ذكرت وكالة أبحاث الدفاع السويدية ، FOI ، في تقريرها الأخير أن مدى نظام الدفاع الجوي الروسي “إس-400 تريومف” وقدرته على مواجهة التدابير المضادة مبالغ فيه.
وفقا للتقرير ، الذي سمته “تبديد الأوهام؟ قدرات روسيا في منع الولوج/المنطقة المحرّمة (A2/AD) في منطقة بحر البلطيق” ، والذي نشر يوم أمس الاثنين ، قالت وكالة FOI أن المدى الفعلي للنظام الروسي المضاد للطائرات إس-400 ، والذي يتم الترويج له على أنه يمتد لمسافة 400 كيلو متر ، هو في الواقع بين 150 و200 كيلو متر ، حسبما ذكر التقرير.
A2/AD هي كلمة عسكرية رنّانة تشير إلى القدرة على ردع ، عن بعد ، نشر أصول العدو في منطقة جغرافية.
ووفق التقرير: “يُزعم أن نظام الدفاع الجوي إس-400 لديه مدى يبلغ 400 كيلو متر ، لكن خبراء وكالة FOI التقنيين يقدرون أن المدى الفعال ضد الأهداف المناورة على ارتفاعات منخفضة أقل بكثير ، حتى إلى 20 كيلو متر للأهداف الأصغر التي تحلق قريبا من التضاريس.”
إقرأ أيضا: السويد طورت طائرة قادرة على “قتل” طائرات سوخوي الروسية
“في تقريرنا ، أثبتنا أن القدرات الروسية في A2/AD أقل فعالية من التي يدعيها الجيش الروسي أو الصحافة الغربية. لسبب واحد ، فالكشف عن هدف يقع على بعد عشرات الكيلومترات وضربه أمر أكثر صعوبة مما يعتقده الكثيرون” حسبما قاله روبرت دالسجو Robert Dalsjö ، نائب مدير الأبحاث في وكالة FOI ، الذي كتب التقرير مع مايكل جونسون.
وتستخدم منظومة إس-400 أربع صواريخ ذات مديات مختلفة:
• 40N6 وهو صاروخ طويل المدى (400 كيلو متر)
•48N6 وهو صاروخ طويل المدى (250 كيلو متر)
• 9M96E2 وهو صاروخ متوسط المدى (120 كيلو متر)
• 9M96E وهو صاروخ قصير المدى ( 40 كيلو متر).
ووفقاً للتقرير ، فإن الصاروخ ذو المدى 400 كيلو متر ، 40N6 ، لم يدخل الخدمة الفعلية بعد ويعاني من مشاكل في التطوير والاختبار. في تشكيلها الحالية ، ينبغي اعتبار منظومة إس-400 بشكل رئيسي تهديدا للطائرات الكبيرة عالية القيمة مثل طائرات أواكس أو طائرات النقل على ارتفاعات متوسطة إلى عالية ، وعلى مدى يتراوح بين 200 و250 كيلو متر. وفي المقابل ، فإن المدى الفعال ضد الطائرات المقاتلة الرشيقة و صواريخ كروز التى تحلق على ارتفاعات منخفضة يمكن أن يكون أقل من 20 إلى 35 كيلو متر.
و حلل التقرير أيضا العديد من التدابير المضادة المحتملة للقدرات الروسية في A2/AD. وتعتمد القدرات الروسية أساسا على ثلاثة أنظمة: نظام “إس-400” المضاد للطائرات ونظام “باستيون” المضاد للسفن ونظام الصواريخ الباليستية إسكندر الذي يستخدم ضد الأهداف البرية.
وهناك عدة تدابير لمواجهة أنظمة A2/AD. بعضها سلبي ، مثل الطيران حول المنطقة المغطات بأجهزة الاستشعار ، أو نشر الجنود في مكان ما في الوقت المناسب. البعض الآخر عبارة عن تدابير مضادة نشطة ، سواء “اللينة” ، في شكل التشويش الإلكتروني أو نشر سحابة من المواد المعدنية chaff (رقائق معدنية تستخدم لتكوين سحابة معدنية قادرة على خداع وسائل الكشف الرادارى المعادية) من الطائرات ، و “الصعبة” ، حيث يتم التخلص من أجزاء من القدرة الكلية ، حسب التقرير.
وقال روبرت دالسجو: “يمكن للمرء تحييد النظام بأكمله عن طريق تدمير رابط واحد فقط في السلسلة الوظيفية ، على سبيل المثال وصلة البيانات data link أو رادار التحكم في النيران. وبما أن الرؤية في الأفق تتطلب رادار محمول جواً ، فقد يكون إسقاط الطائرة الرادار كافياً”.
ومع ذلك ، فإن التعامل مع قدرات روسيا A2/AD يتطلب التزامات ، وفقا للتقرير.
وخلص دالسجو: “القوات المسلحة الغربية تحارب منذ فترة طويلة ضد أعداء مجهزين بشكل سيئ ، مثل طالبان. وبالتالي ، فإن بناء القدرات والاستثمارات مطلوبة الآن في مجالات مثل الحرب الإلكترونية ، والتدابير المضادة والأسلحة الموجهة.”
إقرأ أيضا: السويد طورت طائرة قادرة على “قتل” طائرات سوخوي الروسية