in

الحرب الجوية في إقليم كارباخ: النسور أم الذئاب من أسقطو السو 25 ؟

كتب الباحث النمساوي @ Tom cooper والمعروف صلاته المالية بإسرائيل على صفحته الرسميه بأن إسقاط السو 25 تم بواسطة الميج 29 الاذبرجانية وليس الإف 16 التركية وقد تناقل منه الكثيرين لنفي اتهام سلاح الجو التركي بإسقاطها.

 

فما صحة مزاعم الباحث النمساوي ؟

 

في الحقيقة افتقر الباحث النمساوي الى الخبرة العملياتية واعتمد فقط على المعلومات المكتوبة فقط وفي ذلك خطأ عظيم.

 

الإجابة: لنتعرف على بعض الحقائق.

 

– سلاح الجو الاذبريجاني يمتلك سربا واحدا ١٢ مقاتله ميج 29 s مستعمله من سلاح الجو الاوكراني و لا يمتلك الازيريين صواريخ r77 ولكن فقط r27 r/t حيث أنها ظهرت فعلا في تدريبات قتالية.

 

– تتدرب القوات الجوية التركية والاذيرية سنويًا في تدريبات تعرف باسم turaz في أذربيجان وقد تمت هذه التدريبات كما هو مخطط لها في شهر يوليو 2020 وقد أرسلت تركيا طائرات الإف 16 من سربين، الأول السرب المشهور جدا في سلاح الجو التركي (151) وهو أفضل سرب تركي متخصص في مهمات إحباط الدفاع الجوي sead مستخدما الإف 16 بلوك 50 المطورة، وأيضا السرب (162) وهو سرب بحري مخصص للعمليات البحريه مستخدما للإف 16 بلوك 40 المطورة.

 

– يستخدم سلاح الجو الأرميني طائرات السو 25 من النسخة k وهي نسخة قديمة جدًا من السوخوي باعتبارها النسخة الاولية من قاذفة الاسناد الأرضي ولا تحتوي أي معدات تنبيه أو دفاعية ضد الصواريخ الجو جو فهي تعتمد في الأساس على الوعي الادراكي للطيار أو غرفة القيادة والردارات الأرضية التي تستطيع أن تساعد هذا الطيار للانسحاب في الوقت المناسب وهو أمر لن يكون مجدي بأي حال إذا ما قامت الطائرات المعادية بعزل طيار السو وقطع روابط الاتصال مع قادته في الأسفل.

 

– وقد كان سلاح الجو الأرميني قد اتفق مع الروس علي تطوير اسطول السو ٢٥ لاعلي معيار المزود باجهزه التنشين الجديده والمنظومات الدفاعيه وحواضن التشويش وامكانيه اطلاق ذخائر موجهة

 

وبالعوده الى إجابة السؤال هل الميج الأذيرية هي من أسقطت السو 25 الارمينية ؟ لتأكيد الإجابة قمنا بالاستعانه بأحد نسور الميج 29 العرب وهو مدرب على هذا الطراز.

 

والاجابة: لا. والسبب هو المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع بأن السو 25 تم إسقاطها من قبل مقاتلة أطلقت صواريخها من مسافة تزيد عن 60 كم أو 65 كم تقريبًا من ارتفاع 8200 متر وهي بارومترات إطلاق لا تتناسب بأي حال مع ردار الميج 29 الأذيرية أو حتى صاروخ الـ r27 أو حتى صاروخ الـ r77.

 

فهذا الطراز من الميج يستطيع اكتشاف هدف مثل السو ٢٥ حتى 100 كم في افضل الظروف والقبض الرداري حتي 60 كم فقط والإطلاق للصواريخ حتى 50 كم فقط كأبعد وأقل نسبة إصابة للهدف وذلك في حالة التواجه مع الهدف face to face وأن تم إطلاق الصاروخ من مسافة أبعد من 60 كم سينفجر بنفسه ويخطئ هدفه.

 

وفي حالة إذا ما استخدمت الميج 29 الأذيريه الـ r77 ؟

في التقرير الصيني المعلن في 2019 من قبل أعظم طيار سو صيني عن جودة صواريخ الـ r77 الروسية في التدريبات ضد سلاح الجو التايلاندي فإن هذا النوع من الصواريخ تقل جدا جدا قدرته على إصابة الأهداف أبعد من 50 كم وتصل إلى 0%.

 

ولكن الأجدر بهذا الإسقاط والأقدر هي الإف 16 بلوك 50 المطورة بردار an/apg 68 v9 وبواسطة صواريخ الـ aim 120 c7 تستطيع أن تصيب هدف يناور بقوه بمدى أبعد من 50 كم بدقة اصابة تصل الى 24 % وتزيد الدقة بإطلاق صاروخين أو أكثر.

 

اذا الان ما هي خيارات سلاح الجو الارميني ؟

 

في الحقيقه سلاح الجو الأرميني في وضع لا يحسد عليه بسبب حرية طائرات بدون طيار الإسرائيلية والتركية التي يستخدمها سلاح الجو الأذرري بأنواعها الانتحاري أو الهجومي او الاستطلاعي والتي تقوم باستنزاف القوات البرية الارمينية والدفاع الجوي وحتي الإس 300 الذي يجب أن تتوافر له الحماية من المنظومات القصيرة المتطورة ومراكز ومنظومات الإعاقة الاليكترونية ولا يمتلكهم الارمن.

 

لذلك فيجب إقصاء هذه الطائرات وإخراجها من المعركة عن طريق إما مهاجمة غرف التحكم والمطار العاملة فيه عن طريق الصواريخ أرض أرض أو القيام بهجمات جوية جريئة جدا عليها (وقد نفذ الصرب مثل هذه الهجمات في حرب كوسفو ونجحت) أو الاستخدام الحكيم للأربع طائرات سو 30 أس أم عن طريق الخروج بصورة مفردة او ثنائية لتكون في حضن ردارات الدفاع الجوي لتستفيد من التغطية الارضية وتقوم بالتصويب إسقاط مثل هذه الطائرات بدون طيار مع التمسك بعدم الاقتراب للحدود حتي لا تقرب مسافه اطلاق الطائرات التركيه من طراز اف 16 فتستطيع السوخوي 30 أن تنتبه للمقاتلات التركية وتنسحب بدون خسائر وتمتلك السو 30 التجهيز الدفاعي اللازم لمقاومة الاف 16 ولكن الكثافة العددية ليست في صالح الارمن في النهاية.

 

د/مينا عادل

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

الجزائر قد تصبح أول مشتر لطائرات سو-57 الشبح الروسية

أرمينيا تلجأ إلى تكتيك عسكري من الحرب العالمية الثانية لخداع سلاح الجو الأذربيجاني