in

كيف تقوم المقاتلات بالإطباق Lock On وكيف تعرف المقاتلات المستهدفة ذلك

التكنولوجيا الأساسية التي تستخدمها الطائرات العسكرية للقفل أو الإطباق lock وتعقب طائرة العدو هو رادارها الذي هو على متنها. رادارات الطائرات عادة يتكون من نظامين: البحث والتتبع search and track. في وضع البحث، يكتشف الرادار شعاع راديوي عبر السماء بنمط متعرج. وعندما تنعكس الحزمة الراديوية بواسطة طائرة مستهدفة، تظهر إشارة على شاشة الرادار. في وضع البحث، لا يتم تتبع أي طائرة، ولكن الطيار يمكنه قراءة التغيير على شاشة رادار مقاتلته خاصة في الرادارات القديمة بينما الرادارات الحديثة مرتبطة بمكتبة الأخطار حال الرصد تم للتبع مع تحديد نوعية الأخطار والأهداف التي تصدرها المقاتلة المعادية مثل إطباق الصواريخ…الخ.

 

هذا عبارة عن مثال على شاشة عرض رادار التحكم في النيران أو الرمي fire control radar display لمقاتلة من طراز F-16 فايتينغ فالكون Fighting Falcon عندما يكون الرادار في وضعية البحث:

 

 

كل المربعات البيضاء هي عبارة عن انعكاس موجات الرادار أو الارتداد الراداري radar return. لأن الرادار يقوم بالمسح فقط، ولا يتتبع، لا توجد معلومات أخرى متاحة حول أهداف الرادار. (هناك استثناء واحد: يمكن قياس الإنحراف الدوبلري Doppler shift لانعكاس موجات الرادار ، لتقدير مدى سرعة الطائرة التي تسافر نحوك أو بعيدا عنك، مثل صافرة سكة القطار المُقبل يمكن أن تبين لك سرعته التي يأتي بها في اتجاهك، وهذا يتم عرضه على شكل خط اتجاه أبيض صغير small white trend line الصادر من كل المربعات البيضاء).

 

لاحظ أن المؤشرات هي غالبا في أسفل معظم المربعات البيضاء (وهي الأقرب إلى طائرتنا). حيث أن الطيار جاهز للإطباق على هذا الهدف. وهذا سيضع الرادار في وضعية التتبع track mode. في وضعية التتبع، الرادار يركز طاقته على هدف معين. لأن الرادار هو في الواقع يتتبع الهدف، وليس مجرد عرض المربعات البيضاء عندما يحصل على انعكاس عائد، مما سيعطي للطيار الكثير من المعلومات عن الهدف. وهذا هو ما تبدو عليه شاشة عرض رادار التحكم في النيران لمقاتلة من طراز F-16 عندما يتم الإقفال عن الهدف:

 

 

على طول الجزء العلوي لدينا الكثير من المعلومات حول ما يفعله هدف الرادار:

– الزاوية الأمامية (زاوية بين موضع أنف الإف-16 وموضع أنف المقاتلة المعادية) هي 160 درجة إلى اليسار،
– الطائرة في اتجاه 190 درجة،
– وسرعة الطيران هي 450 عقدة،
– ومعدل الإقفال هو 828 عقدة.
مع هذه المعلومات، الطيار يحصل على فكرة أفضل بكثير على ما تقوم به الطائرة، ولكن على حساب المعلومات عن الطائرات الأخرى في المنطقة.

 

لاحظ أنه في الصورة أعلاه، يتم القفل على الهدف المتواجد في الجزء السفلي ( الأقرب والذي تحيط به دائرة)، بينما يتم تتبع الهدفين البعيدين (المربعات الصفراء)، وهناك ارتدادين راداريين بعيدين جدا  (المربعات البيضاء). وهذا يدل على ميزة متقدمة تتميز بها الرادارات الحديثة، أنماط الوعي الظرفي situational awareness modes. في حالة كون الرادار في وضعية SAM فيجمع بين كل من التتبع والمسح للسماح للطيار لتتبع هدف واحد أو عدد قليل من الأهداف “المهمة” في حين لا تفقد الصورة الكبيرة ما تفعله الأهداف الأخرى. في هذا الوضع، يكتسح شعاع الرادار السماء، في حين يوقف لفترة وجيزة وبشكل منتظم البحث للتحقق من الهدف المُقفل عليه locked target.

 

في النهاية، الرادار قوي كما هو، ويمكنك وضع الكثير من الطاقة الرادارية على هدف واحد، أو نشره ضعيفا في جميع أنحاء السماء، أو يتم وضعه في الوسط بينهما. في الصورة أعلاه يمكنك ،أن نرى خطّين عموديين والذين يمتدان على ارتفاع شاشة العرض (هذه هي حدود مسح زاوِيةُ السّمْت azimuth scan). إنها طريقة للطائرة لإخباركم: “حسنا، يمكنني تتبع هذا الهدف، ومسح الأهداف الأخرى، ولكن في المقابل، أنا فقط سوف أمسح زاوية مخروط 40 درجة واسعة أمام الطائرة، بدلا من الزاوية المعتادة 60 درجة، والرادار، مثل الحياة، مليء بالمقايضات.

 

ومن المهم أن نشير أيضا على أن القفل أو الإطباق بالرادار radar lock ليس مطلوبا دائما لإطلاق الأسلحة على الهدف. للقتل برشاش المقاتلة، إذا أقفل رادار الطائرة على الهدف، فإنه يمكن قياس بدقة المدى إلى الهدف، مع توفير للطيار التصحيحات المناسبة وانخفاض الجاذبية، للحصول على قتل دقيق بالرشاش. وبدون الرادار، يتعين على الطيار أن يعتمد ببساطة على حُكمه الخاص.

 

وكمثال على ذلك، دعونا نلقي نظرة على هود طائرة F-16 (شاشة العرض heads-up display) في عملية استخدام الرشاش على هدف مطبق عليه بالرادار:

 

 

يصبح بسيطا بشكل لا يصدق. أن دائرة صغيرة المسمى “الرصاص في النطاق المستهدف bullets at target range” يسمى “نقطة الموت” من قبل طياري F-16. في الأساس، تمثل مكان هبوط رصاصات المدفع إذا أطلقت النار الآن، والرصاص يقطع المسافة بينك وبين الهدف المُقفل. وبعبارة أخرى، إذا كنت تريد قتل مضمون بالرشاش، ببساطة قم بمناورة لوضع نقطة الموت على طائرة العدو.

 

ولكن ماذا لو لم يكن هناك قفل أو إطباق بالرادار؟ حسنا الآن الهود سيشبه هذا:

 

 

عدم توفر نقطة الموت — لكن لا يزال لديك الـ funnel (أنظر للصورة أعلاه). يمثل funnel المسار الذي ستسلكه طلقات المدفع أمامك إذا أطلقت النار الآن. ويكون عرض funnel مساويا للعرض الظاهر لباع الجناح wingspan المحدد سلفا في هذا النطاق المعين.

 

وماذا عن الصواريخ؟ مرة أخرى، لا يلزم الإطباق بالرادار. للصواريخ الحرارية، يستخدم الإطباق بالرادار فقط لتوجيه الرأس الحراري تجاه الهدف. بدون الإطباق، يقوم رأس الباحث بمسح السماء بحثا عن الأجسام “الساطعة bright” (الساخنة hot)، وعندما يجد أحدهما، فإنه يشغل نغمة مميزة للطيار. الطيار لا يحتاج الرادار في هذه الحالة، و انه يحتاج فقط للقيام بمناورة بطائرته حتى يحصل على “نغمة جيدة”، ومن ثم اطلاق الصواريخ. الرادار يجعل هذه العملية أسرع.

 

الآن، الصواريخ الموجهة بالرادار تأتي في نوعين: توجيه شبه نشط وتوجيه نشط. صواريخ الرادار شبه النشط لا تتطلب إطباق الرادار، لأن هذه الصواريخ تستخدم طاقة الرادار المنعكسة للطائرة لتعقب الهدف.

 

صواريخ الرادار النشط لديها رادار خاص بها، الذي يقفل ويتعقب الهدف. ولكن هذا الرادار في رحلة في اتجاه واحد، لذلك هو أقل تكلفة بكثير (وأقل قوة) من رادار الطائرة. لذلك، هذه الصواريخ عادة تحصل على بعض المساعدة في التوجيه من الطائرة المُطلقة له حتى يطير قريبا بما فيه الكفاية إلى الهدف حيث يمكنه تشغيل الرادار الخاص به و ليتم “تنشيطه”. (وهذا يسمح للطائرة التي تطلق هذا الصاروخ من الابتعاد والدفاع عن نفسها). فمن الممكن إطلاق صاروخ ذو الرادار النشط مع عدم وجود الإطباق الراداري (ما يسمى “مادوغ maddog”)؛ في هذه الحالة، سوف يطير الصاروخ حتى يقترب أن ينفذ منه الوقود، وبعد ذلك سوف يشغل راداره ومتابعة الهدف الأول الذي يراه. هذه ليست الإستراتيجية الموصى بها إذا كانت هناك طائرات صديقة على مقربة من العدو.

 

كيف تعرف الطائرة أنها مستهدفة؟

أما بالنسبة للجزء الثاني من الموضوع – نعم، يمكن للطائرة معرفة ما إذا كان الرادار رسمها أو أقفل عليها. الرادار هو مجرد موجات راديو radio waves، ومثلما يقوم راديو FM الخاص بك بتحويل موجات الراديو إلى الصوت، كذلك يمكن للطائرة تحليل إشارات الراديو الواردة لمعرفة من يفعل ماذا who’s doing what. وهذا ما يسمى RWR، أو جهاز مستقبل الإنذار الراداري radar warning receiver، ويحتوي على كل من الفيديو والصوت. هذا هو عرض RWR نموذجي:

 

RWR, or radar warning receiver

 

على الرغم من أن رادار الطائرة يمكن أن يمسح فقط أمام الطائرة، يمكن للطائرة رصد إشارات الرادار الواردة في أي اتجاه، أي بزاوية 360 درجة. معالج الإشارات الرقمية يبحث عن “chirps” الراديو المُمْكن تمييزها التي تتوافق مع الرادارات المعروفة، ويعرض السمت على scope أو الراسم الكهربائي. chirp هي شكل موجي waveform مميز يستخدمه الراديو. إذا استخدم راديوين نفس الشكل الموجي في وقت واحد، سوف يختلط بعضهما البعض، لأن كل راديو لن يعرف أي ارتدادات رادارية هي من جهاز الإرسال الخاص به. ولمنع ذلك، تميل أجهزة الراديو المختلفة إلى استخدام أشكال موجية متميزة. ويمكن أيضا أن تستخدم من قبل الطائرات المستهدفة لتحديد نوع الرادار المستخدم، وبالتالي ربما، نوع الطائرة.

 

في هذا العرض في الصورة أعلاه، كشف جهاز RWR عن المقاتلة F-15 (القبعة التي تحتها الرقم 15 تشير للطائرة) في الموضع 7. يتم رسم تخطيط قوة الرادار كمسافة من المركز — كلما كان أقرب إلى المركز، كلما كان كشف إشارة الرادار أقوى، وبالتالي ربما الطائرة المرسلة هي قريبة.

 

تم اكتشاف في الموضع 12 إلى 1 على صاروخين أرض-جو (سام SAM)، صاروخ SA-5 Gammon و SA-6 Gainful. هذه هي رادارات إطلاق صواريخ سام الروسية وتمثل تهديدا خطيرا. وقد حدد جهاز كومبيوتر RWR سام-6 على أنه التهديد الأولي الأعلى في المنطقة، وبالتالي قد تم تطويقه على شكل قطعة ألماس diamond.

 

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

السعودية تسعى لامتلاك صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية

نيجيريا تتعاقد على المقاتلة جي إف-17 الرعد الباكستانية