in

سوريا: اعتراض الصواريخ الإسرائيلية يؤكد وجود فقاعة دفاع جوي

كانت القيادة العسكرية السورية أعلنت أمس السبت أن صاروخين أرض-أرض إسرائيليين على الأقل تم اعتراضهما وتدميرهما قبل اصابتهما موقع رادار نظام دفاع جوي الذي يحمي دمشق.

 

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الدفاع الجوي السوري اعترض ودمر صاروخين إسرائيليين استهدفا “موقعا عسكريا” قرب دمشق.

 

ووفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، ” أطلق العدو الإسرائيلي يوم الجمعة 1 ديسمبر في العاشرة والنصف بتوقيت غرينتش عدة صواريخ أرض – أرض  على موقع عسكري في محافظة دمشق” قبل أن تواصل قولها “الدفاعات الجوية السورية كانت قادرة على التعامل مع العدوان “وللإشارة فقك إلى أن هذه هي النقطة الأكثر إثارة للاهتمام حيث تم تدمير صاروخين للعدو .

 

وليس من المعروف ما إذا كانت صواريخ ديليلا Delilah GL، هي أحد أنواع صواريخ الكروز التي أطلقت تجاه المنشأة البرية، هذا الصاروخ غاية في الدقة وقادر على الوصول إلى مدى تشغيلي يصل إلى نحو 250 كيلو مترا أو من نسخة آخرى متكاملة متطورة أو من الصاروخ البالستي القديم Jericho I ( دو مدى 500 كلم) وهو غير دقيق لكن يمكن أن يحمل رأس حربي كبير (يصل إلى 400 كجم).

 

وأكد موقع إعلامي قريب من التوار السوريين الهجوم، مضيفا أن انفجارات قوية سمعت جنوب غرب دمشق مساء الجمعة إلى السبت 1 ديسمبر 2017.  مرصد حقوق الإنسان السوري المشهور والذي لا يقل إثارة للجدل ، (وهو فرع من أجهزة المخابرات البريطانية حسب كاتب المقال الأصلي)، من جانبه، أوضح أن مستودع أسلحة واحد على الأقل قد تعرض لصاروخ ولكن دون تأكيد هذه المعلومات أو توفير عناصر من المرجح أن تحدد ما إذا كان الموقع المتضرر ينتمي إلى الجيش السوري أو حزب الله.

 

كما أن إسرائيل هي بحكم الأمر الواقع أحد المتحاربين المباشرين في الحرب في سوريا، على الرغم من أن تل أبيب تنكر أي مشاركة صريحة في مسار الصراع من خلال تكرار بصوت عال أنها حرب أهلية داخلية تؤثر على بلد هي من الناحية الفنية في حالة حرب منذ عام 1973.

 

هذا الهجوم الإسرائيلي الجديد باستخدام صواريخ أرض-أرض مثير للإهتمام بأكثر من طريقة، حيث أنه يؤكد جزئيا ارتفاع قوة الدفاعات الجوية السورية وحلفائها، وتوفر نظام الكشف و الإعتراض ضد الصواريخ البالستية جد فعال بما فيه الكفاية لخلق تأثير رادع، وأخيرا، استحالة شن غارات جوية على المواقع العسكرية السورية دون استجابة مضمونة. وهذا يتناقض مع التقاليد الإستراتيجية في الشرق الأوسط حيث كانت إسرائيل تتحكم في كل الأجواء للقيام بغارات جوية في لبنان وسوريا والعراق إلى ليبيا دون مواجهة أي رد أو مقاومة.

 

يجب أن نذكر أن الإسرائيليين لم يترددوا في الضرب بشكل كبير عندما يكونون على يقين من أن الجانب المعارض ليس لديه دفاع.

 

البصمة الروسية ليست بعيدة جدا.

 

في الواقع، فإن الحرب في سوريا تعيد التعريف من جديد بقوى مع التأكيد الفعال لوجود فقاعة دفاع مضادة للطائرات المقاتلة والصواريخ البالستية، حتى أجهزة الحرب الإلكترونية التي يستخدمها الإسرائيليون لا يمكنها أن تخترق من دون ترك آثار. الكابوس المطلق لتل أبيب والمجمع العسكري الصناعي الأمريكي الذي يدعمها ربما سيكونون شاهدين على إسقاط “علني” للطائرة المقاتلة من طراز F-35 فوق سوريا بواسطة أنظمة الـ سام SAM الإيرانية أو الكورية الشمالية .

 

هذه هي نهاية الحرب التي قدمت باعتبارها ثورة داخلية بسيطة في سوريا: ثورة جيوستراتيجية حقيقية تؤثر على التوازن الاستراتيجي بأكمله من كوكب الأرض!

 

المصدر: strategika51

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مصر أول دولة تقوم بتشغيل الطائرات من دون طيار من طراز CH-5

تركيا ستتسلم منظومة إس-400 في 2020