل طائرات Su-27 الأقدم إلى معيار Su-27SM2 ​​وتزويدها بعدد من أنظمة ‘ الجيل 4+’ التي تم تطويرها خصيصًا لـ Su-35 بما في ذلك إلكترونيات طيران حديثة ، ومحركات محدثة ورادار Irbis-E. مما يعني أن مقاتلات Gripen لن تتمتع بميزة تكنولوجية كبيرة والتي يمكن أن تساعد على تعويض النقائص التي قد تواجهها المقاتلة الخفيفة ضد منصة تفوق جوي حديثة.

 

إقرأ أيضا: السويد طورت طائرة قادرة على “قتل” طائرات سوخوي الروسية

 

وصرح قائد سلاح الجو السويدي الرائد جيرال ماتس هيلجيسون فيما يتعلق بقدرات المقاتلة الخفيفة المحلية: “Gripen ، وخاصة النموذج E ، مصمم لقتل مقاتلات سوخوي”. في حين أن ميزانية البحث والتطوير الخاصة بالطائرات القتالية الحديثة في السويد لا تزال منخفضة ، كما أن مواصفات غريبن بعيدة كل البعد عن أن تكون مثيرة للإعجاب ، فإن عددًا من مميزات Gripen E يمكن أن يجعلها تحديًا كبيرًا أمام سو-27 مقارنة بالمقاتلات الخفيفة الأخرى مثل F-16 أو MiG-29.

 

وعوضا عن صرف أموال طائلة لتطوير محرك حديث عالي الأداء ، تستخدم Gripen السويدية محرك General Electric F404 الأمريكي. وتستخدم النسخة Gripen E المحرك الأقوى General Electric F414 — وهو أكثر قدرة بكثير من أي شيء يمكن للدولة الأوروبية أن تأمل في تطويره محليًا على الرغم من أنه لايزال أقل قوة من المحرك Saturn AL-31 الخاص بالمقاتلة Su-27 أو محرك F-16 من نوع F110. كما تعتمد غريبن بشكل كبير على الذخائر المصنعة خارجيا — وبالتحديد الذخيرة الأمريكية AIM-120C التي تحتفظ بمدى 105 كم وتمتلك قدرات مشابهة تقريبًا للـ R-77 الروسية. تم تصنيع رادار المقاتلة Raven ES-05 من نوع AESA من قبل الشركة الإيطالية ليوناردو — وهو ما يعوض تكاليف البحث وتطوير مثل هذه الأنظمة محليًا بسبب إنتاجها على نطاق صغير.

 

تتمتع Gripen E بعدد من نقاط القوة مقارنة بالفلانكر الروسية التي قد تستفيد منها. من المقرر أن يتم تجهيز النسخ الجديدة من المقاتلة بالصاروخ الأوروبي “ميتيور Meteor” الجو-جو ، ومن المحتمل تجهيزها كذلك بالصاروخ الأمريكي AIM-120D ، وهو أكثر قدرة بشكل كبير من R-77 وحتى من R-27ER ذو المدى الأطول الذي تستخدمه الفلانكر الروسية.

 

الصاروخ K-77 الروسي ، الذي يتميز بقدرات مماثلة لأحدث الذخائر الغربية ، خاص بطائرات الجيل المقبل المقاتلة من طراز Su-57 و MIG-35 ، ومن غير المحتمل أن يخدم على مقاتلات الفلانكر في المستقبل القريب. قدرات صاروخ الميتيور Meteor على المناورة على وجه الخصوص يمكن أن يشكل تحديا للفلانكر للتهرب منه حتى في نطاقات طويلة.

 

وتعتمد Gripen E أيضاً بشكل كبير على أنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة والبصمة الرادارية المنخفضة لتحسين قدرتها على البقاء على قيد الحياة ضد الهجمات خارج مدى الرؤية — على الرغم من أن أحدث إصدارات فلانكر الروسية لديها أيضًا أنظمة حرب إلكترونية ذات قدرة عالية والتي تم نشرها سابقًا في المسرح السوري جعلتها غير قابلة للكشف حتى من قبل مقاتلات الجيل الخامس لسلاح الجو الأمريكي المتقدمة.

 

ومع تأكيد كلا الجانبين على قدراتهما في التشويش على الرادار والحرب الإلكترونية لتحسين القدرة على البقاء ، فمن المرجح أن تجد الطائرات صعوبة في استهداف بعضها البعض في نطاقات طويلة.

 

ترجمة خاصة.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طائر يُفجر طائرة عسكرية أمريكية قيمتها 200 مليون دولار

الكونغرس يوافق على بيع الإمارات طائرات F-35