in

قرع طبول الحرب بين مصر وإثيوبيا افتراضيًا

إثيوبيا: “بلدنا …. ستواصل حمايته (سد النهضة) بكل قوة ردع ضرورية”.

 

كانت تصريحات المسؤولين في مصر حول فشل المحادثات الثلاثية مع إثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة مصحوبة بأصوات تدعو إلى مواجهة عسكرية.

 

واستبعدت القاهرة على الصعيد السياسي ، ان تسفر المفاوضات الجارية عن أي نتيجة ، وعزت السبب إلى “التعنت الإثيوبي”.

 

وبدأت على وسائل التواصل الاجتماعي طبول الحرب ، حيث طالب مغردون مصريون على موقع تويتر بضربة عسكرية من أجل إسكات إثيوبيا وحماية الأمن المائي في مصر.

 

و على الجانب الاخر ، رد الاثيوبيون عبر التهديد بحرب لا هوادة فيها إذا منعت القاهرة بلادهم من تشغيل السد.

 

يعد مشروع سد النهضة الضخم على النيل الأزرق ، الذى اطلقته إثيوبيا في عام 2011 ، مصدرًا للتوتر الإقليمي ، خاصة مع مصر ، والتى يوفر لها النيل 90% من احتياجاتها المائية ، و التى تعاني بالفعل من ندرة المياه حتى قبل ملء السد.

 

مع اقتراب الموعد الذى حددته اثيوبيا لبدء ملء بحيرة سد النهضة الشهر المُقبل ، بدأ بعض المؤثرين على الشبكات الاجتماعية يتحدثون عن الخيار العسكري.

 

واسترجع بعض المغردين المصريين تصريحات تاريخيه لمسؤولين سابقين تفيد بأن الخيار العسكرى قد يُلجأ إليه فى حالة الاضرار بحصه مصر من المياه.

 

سيحرم السد مصر من 20 مليار متر مكعب من حصتهم الحالية البالغة 55 مليار متر مكعب خلال سنوات ملء السد المتنازع عليها بين مصر و إثيوبيا.

 

وبحسب وزير الموارد المائية والري السابق د. محمد نصر الدين علام ، فإن سد النهضة سيؤدي إلى “تبوير حوالي 4 ملايين فدان من الاراضى الزراعية و تفريغ مياه السد العالى ، الذي سينتج عنه توقف التوربينات التي تولد الكهرباء ، وسيؤدي أيضاً إلى تدهور مزارع الأسماك”.

 

مصريون يهددون إثيوبيا

 

قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في تغريدة على تويتر إن “الشعب المصري لن يسمح لأي دولة بتجويعه ، وإذا لم تتوصل إثيوبيا إلى اتفاق معنا ، فإننا سنكون أول من يدعو للحرب”.

 

قام المصريون بنشر هاشتاج #سد_النهضة ، مع صور الجيش المصري ومعداته وطائراته ، مطالبين بتنفيذ تهديد عسكري ضد سد النهضة.

 

أعاد مدير وعضو مجلس النواب المصري خالد يوسف نشر مقطع فيديو للقائد العام السابق المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة يهدد فيه باستخدام القوة للحفاظ على حق مصر في مياه النيل.

 

قال أبو غزالة في الفيديو: “إن العمل في هذه المناطق ليس موجها ضد مصر ، وإذا كان موجها ضد مصر فيجب أن نواجهه. يجب أن نسعى لاستخدام كل القوى الشاملة لمنع تنفيذ مشروعات في بعض دول حوض النيل تهدف إلى تقليص حصة مصر من مياه النيل.

 

قال عادل غالي: “إن نقص تدفق مياه النيل إلى مصر يعني أنه لا حياة ولا وجود لإثيوبيا كذلك. احذر من غضب الشعب المصري ، وإذا كانت إثيوبيا مستعدة للحرب من أجل الاستثمار في السد ، سنكون أكثر استعدادًا للقتال من أجل حياتنا”.

 

رد الإثيوبيين

 

من ناحية أخرى ، لم يجلس المغردون الإثيوبيون مكتوفي الأيدي ، حيث استخدم البعض منهم الوسم العربي “#سد_النهضة” بالإضافة إلى #itsmydam للرد على المصريين.

 

وقال الناشط الاثيوبي محمد العروسى: “إن بلادنا التي تمكنت بفضل الله تعالى من مواصلة بناء سد النهضة في ظل جائحة كورونا ، ستواصل حمايته بكل قوة ردع ضرورية”.

 

وقال رئيس الأركان الإثيوبي ، الفريق آدم محمد ، في 12 مارس / آذار بعد تأجيل المفاوضات أن جيش بلاده على استعداد لمواجهة أي هجوم عسكري يستهدف السد والرد على مصدر الهجمات بالطريقة نفسها ، خلال زيارته إلى السد بمرافقه قادة الجيش الإثيوبي.

 

وقال الناشط الاثيوبي يونس العرامى أن جميع الأجناس والأعراق في إثيوبيا تقف معًا من أجل قضية واحدة هي سد النهضة.

 

سيبدأ السد الذي تبلغ قيمته 4.2 مليار دولار (3.8 مليار يورو) في توليد الطاقة الكهربائية في أواخر عام 2020 وسيصل إلى أقصى طاقته التشغيلية بحلول عام 2022.

 

ومن ثم سيكون اكبر محطة للطاقة المائية فى إفريقيا بطاقة 6000 ميجاوات.

 

نشر الإثيوبيون صورة لرئيس الوزراء الإثيوبى أبي أحمد بزي عسكرى ، مُرددين خطابه فى البرلمان قبل عدة اشهر بانه لا يمكن لاحد منع اثيوبيا من بناء السد و عدم البدء فى ملئه.

 

لم يستبعد هاني رسلان رئيس وحدة السودان و حوض النيل بمركز الاهرام امكانية لجوء مصر الى السلاح فى حالة سد النهضة.

 

و قال رسلان فى تصريح بأن مصر اكدت انها ستستخدم كل الوسائل للدفاع عن حقوقها فى مياه النيل بما فى ذلك الحل العسكرى ، وأشار الى ان موقف القاهرة الرسمى لا يستبعد الحل العسكرى.

 

وأكد الدكتور أيمن شبانة مدير مركز البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة ان ملء اديس ابابا للسد بمثابة اعلان الحرب على مصر لأنه يهدد حياة المصريين.

 

وقال شبانة: “ستكون جميع البدائل مفتوحة لمصر ، من البدائل السلمية الى البدائل القسرية الاكراهية”.

 

أعرب وزير الخارجيه المصرى سامح شكرى يوم الاثنين عن عدم تفاؤله بشأن نتائج المحادثات الثلاثية الجارية مع اثيوبيا و السودان بسبب ما وصفه بـ”التعنت الإثيوبي” ، مشيراً الى ان بلاده تدرس اللجوء الى خيارات اخرى.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كوريا الشمالية تفجر مكتب الاتصال الكوري الجنوبي في استفزاز خطير

تركيا وضعت خططا لغزو اليونان وأرمينيا – وثائق سرية