in

طائرات الشحن العراقية An-32 المُحولة لقاذفات قامت بضربات جوية مرتين أكثر من طائراتها F-16IQ

في أعقاب الضربة الأخيرة ، حلّقت الطائرات العراقية F-16IQ Viper متعددة المهام ضد داعش في سوريا المجاورة ، حيث أصدرت القوات الجوية العراقية رسما تفصيليا يُوضح عدد المهام القتالية و الدعم القتالي التي قام بها كل نوع من طائراتها على مدار ما يقرب من أربع 4 سنوات.

 

تجدر الإشارة بوجه خاص إلى أن طائرات الشحن من نوع AN-32 في البلاد أجرت ضربات جوية أكثر من الطائرات العراقية F-16 أو الطائرات القتالية الخفيفة المُتقدمة من طراز Aero L-159 ، أو ALCA ، و هي طائرات نفّاثة خفيفة.

 

وأصدرت القوات الجوية العراقية رسم بياني باللغة العربية فقط ، وذلك على حسابات وسائل الاعلام الإجتماعية الرسمية فى 23 أبريل 2018. لكن الإحصائيات ، التى تُغطي الفترة من 10 يونيو 2014 الى 31 ديسمبر 2017 ، تظهر بوضوح مشاركة طائرة AN-32 في 990 مهمة هجومية خلال ذلك الوقت ، أي ما يقرب من ضعف طلعات الاسطول العراقى من طائرات F-16 البالغ عددها 514 طلعة و ما يقرب من سُدس مجموع المهام التي نفذتها الطائرة بالكامل. ولا يقترب الرقمان من أكثر من 3.500 ضربة التي نفذتها طائرة الهجوم الأرضي Su-25 Frogfoot العراقية في نفس الفترة.

 

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن طائرات F-16IQs بدأت مهام الطيران القتالية فى عام 2015 ، و ليس من الواضح كم من الوقت استخدم العراقيون طائرات أنتونوف An-32 كقاذفة ، إذا كانو لا يزالون يشغلون الطائرة بهذه الطريقة ، و كم أعداد الطائرات الست 6 الإجمالية التي يمتلكونها أو لا تزال لديها القدرة على تنفيذ الضربات. وقد نشرت تقارير وسائل الاعلام الاجتماعية التابعة للقوات الجوية العراقية الرسمية صورا لما يبدو أنها طائرات An-32s مع حوامل قنابل مثبتة في الجانب في وقت سابق من هذا الشهر ، لكننا لا نعرف ما اذا كانت هذه الصور جديدة أم لا.

 

و بغض النظر عن الاحصاءات الخاصة بالعراق ، حتى اذا كانت جميع عمليات النقل قد عادت الى أنشطة أكثر تقليدية ، فإن الطائرات المقاتلة النفاثة الأحدث لدى العراق ما زالت تحاول اللّحاق بالرّكب من حيث مجموع المهام الجوية. كما يؤكد مخطط المعلومات على مدى أهمية طائرات النقل التي تم تحويلها في الحملة الجوية العراقية ، والتي لم تُنشر على نطاق واسع ، ضد تنظيم داعش.

 

 

ووفقا لتقرير مفصل قام به موقع War Is Boring في عام 2016 ، فإن تسليح طائرات An-32 العراقية تولد من الحاجة الماسة للقوات الجوية القتالية بعد أن انهار الجيش العراقي بشكل مُذهل فى وجه الارهابيين الذين تدفّقو على البلاد فى عام 2014. في ذلك الوقت ، كان أول طيار للمقاتلة F-16 في البلاد ، إلى جانب طائراتهم ، لا زالوا يتدربون في ولاية أريزونا Arizona الأمريكية. وكانت الطائرات المقاتلة الوحيدة ثابتة الجناحين المُتاحة للقيام بضربات فورية هي خليط من طائرات سو 25 القابلة للطيران من روسيا وإيران و الطائرة القتالية الهجومية الخفيفة من نوع AC-208 الأمريكية.

 

لذلك ، قررت السّلطات العراقية اللّجوء الى طائرات أنتونوف Antonov الأوكرانية ،  وهي وريث مكتب التصميم في الحقبة السوفيتية الذي يحمل نفس الإسم الذي طور طائرات آن -32 (An-32) لأول مرة ، لتسليح بعض طائرات النقل لتوسيع قدراتها القتالية والقيام بذلك بسرعة. بما أن طائرات An-32 هي مشتقة من أنتونوف An-26 ، مع شكل الهيكل متطابق تقريبا ، لم يكن اقتراح صعب بشكل خاص.

 

 

طورت شركة أنتونوف بالفعل طريقة لإرفاق أربعة 4 حوامل لتلك الطائرة القديمة ، اثنتان على كل جانب من هيكل الطائرة ، قادرة على حمل قنابل بوزن 500 باوند ، وهو تكوين ورد أنه يعود الى ما قبل الغزو السوفييتي لافغانستان. إضافة إلى ذلك ، تم تركيب نظام خاص داخل منطقة الشحن الرئيسية ممّا سمح لطاقم العمل بحمل أربع 4 قنابل بأكثر من 500 رطل من خلف الطائرة. كما أن القاذفة التى تستخدم قنبلة بصرية من نوع NKPB-7 في إحدى نافذتي المراقبة المثبتة على جانب الطائرة ستصوب الأسلحة بطريقة لا تزال بعيدة عن كيفية قيام طواقم القاذفات بذلك في الحرب العالمية الثانية. ليس من الواضح ما إذا كان العراقيون ما زالوا يستخدمون نظام الرؤية هذا.

 

و تُظهر صور أحدث للطائرات العراقية بما يبدو أنه pylon جديد وحيد طويل على جانبي الطائرة قد يكون قادرا على استيعاب عدة قنابل زنة أكبر من 500 رطل. ومن الممكن أيضا أن يكون هذا التكوين الجديد نوع من نظام المُستشعرات ، مما يُسلط الضّوء على مدى تعدد استخدامات الطائرة. كما يبدو أن الحامل يمتلك موزع كبير لاطلاق الشعلات الحرارية ، وهوي إضافة مهمة أخرى في ضوء التقارير التي تُفيد بأن تنظيم داعش قد حصل في الماضي على صواريخ أرض – جو محمولة على الكتف يتم توجيهها بالأشعة تحت الحمراء infrared-homing .

 

 

وكان سلاح الجو الهندى في الواقع اول من قام بتحويل طائراتها AN-32 لاستخدام تعديل حجرة الشحن كقاذفة وإثبات قدرتها على القصف للمرة الأولى خلال تمرين فى عام 2013 كما استخدمت أوكرانيا نسخ مشابهة من AN-26 فى بداية حملتها ضد الإنفصاليين المدعومين من روسيا فى عام 2014.

وبالطبع ، لا يعد تحويل طائرات النقل إلى قاذفات قنابل مفهوم جديد بشكل خاص ، مع تواجد أمثلة تعود الى الحرب العالمية الثانية. لطالما قدمت كوسائل منخفضة التكلفة لتحويلها بسرعة إلى طائرات مُقاتلة.

ويواصل الجيش الامريكي ، بطريقةٍ ما ، الحفاظ على قدرات مُماثلة فيما يتعلق بقنبلة GBU-43/B ، المعروفة أيضا باسم أم القنابل Mother of All Bombs أو اختصاراً MOAB. طائرات النّقل الوحيدة الخاصة للقوات الجوية الامريكية MC-130 هي الطائرة القادرة على استخدام هذا السلاح الذى يبلغ وزنه الإجمالى أكثر من 21000 رطل ، أكثر من 80 % منه متفجر. و مع ذلك ، فإن هذه الاسلحة لديها نظام توجيه بالقصور الذاتي بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي GPS.

 

وفي المقابل ، فإِنَّ مُعظم مثل هذه التحويلات الأخرى للقاذفات لطائرات النّقل التي لا تزال تُستخدم اليوم حول العالم ، مثل طائرات أنتونوف AN-32 العراقية ، تُعتبر بشكل عام وسيلة خاصة جدا لتنفيذ ضربات جوية. ولا نعرف أين و كيف استخدم العراقيون طائرات أنتونوف AN-32 المُسلّحة ، ولكن هُناك تقارير مُتزايدة حول استخدامها فى الفترة التى سبقت تحرير المُوصل فى عام 2016، الى جانب شريط فيديو رسمى يُظهر طائرات مروحية من نوع Mi-171 تُلقي قنابل غير مُوجهة من ارتفاعات عالية.

 

ومن الممكن ، و ربما من المحتمل ، أن تكون طائرات An-32 من بين العوامل التي ساهمت في وقوع خسائر بشرية كبيرة فى صفوف المدنيين اثناء حملة الموصل. وببساطة ، لم تكن وسائل النّقل المحولة قادرة على ضرب الاهداف بدقة عالية ، مما زاد من فرص حدوث اضرار جانبية بشكل عام ، خاصة اثناء المهام على منطقة حضرية مُكتظة ، حيث قام تنظيم الدولة الإسلامية داعش فى حالات كثيرة بتأسيس مواقع قريبة من المارة الأبرياء.

 

كما أن عملية القصف الأخيرة التي نفذتها القوات الجوية العراقية في سوريا ، و التي وصفها الجيش العراقي بوضوح شديد بأنها قضية دقيقة استعملت فيها قنابل مُوجهة بالليزر كما يمكن ملاحظته في شريط الفيديو أدناه ، يُمكن أن يُشير إلى أن العراق تبتعد عن تكتيكاتها غير الدَّقيقة السَّابقة. ولسُوء الحظّ ، من الصَّعب تحديد مدى قيام القُوّات الجوية العراقية بمهام باستخدام ذخائر مُوجهة بِدِقَّة.

 

احدى الغارات التي قامت بها المقاتلات العراقية من طراز F-16 في سوريا. كما يظهر الفيديو التأثير الكبير للقنبلة المُوجهة بالليزر من نوع GBU-12

احدى الغارات التي قامت بها المقاتلات العراقية من طراز F-16 في سوريا. كما يظهر الفيديو التأثير الكبير للقنبلة المُوجهة بالليزر من نوع GBU-12 .

Posted by ‎Arabic Defense الدفاع العربي‎ on Thursday, April 19, 2018

 

و لكن مع طائراتها F-16IQs و Su-25s و L-159s و طائرة التدريب والهجوم الخفيف من نوع T-50 Golden Eagle المصنوعة من قبل كوريا الجنوبية ، اصبح لدى العراق خيارات افضل بكثير عندما يتعلق الامر بتنفيذ الضربات الجوية و يبدو أنه نقل طائراته من نوع AC-208 إلى مهام الإستخبارات و المراقبة و الإستطلاع. و على الرّغم من أنّ الأفعى Vipers هي الطائرة الوحيدة التي يمكن أن تستخدم ذخائر مُوجهة بدقة عالية ، فإن Frogfoots و ALCAs و Golden Eagles من شبه المُؤكد أنّها يمكنها أن تُطلق أسلحة غير مُوجهة بأكثر دقة مقارنة بطائرات النقل المُحوّلة.

 

يمكن لـ An-32s أن تجد بعض الاستخدام ضد المخيمات أو المجمعات النائية ، حيث قد لا تكون الدقة بنفس أهمية حجم النار وحيث يقل القلق بشأن التسبب في سقوط ضحايا من المدنيين. مع تنظيم داعش ، الذي لا يزال يشكل تهديدًا في العراق وسوريا ، سيظل من شبه المؤكد أن القوة الجوية ستكون جزءًا مهمًا من التأكد من عدم قدرة الإرهابيين على إعادة فرض أنفسهم من جديد.

 

وفي وقت سابق من أبريل 2018 ، أصدر داعش أول بيان من المتحدث الرسمي باسم أبو حسن المهاجر ، في 10 أشهر ، والذي دعا بشكل خاص إلى زيادة الهجمات على العرب الآخرين ، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية ومصر وإيران وفلسطين ، بالإضافة إلى الحفاظ على القتال ضد كل من الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة.

 

وفي الوقت نفسه ، سيكون من المُهم التأكّد من أنّ أي ضربات جوية لا تضر أكثر مما تُفيد. حيث يمكن التلاعب بالقنابل الضالة بسهولة في الدعاية المعادية.

 

كما يبدو أن طائرات An-32 المُسلّحة قد وفرت قُوة جوية قتالية فورية لدعم القوات الجوية العراقية ، و لكن مع وجود العديد من بدائل أُخرى مُتاحة أفضل ، من المرجح أن تجد الطائرات نفسها تحلق بمزيد من المهام التقليدية التي تنقل الركاب والبضائع. هناك دائما احتمال أن العراق قد يعيد تشكيلها مرة أخرى للقيام بأدوار جديدة أيضا.

 

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

البحرية الجزائرية تتعزز بسفن دورية المشروع 22160 المزودة بصواريخ CLUB-N

وزير الخارجية السعودي: النظام القطري سيسقط بدون دعم أمريكي