نور الدين
قال الباحث والمحلل العسكري المصري محمد الكناني أن مُخرجات مؤتمر القمة المصغر حول سد النهضة عبر الفيديو كونفرانس بالأمس بين مصر وإثيوبيا والسودان بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي، وبرئاسة من جنوب إفريقيا وبحضور من كينيا ومالي والكونغو الديمقراطية، برهنت على كفاءة وفاعلية القدرة الدبلوماسية والنفوذ والثقل المصري الإقليمي (من خلال الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية) والدولي (من خلال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والبنك الدولي) المؤثرين للغاية.
مصر تتحدى الولايات المتحدة للحصول على واحدة من أقوى الأسلحة الروسية
وأصاف الباحث: “امّا ما قدمته أثيوبيا من تعهد بعدم ملء خزان السد قبل بلورة الاتفاق القانوني النهائي، وذلك على لسان رئيس وزرائها شخصيًا بعد مؤتمر الأمس، ثم إصدارها بيانًا عبر رئاسة وزرائها يفيد بملء خزان السد خلال أسبوعين، و بما يخالف هكذا تعهد، ما هو إلاّ دلالة على تخبّط و ضعف هائلين و غياب لإرادة سياسية حقيقية في إيجاد حل نهائي، بل و يبرهن أيضًا على ما ذكرناه سابقا من تعرض الإدارة الإثيوبية لضغوط شعبية و مشاكل داخلية جمة، أو وجود طرف إقليمي ضاغط، مما يدفعها دفعا للإتيان بهكذا أفعال غير مسؤولة و الخروج بتصريحات شعبوية لا تصلح إلا للاستهلاك الإعلامي”.
وشدد قائلاً: “أثق كل الثقة في المسلك المصري الدبلوماسي الذي كان ولا زال وسيظل كاشفاً للفارق الهائل بين دولة تملك قرارها وتملك عناصر قوة شاملة حقيقية مؤثرة في محيطيها الإقليمي والدولي وفاعلة في تعزيز دوائر أمنها القومي وبين دولة لا تملك إدارتها إلا خطاب شعبوي يخفي ارتباكاً وتخبطاً هائلين، مُنبثقين عن غياب كامل لإرادتها السياسية ولعناصر قوتها الشاملة. وأكاد أجزم بأني أرى كلمة النهاية تلوح في الأفق مضيئة من قلب القاهرة”.
