in

مصر تفرض سيطرتها من جديد على إفريقيا

تقوم الآن مصر بتنفيذ وبناء أكبر مشروع في العالم لتوليد الطاقة الكهرومائية في دولة الكونغو و المشروع هو “سد إنجا” متعدد الفوائد لمصر.

 

يقع سد إنجا في القسم الغربي من جمهورية الكونغو، على أضخم منحدرات مائية في العالم، حيث يستخدم هذا السد لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال الاستفادة من تدفق مياه نهر الكونغو الذي تبلغ درجة إنحداره 96 متر، بمعدل تدفق يساوي 42,476 m³/s.

 

وتبلغ تكلفة إنشاء مشروع سد “إنجا” ما يقرب من 14 مليار دولار، حيث بدأت الحكومة الكونغولية الإسراع في بدء العمل من خلال إنشاء السد الجديد عبر قنوات نهر الكونغو الواسع في شلالات إنجا، ويتضمن المشروع بناء سد ضخم ومحطة لتوليد الكهرباء بقدرة إنتاجية 4800 ميجاوات.

 

وتتكلف المراحل اللاحقة أو “جراند إنجا”، 100 مليار دولار، ويهدف المشروع الذي تم تأجيله طويلا لتوفير 40% من الطاقة الكهربائية لأفريقيا.

 

ومن المتوقع أن يعمل السد المقرر البدء في بناءه خلال أشهر قليلة، على توليد كهرباء بحجم 40 ألف ميجاوات، أي ما يعادل الطاقة المتولدة عن 20 محطة طاقة نووية كبرى.

 

وفى 15 يونيو من العام الماضي، أعلن فيليكس تشيسكيدي الرئيس الجديد لجمهورية الكونغو الديمقراطية، عن رغبته في بناء خمسة سدود جديدة لتخزين المياه على روافد نهر الكونغو؛ لإنتاج نحو 44 ألف ميجاوات من الكهرباء أي ما يعادل إنتاج 40 مفاعلا نوويا.

 

ولخص تشيسكيدي، في تصريحات له، أن لديه استراتيجية جديدة لإنتاج الطاقة خلال السنوات والعقود المقبلة أيضا بقوله: “ما زالت المياه والكهرباء معركة يتعين الفوز بها بكل الوسائل المتاحة”.

 

وأعرب عن اعتقاده أنه إذا تطور العمل في مشروع إنجا الكبير بجميع مراحله، وحتى المرحلة الثامنة، فسيمكن ذلك من توليد 44000 ميجاوات” من الكهرباء، وهو ما يعادل أكثر من ضعف إنتاج سد “الممرات الثلاثة” في الصين أو 40 مفاعلا نوويا.

 

المشروع يمثل خطوة كبيرة فى مشوار الربط الكهربي المصري مع قارتي أفريقيا وأوروبا سعيًا للتحول لمركز إقليمي للطاقة، من خلال تصدير الفائض من هذه الطاقة النظيفة إلى أوروبا عبر قبرص.

 

ووقعت مصر اتفاقًا مع شركة قبرصية قبل شهور معدودة، لمد كابلات بطول 310 كيلومتر تحت مياه المتوسط، بلغت قيمة هذا الاتفاق بين مصر وشركة «يوروأفريكا» التي مقرها نيقوسيا نحو 2 مليار يورو، ومن المتوقع أن يستغرق إنشاء المشروع نحو 36 شهرًا منذ بدء البناء، ومن المخطط أن ينقل في المرحلة الأولى مغذي الربط المشترك ألف ميجاوات، يمكن زيادتها إلى ألفين في مرحلة لاحقة.

 

وبجانب المكاسب الاقتصادية هناك مكاسب أخرى وهو الشيء الاهم ترحيب دولة الكونغو بمشروع ربط نهر الكونغو بروافد نهر النيل فى جنوب السودان لزيادة حصة مصر من المياه، بعد موقف مصر في الدخول بديلا للصين و اسرائيل واللتان كانتا قد اتفقتا من قبل على تنفيذ هذا المشروع، حيث كانت إسرائيل تعمل على عزل مصر عن بلدان القارة و كشفت التقارير ان قطر كانت ستشارك من الباطن مع إسرائيل والصين فى سد إنجا مثلما فعلت تمامًا فى سد النهضة بأثيوبيا، مؤكدًا أن كل تلك المخططات نسفت تمامًا نتيجة الجهود التى تقوم بها الجهات المصرية المسئولة عن هذا الملف.

 

ولم تكتفي مصر بالمشاركة في سد أنجا فقط بل قامت بتطوير سد إنجا القديم وإقامة محطتى طاقة شمسية في كنشاسا، وتنسق مع الكونغو في عدة مشروعات تنموية فالبطبع كانت النتيجة هي ان رحب مسئوليين دولة الكونغو الديمقراطية بمشروع ربط النهرين، لما فيه من عوائد اقتصادية لا تحصى للدول الأربع المشاركة فيه، وهى مصر والسودان وجنوب السودان والكونغو، وأهمها توليد طاقة كهربائية تكفى أكثر من ثلثى احتياجات قارة أفريقيا.

 

كما تعمل مصر في الوقت الراهن على مشروعات للتنمية في بلدان أفريقيا وعلى رأسها الكونغو الديمقراطية، بحيث تعطى نموذجًا مغايرًا لما تفعله الشركات الغربية والإسرائيلية والتي تأتي لاستغلال موارد القارة دون إقامة أية مشروعات تنموية.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

لماذا تُعتبر رادارات AESA أكثر كفاءة من رادارات PESA

نظام الدفاع الجوي المصري الصاروخي بعيد المدى S-300VM أنتاي 2500