in

أردوغان يتعهد بحماية حدود بلاده ضد الإرهاب حتى لو لم يدعمه أحد.. لمن هذه الرسالة وما الذي سيقدم عليه الرئيس التركي؟

الانفراج تارة أو التصعيد والتعقيد تارة أخرى حالات باتت تكتنف العلاقات المتقلبة بين الولايات المتحدة وتركيا منذ أمد ليس ببعيد.

 

لم تمض على قرار البلدين بأنهاء أزمة التأشيرات بينهما 24 ساعة حتى أطلق الرئيس أردوغان وابلا من الانتقادات اللاذعة لواشنطن وصلا حد اتهامها بالنفاق السياسي ووصفها بانها من تفعل غير ما تقول.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “سئمنا من النفاق الموجه لنا، نطلب منهم أن يكونوا صادقين معنا. قيل لي شخصيا إنه لن يتم تسليح المنظمات في المنطقة لكن منذ ذلك اليوم تم تسليح المنظمة الإرهابية بما يزيد عن 4000 شاحنة محملة بالأسلحة والناقلات والمدرعات، تم توزيع هذه الأسلحة على المنظمة الإرهابية على طول الحدود مع سوريا”.

 

الراصدون للتوتر بين أنقرة وواشنطن يرجعون أسباب الخلاف إلى أمرين، حيث تزعم أنقرة أن الولايات المتحدة والغرب يدعمان بكل الوسائل ما يسمى بوحدات حماية الشعب الكردية المقاتلة في سوريا وهذا لا تنكره واشنطن. قوات تعتبرها تركيا تهديدا حقيقيا لسلامة أراضيها بدعوى أنها تسعى لإنشاء كيان مستقل للأكراد الأمر الذي قد يشجع أبناء جلدتهم الموجودين في تركيا على القيام بأمر مماثل، إضافة إلى أتركيا تقول إنها تمتلك الدلائل على أنه هذه القوات ما هي إلا جزء من حزب العمال الكردستاني المسلح العدو الداخلي الأخطر على الأتراك.

 

المشكلة الثانية هي أن الولايات المتحدة تحتضن فتح الله غولن المتهم الأول في محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016 والذي ترفض تسليمه لتركيا حتى الآن.

 

هذا الجفاء الدبلوماسي مع أمريكا والغرب دفع أنقرة فيما يبدو إلى إعادة النظر في تحالفاتها الدبلوماسية على نحو جعلها تقترب أكثر فأكثر من روسيا وهو التوجه الذي أنهى ما كان يشوب العلاقات بين أنقرة و موسكو من توتر طوته تفاهمات حول الأزمة السورية تجسدت بين ثنايا مفاوضات أستانا وتعززت بتوقيع البلدين اتفاقيه لشراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 .

 

كيف يمكن للخلاف أن ينتهي ؟ تجيب أنقرة بأن طلب تسليم فتح الله غولن والمتورطين في محاولة الانقلاب الموجودين في أمريكا لا مفر منه والأمر كذلك فيما يخص انهاء دعم الوحدات الكردية.

 

تجدد تركيا لغة التصعيد ضد هذه الوحدات المدعومة أمريكيا إذ قالت إن هذا الدعم لا يعصمها من غضب الأتراك الذين كانوا وما زالوا يردون على التهديدات القادمة من الجانب الآخر من الحدود باستخدام المدفعية فقط على الأقل حتى الآن، لكنهم ماضون فيما وصفوه بتنظيف ما تسيطر عليه تلك الوحدات في أي لحظة و دون أي انظار .

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أول مصنع قطري للمعدات العسكرية بدعم تركي

الكنديون يتوقعون تجمد شلالات نياغارا الشهيرة في حلول كانون الأول