احتفلت وسائل الإعلام التركية فى الذكرى الـ104 لمعركة “جناق قلعة” (حملة جاليبولي أو حملة الدردنيل) بأحد أبطال تركيا ، و هو “الأون باشي سعيد علي” الذى كان له دور رئيسي في انتصار الدولة العثمانية فى ذلك الوقت.
وكان كوجا سعيد أو سعيد على ، برتبة أون باشي بالدولة العثمانية ، و هى تساوى رتبة عريف فى الوقت الحالى ، و فى 18 مارس / آذار 1915 ، حاولت مجموعة من السفن البريطانية اقتحام مدينة “جناق قلعة” المطلة على مضيق الدردنيل.
الأون باشى كان حينها مسؤولا عن الثكنة المجيدية ، و خلال دخول السفن كان سعيد يقف وحيدا بين رفاقه الذين سقطو تحت قصف المُدمرة البريطانية “اليزابيث” التى كانت واقفة فى مضيق جناق قلعة.
وكان سعيد وحيدا فى مربض المدفع العملاق ، و أمام عينيه السفينة الضخمة ، و وجد آخر قذيفة بحالة جيدة ، غير أن الرافعة التى ترفعها لفوهة المدفع كانت معطلة، ولم تعد تعمل ، و لايوجد احد يساعده على رفعها ، فهى تزن حوالي 275 كيلو غرام.
واستجمع سعيد قواه و صرخ يا الله ، و قام بوضعها على ظهره و صعد بها السلم حتى ثبتها داخل المدفع، وصوب نحو تاج الاسطول البريطانى اليزابيث و أطلق، فانشطرت لنصفين ما اضطر الانجليز للانسحاب ، وفقا لما تؤكد الرواية التركية التى يرويها الكاتب التركى محمد جانبكلي عبر حسابه فى تويتر.
(من اعظم المواقف الإسطوريه في معركة جناق قلعه)
الاون باشي:"سيد علي"
وجد نفسه وحيدا بين رفاقه الذين سقطوا تحت قصف المدمرة البريطانية اليزابيت الواقفة في مضيق جنق قلعة وكان وحيدا في مربط المدفع العملاقوامام عينه المدمرة الهائلة،وجد اخر قذيفة بحالة جيدة#CanakkaleRuhumuzdur pic.twitter.com/93liThwGsT
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) March 18, 2019
ولد الجندى سعيد على فى منطقة بالك أسير عام 1889 ، و التحق بالجيش العثمانى عام 1909 ، و أدى خدمته العسكرية فى جناق قلعة في الغرب التركي.
وقد كرم الاتراك سعيد على ببناء تمثال له قرب الثكنة المجيدية و هو يحمل القذيفة، وفق ما ذكرته الصحيفة التركية “صباح”.
أردوغان: إسطنبول لن تعود القسطنطينية مجددا
وأكد الرئيس التركى رجب طيب اردوغان ، بأن الامة التركية باقية فى اسطنبول، و لن يتمكن أحد من إعادة هذه المدينة الى القسطنطينية مجددا.
وقال أردوغان، يوم الإثنين 18 مارس فى كلمة القاها خلال مشاركته باحتفالات الذكرى السنوية الـ104 لانتصار الدولة العثمانية في معركة جناق قلعة فى عام 1915 ، و يوم الشهداء ، ” سنبقى هنا الى يوم القيامه ، و لن تجعلو من اسطنبول قسطنطينية.”
و لفت الرئيس التركى الى التاريخ المجيد الذي سطرته الامة التركية فى جناق قلعة ، وأشاد بالدور القيادى لباني تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك ، وأضاف: “كتبنا تاريخنا بكرامة و شرف ، و سنسطر اسمنا فى منبج و شرق الفرات و سنكتب اسمنا فى التاريخ بوقوفنا مع اخواننا فى فلسطين، و ضد ماتتعرض له حرمة القدس.”
و أشار الى أنهم مستعدون لتسطير تاريخ جديد ضد الايادي التى تمتد للابرياء فى العالم و ضد المسلمين و الاتراك.”
يذكر أن تركيا تحتفل فى 18 مارس من كل عام بالذكرى السنوية لانتصار الدولة العثمانية فى جناق قلعة في العام 1915، ضد الحلفاء ، حيث حاولت القوات البريطانية و الفرنسية والنيوزلندية والأسترالية السيطرة على اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية ، و باءت تلك المحاولة بالفشل.
وكان الهدف المعلن من الحرب التي شنتها قوات الحلفاء في معركة جناق قلعه ضد الدولة العثمانية هو احتلال إسطنبول لاعادتها إلى القسطنطينية. ولازال ذلك الحلم قائما حتى اليوم. اليونان حتى يومنا هذا تصر على استخدام اسم “القسطنطينية” وترفض اسم “إسطنبول” . ولازال الأرثوذوكس إلى اليوم يحلمون بمقر الكنيسة الشرقية في آياصوفيا.
و كانت المعـركـة التى وقعت بمنطقة غاليبولي فى جناق قلعة ، بمثابة تحول لصالح الاتراك حيث انتصرو فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الاولى.